بشهادة العلماء.. مخاطر السد الإثيوبى بدأت!
فى فترة رئاسته الأولى، انتقد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، موقف إثيوبيا المتشدد من مفاوضات سد النهضة، قائلًا إن مصر قد تعمد إلى «تفجيره» لأنها «لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة»، وأوضح «أنه وضع خطِر جدًا، لأن مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة.. وسينتهى بهم الأمر إلى تفجير السد.. قُلتها وأقولها بصوت عالٍ وواضح: سيُفجرون هذا السد.. وعليهم أن يفعلوا شيئًا.. كان ينبغى عليهم أى مصر إيقافه قبل وقت طويل من بدايته»، مُبديًا أسفه، لأن مصر كانت تشهد اضطرابًا داخليًا، عندما بدأ مشروع السد الإثيوبى عام 2011.. ساعتها، وافق ترامب على أن تؤدى واشنطن دور الوسيط فى ملف السد.. وأعلنت الولايات المتحدة فى أوائل سبتمبر 2020، تعليق جزء من مساعدتها المالية لإثيوبيا، بعد قرار أديس أبابا الأحادى ملء سد النهضة، على الرغم من «عدم إحراز تقدم» فى المفاوضات مع مصر والسودان، وقال ترامب: «لقد وجدتُ لهم اتفاقًا، لكن إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغى عليها فعل ذلك.. كان هذا خطأ كبيرًا.. ولن يَروا هذه الأموال أبدًا ما لم يلتزموا بهذا الاتفاق».
فى ذلك الوقت، رأى فريق من الكتاب أن ترامب قد أعطى مصر الضوء الأخضر للحل العسكرى، أو أن لديه معلومات بنية مصر المسبقة لتفجير السد.. فيما رأى فريق ثانٍ، أن ترامب يريد توريط مصر، فى حرب قد تضعف جيشها إقليميًا، أو أن مصر لا تملك من الأساس القدرات الكافية عسكريَا لتدمير السد!.. ورأى البعض الآخر، أن ترامب «الحليف الأقوى والأقرب لدولة الاحتلال الإسرائيلى، يهدف من وراء هذه التصريحات التحريضية، توريط مصر فى حرب مع إثيوبيا، وبما يؤدى إلى تدمير جيشها الوحيد الباقى عربيًا، بعد تدمير الجيشين العراقى والليبى، وانشغال السورى، واستنزافه فى حرب داخلية ودولية مستمرة منذ عشر سنوات».. مع أن الخيار العسكرى المصرى جاهز، ومحفوظ فى أدراج غرفة عمليات الطوارئ لقيادة الجيش.. ومهما كانت النتائج، والشعب المصرى، ومعه كل العرب، سيقف خلف دولته، مثلما فعل فى كل الحروب الأخرى، لأنه يدرك جيدًا إنه لا يحارب إثيوبيا فقط، وإنما إسرائيل أيضًا.. إلا أن هؤلاء جميعًا لم يدركوا أن مصر تلتزم الصبر الاستراتيجى، وأن سيادة السلام فى القارة الإفريقية، رهان مصرى لا خلاف حوله، مع رغبتها فى الوصول إلى حلول دبلوماسية وسياسية للمشاكل بين دول حوض النيل، حتى مع إثيوبيا، إلى أن يتحقق النفع للجميع.
ودارت الأيام دورتها، وبعد نحو ثلاثة عشر عامًا، بدأت تحذيرات القاهرة من عيوب فى السد، ومخاطر محتملة من انهياره، فى الظهور.. ومع أنه من بين أهم الأهداف المعلنة لسد النهضة، الإسهام بشكل كبير فى توليد الطاقة الكهرومائية لدعم التنمية فى إثيوبيا ودول الجوار، لكن دراسة دولية كشفت عن تسرب كمية كبيرة من مياهه، ما قد يمثل تحديًا أمام تحقيق هذا الهدف.. إذ قدرت الدراسة التى أجراها فريق دولى من علماء الهيدرولوجيا والجيولوجيا حجم تسربات ضخمة للمياه من خزان السد، تقدر بنحو 19.8 مليار متر مكعب، خلال السنوات الثلاث الأولى من ملء السد، أى نحو سبعة مليارات متر مكعب سنويًا، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة إلى إعادة تقييم عاجلة لاستراتيجيات إدارة المياه فى حوض النيل، على ألا تغفل هذه الاستراتيجيات الدور الذى تلعبه تلك المياه المُتسربة، فى تحفيز النشاط الزلزالى الذى قد يؤثر على سلامة السد نفسه.. وقد اعتمدت الدراسة التى نشرتها دورية BNAS التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم فى الولايات المتحدة الأمريكية على منهجيات علمية مُثبَتة فى دراسات سابقة، وقادت جميعها إلى تقدير كمية المياه المفقودة.
