«blink twice» عندما تفشل الإثارة فى إخفاء الفراغ
فى أول فيلم تخرجه «زوى كرافيتز»؛ وهى ممثلة ومغنية وعارضة أزياء أمريكية، وابنة المغنى «لينى كرافيتز» نتعرف على سيلتر كينج/ تشانينج تاتوم، وهو ملياردير يعمل فى مجال التكنولوجيا من خلال مقابلة تليفزيونية يعتذر فيها عن جرائم لم يكشف عنها.
ومع ذلك فإن الجرائم غير المعلنة ليست لغزًا، كينج رجل أبيض ثرى ومؤثر فى مقابلة اعترافية يندد بسلوكه ويعهد يالقيام بعمل أفضل، وهو سيناريو مألوف بما يكفى لنفترض أنه استخدم سلطته بطريقة مؤذية ومروعة.
يستضيف كينج حفلًا يعمل فيه نادلتان صديقتان، فريدا/ ناومى اكيه وجيس/ عالية شوكت الممثلة الأمريكية ذات الأصل العراقى والتى تلعب دورها بمنتهى السلاسة، وفى منتصف الحفل يتخليان عن قمصانهما البيضاء «يونيفورم» ويبدلانها بفساتين سهرة على أمل التودد أى رجل الساعة الثرى المشهور، يجنب كينج سقوط فريدا المفاجئ أرضًا.
وعندها تعرف الفتاتان بأنهما حصلا على انتباهه، مسحورتان بمظهره الوسيم ومكانته وثقته بنفسه، وعندما يدعوهن إلى جزيرته لقضاء عطلة مليئة بالحفلات الراقية على المسبح ينتهزن الفرصة.
ينضم إلى كينج مجموعة من الأشخاص غريبى الأطوار يميلون إلى الشر، يستقلون طيارتهم الخاصة لقضاء العطلة المفترضة لتحقيق أحلامهم، يتم جمع هواتفهم المحمولة بواسطة مساعد كينج الشحصى والراهبة العصبية المصابة بالوسواس، ومن ثم ينطلقون لبدء إجازتهم والاستمتاع بما تقدمه الجزيرة لهم من الأعشاب النادرة والشمبانيا التى لا نهاية لها أو العشاءات الليلية الفاخرة.
ومع ذلك مع اندماج الأيام المليئة بالخمر معًا، يبدأ الشك فى الظهور بأن شيئًا ما ليس على مازيرام.
يعتقد الفيلم «blink twice» أنه يقدم رسالة مهمة حول القدرات الشريرة للرجال الأثرياء لكنه لا يقدم سوى الإشارة إليها، وبدلا من استخدام فرضيته يستخدم بدلًا من ذلك كلمات رنانة ومواضيع ساخنة من حركة Me To# النسوية إلى رجال العلاج النفسى، يظهر الكشف فى إطار سريع، فإن صدمة تحول الفيلم رأسًا على عقب ليست صدمة تشويقية بل هى خيبة أمل.
ومع تحول الإطار السريع إلى تسلسلات طويلة من الوحشية فى سباق محموم نحو النهاية فيصبح الفيلم تأكيدًا على محموعة أدوات سردية بسيطة ومستهلكة تباع علأ انها شجاعة نسوية لا هوادة فيها.
يوجه الفيلم ضربة قوية للجمهور بالعنف الجنسى ثم يفشل فى إيجاد براعة وذكاء فى تعامله معه أو فى التعامل مع أى الموضوعات المطروحة حتى الخيارات الأسلوبية فى هذا الطرح بدت بسيطة تفتقر العمق اللازم، ومع محاولة الفيلم موازنة نغمته أو أحداثه مع الفكاهة فإنه يراهن أكثر ويكذب على نجاحه وأنه بالفعل غير مضحك عندما يجمع بين فعل وحشى ونكتة.
من بين جميع مساوئ الفيلم، فإن منطقه الضعيف ليس بالأمر الأساسى فإن كان شىء يستحق الثناء فهو أداء الممثلين، حيث أظهر «تاتوم» جانبه الآخر من أداء أدوار ظلامية كما تدير «اكيه» دورها البطولى جيدًا مع تعبير عينيها الذى يجذب الجمهور والتناغم مع «سارا ارجونا» يعطينا عكازًا نتكئ عليه حتى نهاية الفيلم، ومع ذلك حتى بأفضل جهودهم على جميع المستويات فإنه استغلال محلى الصنع متبوعًا بخاتمة متعجرفة تبتسم للمشاهدين.
لا ينبغى أن يُساء تفسير قفزة «كرافتيز» على أنها شجاعة صانع أفلام إذا كنا كمشاهدين نعادل الجراءة بالشجاعة فإن توقعاتنا منخفضة للغاية ف،الرواية الشجاعة تتطلب دقة مدروسة التى لم تفعلها المخرجة بل اختارت الاستغلال النمطى مع التظاهر بالذكاء الحاد، فهى تلوح بشفرتها بدون هدف مسببة الألم للنساء اللواتى من المفترض أن يمنحهن القوة فى النهاية.