رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمى..

زوجة سارق.. قصة سناء شعلان عن الجزاء من جنس العمل

سناء شعلان
سناء شعلان

زوجة سارق، هى واحدة من القصص البديعة للكاتبة الفلسطينية الأردنية المعروفة الدكتورة سناء شعلان.  التى جعلت القضية الفلسطينية نصب عينيها، فرصدت أوجاع الشعب الفلسطينى بطريقة نفسية مؤثرة

فى نفوس كل من له قلب يشعر ويحس.

فى قصة زوجة سارق ضربت سناء شعلان عدة عصافير بحجر واحد فأصابت أهدافها بمنتهى البراعة والحرفية. ذلك لأنها لم يكن أبطال قصتها فلسطينيون بل كانوا صهاينة، فتغلغلت فى نفوس بعض شخوصهم لتميز الخبيث من الطيب. 

 
تفاصيل القصة 
تحكى الكاتبة سناء شعلان فى قصتها "زوجة سارق" عن امرأة يهودية، جاءت مع زوجها من فرنسا بهدف  الإقامة فى الأرض الفلسطينية المحتلة، بحجة أنها أرضهم الموعودة التى وعدهم الله إياها. 

وهنا لنا وقفة، حيث بينت الكاتبة أن بطلة القصة وزوجها لا تربطهما أي صلة بأرض فلسطين، بل جاءوا من فرنسا طبقًا لذريعة واهية وزعم باطل. 
ثم تبين الكاتبة سناء شعلان أن الزوجة اليهودية سىئمت العيش فى بلاد لا تربطها بها جذور، كما أنها كرهت أن يقتل زوجها أصحاب الأرض ليس لذنب، إلا لأنهم أصحاب الأرض. التى اقتطع له الكيان مساحة منها أخذوها عنوة من امرأة فلسطينية أقدم بكثير من دولتهم المزعومة، ولم يبقوا لها إلا غرفة من صفيح على طرف المستوطنة الجديدة 

 ولأن غرفة الصفيح  كانت مجاورة للقصر دار الحديث بين زوجة اللص الإسرائيلى وتلك المرأة الفلسطينية الأصيلة. وبطبيعة الحال كان لا بد أن تغلب حجة صاحبة الأرض حجة المحتل. 

مما جعل زوجة اللص المغتصب تحكى مع زوجها  لتقنعة بالعودة إلى بلادهما ليتركا الوطن لأصحابة،   فأهانها لمجرد التفكير فى ترك الحلم اليهودى من النيل إلى الفرات. 
كان اللص يتفاخر أمام زوجته باغتصابه الأسيرات الفلسطينيات وبقتل الرجال والأطفال، صارت الزوجة حبيسة المستوطنة فشعرت بأنها والفلسطينيات على صعيد واحد من الأسر والقهر.


وهنا نقف على أمرين أولهما أن الكاتبة أرادت أن تقول إن الحق قاهر واضح أبلج، فكل غاصب يعلم فى قرارة نفسه أنه غاصب ومحتل؛ لذا قررت اليهودية الانتقام من زوجها. وثانيًا هو أن اليهودية قررت الانتقام لنفسها وليس من أجل الحق. ورغم أن وجهتى متناقضتان إلا أنهما واردتان. 

نهاية القصة 
أرادت سناء شعلان أن تنهى قصتها بنهاية دراماتيكية تتناسب مع الفعل الموحش فالجزاء من جنس العمل. 

فجعلت بطلة قصتها فى أخر النهار تعتذر لزوجها عن حديثها معه فى الصباح، بل وترجوه أن يسامحها رغم ضربها على ذنب لم تقترفه.

 فقدمت له المشروم السام وأكلت معه لتخلص البشرية من أحقاده ومن موافقتها على المجىء إلى أرض فلسطين المباركة التى لا يستحق العيش بها إلا أبناؤها الطيبون.