●●●
يشرح الباحث فى جامعتى ميشيجان وأريزونا الأمريكيتين، والباحث المشارك فى الدراسة، الدكتور كارم عبد المحسن، الأدوات العلمية التى تم استخدامها لتقدير هذا الحجم الكبير من المياه الضائعة بلا طائل.. واعتمد الباحثون بشكل أساسى، على بيانات الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، إذ وفر القمر الصناعى «جريس» والقمر الصناعى «جريس فولو أون» معلومات بشأن التغيرات فى الجاذبية الأرضية، وبالتالى مخزون المياه على سطح الأرض، ما ساعد فى تتبع ملء المياه وتخزينها فى السد.. ويقول عبدالمحسن، إنه «عندما يتغير تخزين المياه فى منطقة معينة نتيجة امتلاء خزان سد أو جفافه يؤدى ذلك إلى تغيرات طفيفة فى قوة الجاذبية بهذه المنطقة، وتقوم الأقمار الصناعية التى تدور حول الأرض بقياس التغيرات الدقيقة فى قوة الجاذبية، فإذا مرت الأقمار فوق منطقة حدث فيها تغيير كبير فى تخزين المياه، فإنها ترصد تلك التغيرات، وباستخدام هذه البيانات يستطيع العلماء حساب كمية المياه التى أضيفت أو فُقدت فى المنطقة».
ويضيف أن «البيانات التى توفرت، ساعدتنا فى إجراء حسابات دقيقة لموازنة المياه فى المنطقة، فمن خلال قياس كمية المياه المخزنة فى الخزان والكمية المستهلكة عن طريق التبخر، تمكنا من تقدير فقدان 19.8 مليار متر مكعب من بين 43 مليار متر مكعب تراكمت فى الخزان خلال السنوات الثلاث الأولى».. وحددت الدراسة أن التسرب يتماشى مع اتجاهات الفوالق فى المنطقة، ما يشير إلى أن هذه التراكيب الجيولوجية تعمل كقنوات لحركة المياه الجوفية بعيدًا عن الخزان، وهذا يشير إلى وجود علاقة محتملة بين عمليات السد والديناميات الجوفية فى المناطق المحيطة.. كما أكدت تحليلات الصور الفضائية، ظهور مستنقعات جديدة فى السهول شرق وادى النيل، التى زادت من مائة وتسعة كيلومترات مربعة عام 2020 إلى ثلاثمائة وثمانية وعشرين كيلو مترًا مربعًا عام 2022.. ويتزامن هذا التوسع فى الأراضى الرطبة مع أنماط هطول الأمطار المتناقصة، ما يشير إلى أن المياه الجوفية من خزان السد تسهم فى هذه التغيرات البيئية.
ويدعو عبدالمحسن إلى أهمية إدراج هذه الحقائق فى إدارة المياه بمنطقة حوض النيل، قائلًا إن «نتائجنا تشير بوضوح إلى أن مشكلة التسريب قد تجعل وجود السد مؤثرًا بشكل كبير على توافر المياه، بسبب الحاجة الإثيوبية إلى تعويض التسريب بشكل دائم، ما قد يزيد التوترات بين دول حوض النيل»، لذلك، يجب إعادة عمل تقييم شامل لاستراتيجيات إدارة مياه النيل يتم خلالها دمج بيانات التسريب، لأن هذا أمر بالغ الأهمية للإدارة الفعالة للمياه ومنع النزاعات فى حوض النيل، وقد يؤدى إغفال هذه البيانات إلى سياسات غير فعالة وزيادة التوترات بين الدول التى تعتمد على النيل مصدرًا لمياهها.
