عالم ترامب.. غزة ولبنان وأوكرانيا على مائدة الرئيس الأمريكى المنتخب
يترقب الجميع حول العالم كيف سيتعامل الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، مع عدد من الملفات الثقيلة على رأسها الحرب فى الشرق الأوسط، وتحديدًا فى قطاع غزة ولبنان، والصراع الروسى الأوكرانى، خاصة مع وعوده، خلال حملته الانتخابية، بإحلال السلام، وتأكيده أنه لو كان موجودًا فى السلطة لما اندلعت هذه الصراعات.
وعلى غزة، استعرضت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية حجم المعاناة التى يشهدها قطاع غزة منذ الحرب التى شنتها إسرائيل أكتوبر من العام الماضى، مشيرة إلى أنه بات الآن مقبرة، والكارثة الإنسانية هناك تزداد سوءًا، حيث أذهل الدمار مسئولى الإغاثة المخضرمين.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أن يفعل ما يجب عليه فعله من أجل إنهاء المهمة فى الشرق الأوسط.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية؛ خاض الرئيس الأمريكى الجديد حملته الانتخابية على أساس استعادة السلام فى المنطقة، ويريد من إسرائيل أن تنهى أهدافها العسكرية فى كل من قطاع غزة ولبنان قبل تنصيبه فى يناير الماضى، لكن ترامب، الذى قدم فى ولايته الأولى العديد من «الهدايا السياسية» لنتنياهو وحلفائه فى اليمين الإسرائيلى، لم يقدم أى وضوح عام حول الطريقة التى يعتقد أنها يجب أن تنتهى بها الحروب.
وتابعت الصحيفة أنه يبدو أن نتنياهو- الذى أقال وزير دفاعه الأسبوع الماضى لصالح «موالٍ مطيع»- لا ينتظر لمعرفة ذلك. فخلال عطلة نهاية الأسبوع، عززت إسرائيل تواجدها، فقصفت أهدافًا فى غزة ولبنان بالطائرات الحربية، كما يستعد المسئولون الإسرائيليون لتوسيع هجومهم البرى فى جنوب لبنان، حيث تحاول إسرائيل «الحد من البصمة العسكرية» لحزب الله. وفى هذه العملية، سوت إسرائيل مدنًا وقرى بأكملها بالأرض، وشردت ربع السكان.
وأضافت أنه فى غزة أيضًا، تواصل إسرائيل تضييق الخناق على المناطق الشمالية المدمرة من القطاع. وما زال نحو مائة ألف شخص فى الشمال يحاولون البقاء على قيد الحياة دون الحصول على الغذاء أو إمدادات المساعدات الجديدة.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن نتنياهو قد يقاوم الموافقة على وقف إطلاق النار الرسمى على أى من جبهات الحرب حتى يتولى ترامب السلطة، وهى الخطوة التى من شأنها أن تمنح الرئيس القادم انتصارًا رمزيًا وتحرم سلفه من ذلك.
وقال مصدر «مطلع على تفكير إسرائيل»- لصحيفة «فاينانشيال تايمز»- إن «هناك تفاهمًا بين نتنياهو وترامب على أنهما سيعملان على إنهاء الحروب»؛ ما يشير إلى أن أى انفراجة دبلوماسية قد تأتى بعد تنصيب ترامب.
من جهته، أعرب مستشار الرئيس الفلسطينى، محمود الهباش، عن أمله فى صدق وعود الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بإنهاء الحروب، مؤكدًا أن الفلسطينيين يترقبون ما إذا كانت هذه الوعود ستتحقق.
وأوضح أنه لا يرغب فى الحكم على ترامب قبل أن يتسلم مهامه رسميًا، مشددًا على أن الفلسطينيين يفضلون الانتظار لرؤية أفعاله بعد توليه منصبه. وقال: «إن ما ذكره الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، والذى كرره أمس الأول خلال اتصاله الهاتفى مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، يعتبر أملًا فى إنهاء الحروب.. حيث أكد ترامب أنه يسعى لإنهاء جميع الحروب فى العالم، وهو ما نأمل أن يتحقق».
وعلى الصعيد اللبنانى، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكى أبلغ إدارة الرئيس جو بايدن، بأنه يتوقع تقدمًا فى الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وأوضحت الصحيفة- نقلًا عن مسئولين أمريكيين- أن المبعوث الأمريكى الخاص آموس هوكشتاين، واثق من أن الجانبين سيكونان قادرين على التوصل إلى اتفاق، وإنهاء أكثر من عام من القتال عبر الحدود، فضلًا عن العملية البرية الإسرائيلية فى جنوب لبنان.
وأشارت إلى أن المسئولين أكدوا أنهم سيبذلون جهدًا أخيرًا للتوصل إلى صفقات بشأن الصراعات، على الرغم من أنه من غير الواضح مدى النفوذ الذى يتمتعون به على إسرائيل والجهات الفاعلة الأخرى فى المنطقة التى تركز الآن على إدارة ترامب المقبلة. ولفتت الصحيفة إلى أنه فى أكتوبر الماضى، وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى ٥ نوفمبر الجارى، تعهد «ترامب» بإنهاء «المعاناة والدمار فى لبنان»، مضيفًا فى ذلك الوقت: «أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقى، والسلام الدائم، وسننجزه بشكل صحيح حتى لا يتكرر كل ٥ أو ١٠ سنوات».
وأفادت «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بأن وزير الشئون الاستراتيجية، رون ديرمر، توجه إلى الولايات المتحدة الليلة الماضية؛ لإجراء محادثات مع كبار المسئولين فى البيت الأبيض بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله، حيث تشير التقديرات إلى أن «ترامب» يريد رؤية حل فى لبنان قبل دخوله البيت الأبيض. وبالنسبة للملف الأوكرانى، سلط مقال نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على سياسة الرئيس الأمريكى المنتخب تجاه أوكرانيا، التى تهدف إلى إنهاء الحرب مع الجانب الروسى وتحقيق السلام لوضع نهاية للصراع الذى بدأ فى فبراير ٢٠٢٢.
وأشار المقال، الذى شاركت فى كتابته مايا يانج وسيسيليا نوول، إلى أن الرئيس ترامب أكد، خلال حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية، أنه سوف يتوصل لحل للحرب فى أوكرانيا ووقف القتال بين الطرفين خلال يوم واحد بعد توليه الرئاسة، لكنه لم يوضح الوسيلة التى سوف يحقق بها ذلك الهدف.
وفى الوقت نفسه، أوضح نائب وزير الخارجية الروسية، سيرجى ريابكوف، أمس، أن موسكو منفتحة لجميع الاقتراحات التى يطرحها «ترامب» من أجل إنهاء الحرب فى أوكرانيا، مشيرًا إلى أن استعداد موسكو لقبول الاقتراحات يتوقف على طبيعة تلك المقترحات، وما إذا كانت تهدف إلى تحقيق تسوية سلمية للصراع أم أنها تميل إلى تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، من أجل تعزيز قدرات القوات الأوكرانية لإنهاء الحرب.
كما أكد وزير خارجية أوكرانيا، أندريه سيبيها، فى تصريحات للصحفيين فى كييف، أن بلاده مستعدة للتعاون مع الرئيس ترامب من أجل إنهاء الحرب.