الشائعات حيلة مَنْ لا حيلة له
أعتقد أنه لا توجد دولة فى العالم يتم استهدافها بالشائعات مثل الدولة المصرية، وكلما حققت مصر نجاحًا فى أى مجال من المجالات ازدادت الشائعات، وكأنما هناك علاقة توافقية بين هذا وذاك.. وعلى الرغم من تزايد الشائعات خلال الفترة الحالية إلا أننى لاحظت أنها لم تعد تؤتى ثمارها كما كان يحدث منذ عدة سنوات، ولعل ذلك يرجع إلى التصدى العاجل لها، بالإضافة إلى اللقاءات المستمرة التى يعقدها السيد رئيس الوزراء بشكل متواصل فى وسائل الإعلام ومندوبى الصحف فى أعقاب الاجتماع الأسبوعى مع السادة الوزراء إذا استدعى الأمر ذلك.. بالإضافة إلى عوامل أخرى من بينها اهتمام المواطن بأحواله الشخصية والعائلية ومشاكله مع الحياة، وأيضًا إحساسه أن الوطن يمر بمرحلة حساسة ومهمة، وإنه من الواجب أن يكون له موقف إيجابى مع وطنه خلال تلك المرحلة، علاوة على ما يراه بنفسه من إنجازات تتحقق على أرض الواقع ومحاولات صادقة من الدولة للخروج من الأزمة الاقتصادية التى تتعرض لها.
من وجهة نظرى إننا لم نعد نفاجأ بأى شائعة يتم بثها من خلال السوشيال ميديا وصفحات التواصل الاجتماعى، بل أصبحنا نتوقع بعد كل حدث إيجابى أو حديث مهم أن تنطلق ألسنة الحقد والكراهية لتشوه هذا الحدث أو تكذب ذلك الحديث، ولاشك أن أيادى جماعة الإخوان الإرهابية هى التى تعمل على ذلك، خاصة وأنها أصبحت قليلة الحيلة، ولم تعد تجد سوى هذا السلاح وتلك الأساليب المكشوفة فى محاولات فاشلة لإحداث أى إثارة أو وقيعة بين الناس مستغلة فى ذلك بعض الأزمات التى تتعرض لها البلاد وتوظيفها لخدمة مصالحهم وأهدافهم، بل إنه حتى فى عدم وجود أزمات حقيقية فى وقت من الأوقات نجدهم يختلقون المواقف ويطلقون حولها شائعات وهمية، وهو ما نراه يحدث حاليًا، وذلك عندما أطلقت لجانهم شائعة بيع بحيرة البردويل، وقبلها استقبال الإسكندرية سفينة حربية محملة بشحنة أسلحة، لإرسالها إلى إسرائيل، وقبلها أيضًا تقاعس الدولة المصرية عن دورها الداعم للقضية الفلسطينية والامتناع عن محاولات إدخال مواد الإغاثة الإعاشة لهم.
يجب أن نتأكد ان ماكينة بث الشائعات الإخوانية المغرضة لن تتوقف أبدًا، لأنها سبيلهم الوحيد حاليًا كى يقنعوا كوادرهم بأنهم ما زالوا موجودين على الساحة، وبأنهم قادرون على إحداث تأثيرات على الجبهة الداخلية المصرية، وهم فى ذلك واهمون كل الوهم.
على الرغم من قناعتى أن شائعات الإخوان لم يعد لها التأثير الكبير على المواطن المصرى، إلا إننا يجب أن نعمل على تنمية الوعى لدى أبناء الشعب المصرى، وأن نتعامل مع الشائعات بحسبانها سلاحًا يمثل خطرًا على المجتمع ويُحدث تأثيرات سلبية اقتصاديًا وسياسيًا ونفسيًا..أينعم هو سلاح الضعفاء والخونة والكارهين، لكننا يجب ألا نغفل عنها وأن نعمل على مواجهتها بكل الأساليب والوسائل الحديثة لتفنيدها وتكذيبها فور إطلاقها، حتى لا تحدث الأثر الذى تتمناه تلك الجماعة المنكوبة وما يتمناه أهل الشر لدولتنا المصرية.
مما لاشك فيه أن إسقاط دولة الإخوان فى يونيو 2013 قد ترك جرحًا كبيرًا لهم، بل وأن الأيام المقبلة ومع وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى حكم الولايات المتحدة الأمريكية ومع مواقفه وعلاقته الطيبة مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، سوف يجعل وجود قيادات وكوادر جماعة الإخوان الهاربين فى الخارج فى حالة خوف وهلع من قيام الدول التى تؤويهم حاليًا من التخلى عنهم ومطالبتهم بمغادرة بلادهم.. وهنا سوف تتسارع وتيرة الشائعات المغرضة لإيجاد مخرج تستطيع من خلاله إقناع المجتمع الدولى بأن عودتهم للبلاد سوف تترتب عليها مشاكل كثيرة لهم وتعرضهم للمحاكمات العسكرية، وذلك فى محاولات استجداء المجتمع الغربى للسماح لهم بالإقامة خارج البلاد واستمرارهم فى ممارسة نشاطهم الهدام، الذى يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد وزرع الفتن والوقيعة بين الشعب وقائده وأيضًا بين أبناء الوطن الواحد.
أعلم أن هناك العديد من المفكرين والمثقفين والإعلاميين قد تناولوا قضية الشائعات خلال الآونة الأخيرة، وجميعها تدعو إلى ضرورة تنمية الوعى لدى المواطنين بغرض وأد الفتن التى تُحدثها الشائعات وخطورتها على أمن الوطن، وأنا هنا أضم صوتى اليهم، خاصة بعد أن وصلت خطورة تلك الشائعات إلى محاولات التشكيك فى قواتنا المسلحة الباسلة، وهو الأمر الذى يستدعى ضرورة طرح مشروع متكامل يهدف إلى تحقيق مواجهات فكرية تشمل أعمالًا فنية وأدبية لتعرية المناهج والأساليب والوسائل، التى تتفنن فيها جماعة الإخوان وأهل الشر فى نشر الفتن والمكائد والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد بغرض التأثير على جبهتنا الداخلية وتماسكها، بل وتؤثر أيضًا على الجهود المخلصة التى يبذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى داخليًا وخارجيًا...علينا أن نستعد لمرحلة جديدة من سيل الشائعات الذى سوف يحدث فى أعقاب تولى الرئيس ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وما سوف يحدث تجاه القضية الفلسطينية، بل وفى المنطقة العربية بالكامل، وعلينا أن نؤهل المواطن إلى التأكيد أن مصر مواقفها ثابتة ومعلنة على مر العصور تجاه كل قضايا المنطقة خاصة القضية الفلسطينية، وأنه ليس كل ما يقال يكون محل صدق أو حقيقة، وأن الأيام المقبلة سوف تشهد متغيرات كبيرة سوف يكون لها دور أساسى فيها بفضل قوتها وأمانتها فى تحمل المسئولية وثقة المجتمع الدولى بها، وأن محاولات أهل الشر لن تتوقف نتيجة تلك الثقة، خاصة بعد أن أصبحوا قليلى الحيلة ومهددين بالإبعاد والطرد من الدول التى تؤويهم، وعلينا أن نتأكد أن الشائعات التى سوف يطلقونها هى حيلة مَن لا حيلة له.