رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تصريحات إسرائيلية إيرانية «لا تريد الحرب».. هل يأتى ترامب بالحل؟

طارق فهمي
طارق فهمي

تحدث طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية الدولية، عن التصريحات المتبادلة بين  إسرائيل وإيران وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، مؤكدًا أن الحلول الفورية للأزمة لن تكون في يد الأخير، بل تتطلب خطوات أكثر فعالية تتمثل في وقف إطلاق النار.

 وأوضح فهمي أنه إذا ما قرر ترامب التدخل بجدية، فإن وقف إطلاق النار سيكون خطوة ضرورية، إذ لا يقتصر الأمر على تهدئة النزاع الإسرائيلي الإيراني، بل يشمل أيضًا تهدئة الجبهات الأخرى مثل جبهة حزب الله في لبنان، حيث يرى فهمي أن هذه الخطوة هي الأكثر أهمية في المرحلة الحالية إذا كان الهدف هو تخفيف حدة التوترات وتهدئة الأوضاع في المنطقة.

الاكتفاء بالأقوال والتصريحات دون اتخاذ إجراءت ملموسة 

وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ترامب حتى الآن يبدو مكتفيًا بالأقوال والتصريحات فقط دون اتخاذ إجراءات ملموسة، مشيرًا إلى أنه خلال فترة تتراوح ما بين 60 إلى 90 يومًا قد نشهد تغيّرًا في قواعد الاشتباك، خاصة في ظل التقارير التي تتحدث عن تصعيد محتمل على جبهات متعددة، ومع ذلك، لا يرى فهمي أن ترامب يمتلك استراتيجية واضحة لحل هذه الأزمة، بل يكتفي بتصريحات سياسية قد تكون جزءًا من تكتيكاته الإعلامية المعتادة.

وفيما يخص الجبهة اللبنانية، أوضح فهمي أن حزب الله لا يزال يمثل تهديدًا فعليًا للجبهة الإسرائيلية، حيث يمتلك قدرات عسكرية متقدمة تجعله قادرًا على استهداف الداخل الإسرائيلي في أي وقت، لكنه أشار إلى أن إيران وإسرائيل، فيما يتعلق بالردع المتبادل، تحتاجان إلى إعادة تقييم مواقفهما الحالية وإجراء مراجعة شاملة لسياساتهما العسكرية، هذه المراجعة تشمل ضوابط سياسية واستراتيجية لضمان عدم تصعيد الأوضاع إلى نزاع إقليمي أوسع. 

وأضاف أن الوضع الراهن يتطلب من جميع الأطراف التحلي بضبط النفس والابتعاد عن التصعيد غير المحسوب الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة.

وعن موقف إدارة ترامب الجديدة، يرى فهمي أن الجمهوريين لا يمتلكون حلًا واضحًا للأزمة الراهنة، مشيرًا إلى أن هناك تيارًا داخل الحزب يدعو إلى تصعيد الضغط على إيران وحلفائها، لكنه شكك في قدرة ترامب على تنفيذ هذه السياسات بفعالية. 

ويرى فهمي أن ترامب، رغم حماسته في طرح رؤى سياسية مختلفة، قد لا يكون لديه الأدوات اللازمة لتحقيق نتائج ملموسة في ظل الأوضاع المعقدة التي تشهدها المنطقة، ويعتقد أن ترامب سيظل في موقع المراقب والمحلل دون اتخاذ قرارات حاسمة على الأرض، ما لم يتمكن من عقد صفقة تحقق مصالحه السياسية والاقتصادية في المنطقة.

وأشار فهمي إلى أن هناك احتمالاً بأن يسعى ترامب لفرض وقف إطلاق النار كجزء من استراتيجيته للحد من التوترات بين إيران وإسرائيل، ولكنه في الوقت ذاته قد يدخل في مواجهات مع الوكلاء في المنطقة، هذا يعني أنه بدلاً من التركيز على التصعيد المباشر مع طهران، قد يركز على استهداف المجموعات المرتبطة بها في لبنان وسوريا. 

وأوضح فهمي أن هذه الاستراتيجية قد تكون أكثر فعالية في تحقيق التهدئة على المدى القصير، لكنها لن تعالج الجذور الحقيقية للصراع.

في النهاية، يرى فهمي أن ترامب يميل إلى أسلوب "عقد الصفقات" أكثر من الدخول في مواجهات مباشرة، وأن سياسته قد تكون في إطار "رابح-رابح" حيث يسعى للحصول على مكاسب سياسية دون التورط في نزاعات طويلة الأمد.

 ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى قدرة هذه السياسة على تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل التوترات المتزايدة والتعقيدات الإقليمية التي تجعل أي حل دائم أمرًا صعب المنال.