يؤيد هذه الدعوة، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية فى جامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقى، الذى وصف حجم المياه المتسربة الذى قدرته الدراسة بـ«الضخم»، لكنه ليس مستبعدًا بسبب الطبيعة الجيولوجية لمنطقة بناء السد، الذى يقع فى منطقة جبلية تتكون بشكل رئيسى من صخور الأساس البركانية، التى تشمل بشكل أساسى البازلت الذى يتميز بنفاذية عالية نسبيًا تسهم فى تسرب المياه.. كما أن المنطقة تحتوى على نظام مُعقد من الشقوق والفوالق الجيولوجية، التى يمكن أن تؤثر على حركة المياه الجوفية، وهذه الشقوق يمكن أن تعمل كقنوات تُسهّل تسرب المياه من خزان السد إلى التكوينات الجيولوجية المحيطة.. ويزيد من هذا التأثير الجيولوجى ما يعرف بـ«الضغط الهيدروستاتيكى»، الناتج عن الحجم الكبير للماء المخزن فى خزان السد، الذى يدفع المياه نحو التكوينات الجيولوجية المحيطة، التى تحتوى بدورها على مسارات سهلة للتسرب، ما يمكن أن يزيد كمية المياه المفقودة.. ويرى شراقى، أن إثيوبيا لن تتأثر على المدى القصير بمشكلة التسرب، لأن الكمية المخزنة حاليًا والمقدرة بستين مليار متر مكعب، كافية لتحقيق غرض إنتاج الكهرباء، وفى حال تسربت كميات منها، تستطيع تعويضها لاحقًا، وسيكون المتضرر الحقيقى هو مصر والسودان، لأن ذلك سيكون خصمًا من حصتهما من المياه.. لكن أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية فى جامعة القاهرة، لم يستطع أن يخفى قلقه من أن تكون هذه الكميات الكبيرة المتسربة من المياه، عاملًا مساعدًا فى تحفيز النشاط الزلزالى بالمنطقة.
●●●
كان متوسط حدوث الزلازل التى تزيد قوتها على أربع درجات، بمقياس ريختر، فى إثيوبيا نحو خمسة أو ستة زلازل سنويًا، لكنه مع بدء عملية التخزين الضخمة للمياه وما صاحبها من تسربات، شهدت إثيوبيا عام 2023 نحو ثمانية وثلاثين زلزالًا، ووصل العدد فى عام 2024 حتى الآن إلى اثنين وثلاثين زلزالًا، منها ستة زلازل خلال الأسبوعين الماضيين، كما يوضح شراقى، الذى يرى أن «هناك أسبابًا علمية عدة تربط بين تسرب المياه إلى الفوالق فى إثيوبيا والنشاط الزلزالى غير المسبوق.. فعندما يتسرب الماء من الخزان إلى الصدوع والكسور تحت الأرض، فإنه يزيد ضغط المسام فى الصخور المحيطة، وعندما يرتفع هذا الضغط، فإنه يقلل الاحتكاك الذى يربط خطوط الصدع معًا، ما يجعلها أكثر عرضة للانزلاق».. كما أن المياه المُتسربة تعمل على إضعاف الصدع.. فعادة يتم تثبيت الصدوع فى مكانها بواسطة وزن الصخور التى تعلوها والاحتكاك بين مستويات الصدع، لكن تسرب المياه يعمل على تزييت هذه الصدوع، ما يؤدى إلى إضعافها بشكل فعال، وهذا يقلل مقدار الضغط اللازم لإحداث انزلاق أو تمزق على طول خط الصدع، ما قد يؤدى إلى زلزال.. وإذا كانت الزلازل حاليًا فى نطاق أربع أو خمس درجات بمقياس ريختر، بما لا يوثر على سلامة جسم السد.. لكن ما يخشاه شراقى، هو أن تكون المنطقة على موعد مع زلزال كبير، ولا سيما أنها منطقة نشطة زلزاليًا بطبيعتها، وتملك حاليًا أسبابًا محفزة للزلازل، منها الحجم الكبير للمياه المخزنة فى السد الذى يمارس ضغطًا إضافيًا على قشرة الأرض وتسرب المياه إلى خطوط الصدع.
