رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من جبل الزيت إلى الشيخ زويد.. مشروعات طاقة متجددة تنقش مسار التنمية فى سيناء

مشروعات الطاقة في
مشروعات الطاقة في سيناء

في مشهد يتسم بالتحديات البيئية والاقتصادية، تسعى الجمهورية الجديدة نحو تحقيق تحول جذري في قطاع الطاقة، مع التركيز على الطاقة المتجددة كأداة رئيسية لدفع عجلة التنمية المستدامة في المناطق الصحراوية.

من بين أبرز هذه المناطق التي تحمل آمالًا كبيرة في استثمار الطاقة النظيفة، تبرز "سيناء" التي تشهد مشاريع ضخمة للطاقة المتجددة، وتعد نموذجًا واعدًا في هذا المجال.

منطقة "جبل الزيت" على البحر الأحمر، ومحطات الطاقة الشمسية في "الشيخ زويد"، هما مثالان بارزان على التحولات التي تشهدها سيناء، حيث يشكلان حجر الزاوية في استراتيجية الحكومة المصرية؛ لتحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص اقتصادية جديدة.

"الدستور" تُبرز أهمية المشاريع الكبرى للطاقة المتجددة في سيناء، والتي تشكل نقطة تحول حاسمة نحو مستقبل أخضر ومستدام.

مشاريع طاقة الرياح في جبل الزيت: رياح الأمل

تعد محطة طاقة الرياح في "جبل الزيت" من أكبر المشاريع في مصر للطاقة المتجددة، وهي تتماشى مع رؤية مصر 2030 لتحقيق أمن الطاقة واستدامتها.

تقع المحطة في منطقة جبل الزيت، التي تتميز برياح قوية على مدار العام، ما يجعلها مكانًا مثاليًا لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح. 

تتكون محطة الرياح من عدة توربينات هوائية يتم ربطها بشبكة الكهرباء الوطنية لتوليد طاقة نظيفة تخدم المناطق المحيطة، بالإضافة إلى دعم الشبكة الكهربائية في مناطق أخرى من البلاد. 

لقد أسهم المشروع في تقليل الاعتماد على الطاقة التقليدية، كما يسهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ما يعزز من جهود مصر في مكافحة التغير المناخي.

وبفضل هذا المشروع، أصبحت مصر واحدة من الدول الرائدة في إنتاج طاقة الرياح في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يعزز مكانتها على الساحة الدولية في مجال الطاقة المتجددة.

محطات الطاقة الشمسية في الشيخ زويد: من الصحراء إلى المستقبل

على بُعد مئات الكيلومترات من جبل الزيت، يبرز مشروع "الطاقة الشمسية في الشيخ زويد" كأحد المشاريع التي تسعى لتلبية احتياجات سيناء من الطاقة المتجددة. 

تقع هذه المحطات في مناطق صحراوية شاسعة تتمتع بقدرة عالية على استقبال الأشعة الشمسية طوال العام، ما يجعلها مثالية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.

من خلال تركيب الألواح الشمسية على نطاق واسع، يمكن توفير الطاقة للكثير من المناطق السكنية في سيناء، بالإضافة إلى دعم مشروعات التنمية الأخرى مثل الصناعة والزراعة.

تعد هذه المحطات نموذجًا عمليًا لمشاريع الطاقة الشمسية التي تسهم في تحسين مستوى الحياة وتوفير فرص العمل، إلى جانب الحد من استخدام الوقود الأحفوري الذي يضر بالبيئة.

دور الطاقة المتجددة في دعم التنمية المستدامة

تمثل الطاقة المتجددة في سيناء، مثلها مثل باقي مشروعات الطاقة النظيفة في مصر، أحد المحركات الرئيسية لتحقيق "التنمية المستدامة"، حيثُ لا تقتصر فقط على توفير الطاقة النظيفة، بل تلعب دورًا أساسيًا في دعم النمو الاقتصادي، وتعزيز الاستثمارات، وخلق فرص العمل، وتحقيق الاستقرار البيئي.

في مجال الزراعة، يسهم توفر الكهرباء المتجددة في تشغيل أنظمة الري الحديثة التي تعتمد على الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، مما يساعد في استصلاح الأراضي وتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية.

كما تساهم الطاقة المتجددة في تحقيق الأمن الغذائي، من خلال ضمان استدامة أنظمة الإنتاج الزراعي في مناطق صحراوية كانت تعاني من نقص الموارد الطبيعية.

أما في مجال التصنيع، فإن توفر الطاقة النظيفة يدعم إنشاء مصانع ومشروعات صناعية مبتكرة، خاصة في مجال التكنولوجيا المتقدمة والمنتجات البيئية، ما يعزز من قدرة الاقتصاد المصري على التنافس عالميًا.