رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حيثيات الحكم المشدد 15 سنة لمتهمين بقتل سائق واستعراض القوة بمصر القديمة

ارشيفية
ارشيفية

أودعت  محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار حمدى السيد الشنوفي، حيثيات حكمها على المتهمين الصادر ضدهم حكم بالسجن المشدد 15 سنة، لاتهامهم بارتكاب جريمة استعراض القوة، ومعاقبة آخر بالحبس سنة في تهمة إحراز سلاح، بمنطقة سوق الغلال بمصر القديمة.

وكشفت حيثيات الحكم عن أن الواقعة إثر خلاف بين المتهم الأول و"ثروت فرج"، العامل بسوق الغلال بمنطقة مصر القديمة، وبعض العاملين بالسوق، وذلك لمحاولتهم الإمساك به حال فراره من مطاردة رجال الشرطة له داخل السوق لاشتباههم فيه، فبيت المتهم الأول النية وعقد العزم على الانتقام منهم وتخويفهم وترويعهم وفرضهم السيطرة على السوق، فاتفق مع المتهم الثاني على إحضار أسلحة نارية مستعرضين بها قوتهما داخل السوق لترويع الموجودين به ولتأديبهم وإلقاء الرعب في نفوسهم، وتوجها سويًا إلى سوق الغلال ليلا تحقيقًا لمقصدهم المشترك سالف الذكر مستقلين دراجة بخارية قيادة المتهم الثاني وكل منهما حاملًا أسلحة نارية، المتهم الأول يحمل بندقية آلية ومسدسا، والمتهم الثاني حاملًا سلاحا ناريا فرد خرطوش. 

وتوقف المتهمان بالدراجة البخارية داخل السوق وأخذا في إطلاق الأعيرة النارية من هذه الأسلحة بطريقة عشوائية داخل السوق وعلى المحلات الموجودة به واستمرا في إطلاق الأعيرة النارية لمدة تزيد على 10 دقائق رغم وجود المارة بالشارع، فضلًا عن المترددين على المحلات والذين سارعوا إلى الاحتماء منهم داخل المحلات وهم في إطلاقهم لهذه الأعيرة النارية. 

وأسفر ذلك عن إصابة أحد الموجودين في السوق تحقيقًا لمقصدهم في تخويفهم وترويعهم وإلحاق الأذى بهم رغم توقعهما وعلمهما اليقيني بما قد يترتب على إطلاق هذه الأعيرة النارية من إصابة من يوجد في مرمى تلك الطلقات، التي كانوا يطلقونها عشوائيًا، بل وعلى اتجاهات منخفضة تجاه المحلات التي كانت مفتوحة والعمال موجودون فيها فضلًا عن المترددين عليها، مستقبلين ما قد يحدث من نتيجة لمسلكهم هذا في إطلاق الأعيرة النارية. 

وقد نتج عن هذا أن أحد تلك الأعيرة، التي أطلقها المتهم الأول من البندقية الآلية أو المسدس الذي كان يستعملهما، حال وجود المتهم الثاني معه يطلق الأعيرة النارية من فرد الخرطوش الذي كان يحمله تحقيقًا لهدفهما المشترك الساعيان إليه في ترويع وتخويف الموجودين بسوق الغلال وإيذائهم وفرض السيطرة على السوق، فأصابت هذه الطلقة المجني عليه "أحمد محمد"، قائد الدراجة النارية "توك توك"، والذي تصادف وجوده داخل السوق في مرمى طلقاتهما فأحدثت به إصاباته الموصوفة بالتقرير الطبي الشرعي المرفق والتي أودت بحياته، وأصابت إحداها إطار التوكتوك قيادته مما أدى إلى إتلافها، وتمكنت الشرطة فيما بعد من ضبط المتهمين تنفيذًا لأمر الضبط والإحضار الصادر من النيابة العامة في حقهم.

وقالت الحيثيات إنه استقام الدليل على صحتها وثبوتها في حق المتهمين، فقد شهد رضا شعبان أنه في يوم الواقعة الساعة التاسعة مساءً توجه رفقته الشاهدان الثاني والثالث إلى سوق الساحل مستقلين الدراجة النارية "التوكتوك" قيادة المجني عليه "أحمد محمد" لشراء علف للمواشي وتوقفا أمام محل علف بسوق الغلال وتوجه الشاهدان الثاني والثالث إلى المحل وظل هو والمجني عليه بالدراجة وحال خروج الشاهدين الثاني والثالث من المحل فوجئا بإطلاق أعيرة نارية كثيفة في اتجاهههما فسارعا بالعدو هاربين من مرمى إطلاق النار، إلا أن المجني عليه سقط على الأرض فرجع إليه بعد توقف إطلاق النار، ففوجئ بأنه تلقى طلقة في ظهره خرجت من بطنه وأحدثت إصابته، التي أودت بحياته وأن طلقة أخرى أصابت دراجته. 

وأضاف أن الطلقات لم تكن تطلق في الهواء إلى أعلى أي كانت متجهة إلى أسفل وناحية وجودهما، حيث إن إطلاق النار استغرق حوالي 10 دقائق متواصلة وأنه عقب توقف إطلاق النار وبعد عودته تبين له سقوط المجني عليه على الأرض وحدوث إصابته والتي أودت بحياته.

وأضافت حيثيات المحكمة أن المتهم الأول كانت له واقعة منذ شهر سابق على تاريخ الواقعة، داخل السوق والناس تصيح "امسك حرامي"، وأنه الوحيد الذي لاحقه، وأنه والمتهم الثاني عادا في ذات اليوم وحاولا الشجار معه، وأنه علم أن المتهمين يبيعان المواد المخدرة بالسوق، وأنهما أرادا بذلك تخويفه والعمال الذين حاولوا الإمساك بالمتهم الأول حال فراره من دورية الشرطة حتى لا يتعرضوا لهما حال مباشرتهما تجارة المخدرات في السوق.