ويتساءل البعض عن مدى تأثير الصدع الزلزالى الإثيوبى على سد النهضة.. وهل يُمثِّل خطورة حقيقية على جسم السد؟
فى السادس من أكتوبر الماضى، شعر سكان العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بهزة أرضية، نتيجة زلزال ضرب جبل فنتالى الواقع فى منطقة أواش، كان بقوة 4.9 درجات على مقياس ريختر، وعلى بعد مائة وخمسة وستين كيلومترًا شمال شرق العاصمة، أثار مخاوف من احتمال تأثر سد النهضة بهزات مماثلة، وما يمكن أن يلحقه ذلك من أضرار على السودان ومصر إذ تقع إثيوبيا عند نقطة انفصال ثلاث صفائح تكتونية عن بعضها البعض، والصفائح التكتونية هى المكون الأساسى للغلاف الصخرى للأرض.. ولفهم الفكرة، تخيل أن كوكب الأرض يشبه التفاحة.. إذا كان الأمر كذلك، فإن قشرة التفاحة الرقيقة تمثل بالنسبة للأرض غلافها الصخرى.. إلا أن هذا الغلاف فى حالة الأرض منقسم إلى عدة شرائح متداخلة، مثل الأحجيات الورقية، هذه الشرائح التى تسمى الصفائح التكتونية، تتحرك ببطء شديد بالنسبة لبعضها البعض، فقط عدة سنتيمترات كل عام.. ويقول بيير جوين مؤلف كتاب «تاريخ الزلازل فى إثيوبيا والقرن الإفريقى»، إن الزلازل والنشاط البركانى يشكلان حقيقة من حقائق الحياة فى شمال شرق إفريقيا، وهى حقيقة تنبع من الموقع الجغرافى لتلك المنطقة، إذ تحد إثيوبيا والقطاع الشمالى من القرن الإفريقى، الحدود المحيطة الرئيسية بين صفيحتين تكتونيتين رئيسيتين، وهما الصفيحة الإفريقية والصفيحة العربية، كما تقع على جانبى ما أطلق عليه مؤخرًا «الصدع الفاشل»، وهو الوادى المتصدع الإثيوبى الممتد جنوبًا، بواسطة خطوط الصدع فى شرق إفريقيا.
إلى جانب ذلك، تفيد السجلات التاريخية للمنطقة، أن إثيوبيا والقطاع الشمالى من القرن الإفريقى، قد تعرضت لهزات أرضية مستمرة، بسبب انفجارات النشاط البركاني، الذى يعود إلى تشقق «الانتفاخ النوبى»، الذى أنشأ ثلاثة صدوع زلزالية، وهى الصدع الإثيوبى وصدع البحر الأحمر وصدع خليج عدن.. والصدوع هى كسور أو شقوق فى القشرة الأرضية، تتكون نتيجة الضغط أو التمدد أو الإجهاد فى الصخور، ويحدث أن تنزلق الصخور على طول الصدع، ما يؤدى إلى إزاحة الكتل الصخرية على جانبيه، وهو ما يحدث فى حالات الزلازل.. وفى كتابه، يوضح بيير جوين، مساحة وخطوط الخرائط الزلزالية فى المنطقة، بعد المسح التاريخى الذى تم إجراؤه لمواقع الزلازل ودراسة تكرارها وحجم مخاطرها.. والحدود الطبيعية لهذه المنطقة هى: الحوض المركزى لجنوب البحر الأحمر، من ناحية الشمال الشرقى.. حافة الهضبة الإثيوبية التى تتطابق تقريبًا مع الحدود الدولية بين إثيوبيا والسودان، وهذه الحدود الآن تقع فى دولة جنوب السودان، من اتجاه الغرب.. الحدود الجنوبية لبحيرة توركانا، من الجنوب.. والصدع المحورى لخليج عدن، من الشمال الشرقى، ويتميز هذا القطاع من القارة بارتفاع شديد لقشرة الأرض، التى يصل ارتفاع هضابها إلى ثلاثة آلاف ومائتى متر، ما يخلق تناقضًا كبيرًا مع السهول المنخفضة، كما يمتد هذا الصدع العظيم نحو ثلاثة آلاف كيلومتر.
