رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توتة

أحمد فرغلى
أحمد فرغلى

أيام ما كان العمر شجرة توت 

ثابت وبيلمّ العيال حواليه 

حُجاج صغار 

بدماغ تفل حديد 

وجسم بسكوتة 

ما شغلش بالهم حجة التأخير 

ولا الغدا ولا كترة الواجب 

هما اللى كانوا بيقفوا فوق الطير

والفكرة طوبة اتحولت عصافير

نرمى الشنط ع الأرض 

الشنطة مش هتطير 

نرمى سبع جمرات.. 

هنلم كام توتة؟

أيام ما كانوا بيقعدوا فى الفصل 

زى النغم فى كتابة النوتة 

والمدرسة حلوة 

فى الفسحة والألعاب 

أو حصة فاضية عشان مدرس غاب 

ومرعبة جدًا 

فى عصاية الأستاذ 

ومرعبة أكتر 

لو كحكة فى شهادة 

والدنيا بعد الباب 

اللى ما بنطولهوش

عالم موازى بيتفتح ع الحوش

ضربة جرس مرواح 

كانت نشيد وطنى 

كنا انفجار مكبوت

ثم فراش ننتشر

والوقت آخر حصة قبل الجرس

وكإنه مر بساعة موقوتة

منحوتة ريحة كل شىء فينا

وهى زاهدة عننّا بتصوم 

نخرج نلاقى بياعين الدوم 

وبتاع حواوشى سخن وحرَنكش

كان كل شيء له وقت بيفضه 

إلا الشوارع لن تقول: فركش 

دومة كورتنا وشنطتين الجون

لو كنّا خمسة يبقى جون مشترك

والحارة ملعب والزمن مفتوح

والذكريات كنزنا 

اللى اندفن قبلنا

أو اتركن بالغلط 

على سطوح عمرنا 

كان نفسى لما نحنّ 

تترد ببساطة..

توتة فى إيدها عيال 

وألقى منابى اتشال 

من غير ما نحدف طوب 

بتوزعه العصافير 

زى القرص صدقة..

لكن ما فيش موتة.