●●●
وقد وضع بيير جوين، وهو قس كندى، عمل أستاذًا للفيزياء فى جامعة أديس أبابا، ومؤسس أول مرصد جيولوجى فى العاصمة الإثيوبية، وظل مديرًا له طيلة ثلاثين عامًا، ويعتبر «أبوالجيوفيزياء» فى إثيوبيا خريطة زلزالية بعد دراسة استمرت سبعة عشر عامًا تحتوى على حجم واحتمالات الزلازل فى ستمائة وخمسين موقعًا فى جميع أنحاء إثيوبيا، انطلقت الخريطة من حقيقة، أن إثيوبيا تقع فى أكبر خطوط الصدع العالمية، وملتقى عدد من الصفائح التكتونية كما أسلفنا.. ولأن كثيرًا من المجتمعات تقع على حافة أو فى المنحدرات الشديدة، التى يمكن أن تتأثر إذا حدثت الانهيارات الأرضية بفعل الزلازل، إذ يمر خط الصدع الإثيوبي، الذى يعد جزءًا من نظام خطوط الصدع فى شرق إفريقيا، عبر منتصف البلاد، ما يجعله أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا فى العالم، ويقسم الوادى المتصدع الإثيوبى البلاد إلى نصفين ويمتد حوالى ألف كيلومتر.. وشهد الصدع الزلزالى الإثيوبى عددًا كبيرًا من الهزات التى ضربت إثيوبيا، على طول خط الصدع، الذى يمتد من الشمال والشمال الشرقى إلى أقصى جنوبها على الحدود الكينية.
ووفقًا لخرائط الزلازل فى إثيوبيا، فإن موقع سد النهضة يبعد عن خطوط الصدع الرئيسية ومنطقة الانهيارات الأرضية فى «جوفا» فى إقليم شعوب جنوب إثيوبيا حوالى ستمائة واثنى عشر كيلومترًا. ولذلك، تظل المخاوف قائمة لجهة وقوع إثيوبيا عند تقاطع عدد من خطوط الصدع الزلزالية، كما أن هناك مخاطر حدوث الانزلاقات الأرضية التى يتكرر حدوثها فى إثيوبيا، التى كان آخرها فى يوليو من العام الحالى فى منطقة «جوفا) فى الجنوب الإثيوبى.. كما أكدوا حدوث انهيارات مماثلة لعدد من السدود والأنفاق فى أوقات سابقة، وأن تكرار حدوث الزلازل فى إثيوبيا والانهيارات الأرضية، ربما يؤثر بطريقة أو بأخرى على بنية السد، ما يشكل مخاطر حقيقية على السودان ومصر، ومثال ذلك، الهزة الزلزالية التى ضربت منطقة تبعد عن السد حوالى خمسمائة وسبعين كيلومترًا شرق سد النهضة، وحوالى مائة وأربعين كيلومترًا جنوب العاصمة بقوة بلغت خمس درجات على مقياس ريختر فى سبتمبر الماضى.. وكان أقوى زلزال ضرب أقرب منطقة لسد النهضة فى السنوات العشر الماضية، بالقرب من بينى شنقول جوموز، التى يقع فيها السد الكبير فى الثامن من مايو 2023، الذى بلغت قوته 4.4 درجة، حيث ضرب منطقة على بعد مائتين وواحد وأربعين كيلومترًا، شمال شرق «أصوصا» عاصمة إقليم بين شنقول، وعلى عمق عشرة كيلومترات، ما يدفع المراقبين إلى إثارة المخاوف، من تعرض السد لهزات مماثلة، تلحق خسائر كبيرة لدولتى المصب مصر والسودان.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.