من القاهرة إلى الشارقة.. حوافز مصرية وعربية للناشرين لمواجهة تداعيات التضخم
انطلاقًا من مسؤولياتها المجتمعية وتجاه صناعة النشر سعت بعض المؤسسات الثقافية المصرية والعربية في الآونة الأخيرة لتقديم الدعم للناشرين لمواجهة تداعيات التضخم، وإدراكًا منها أن الكتاب ليس مجرد سلعة تُباع وتُشترى، بل هو جسر يمتد بين الأجيال ونافذة للشعوب على آفاق أرحب من الفكر والإبداع.
حوافز جديدة لدعم الناشرين المصريين
وزارة الثقافة أعلنت في الأيام القليلة الماضية عن تخفيضات خاصة لأسعار إيجارات أجنحة الناشرين المصريين المشاركين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بدورته الـ56، المقرر إقامتها نهاية يناير 2025، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطوة تعكس مدى اهتمام الدولة المصرية بدعم صناعة النشر، من خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إغلاق باب اشتراك الناشرين في النسخة الـ56 من المعرض، والتي شهدت إقبالًا كبيرًا من الناشرين المصريين والعرب والأجانب للمشاركة في المعرض.
وزير الثقافة د. أحمد فؤاد هنو، قال في بيان صحفي، إن التخفيضات شملت جميع شرائح الناشرين بشكل عام، والشرائح الأولى للناشرين بشكل خاص، بالإضافة إلى تخصيص جناح مجاني بمساحة 45 مترًا لاتحاد الناشرين يشارك فيه دور النشر الناشئة.
جاء هذا القرار لدعم الناشرين المحليين، وخاصة في الشرائح الثلاث الأولى، مما يمنحهم فرصة أوسع للوصول إلى جمهور أكبر، وتقديم إصداراتهم بأسعار مناسبة تعزز من انتشار الثقافة والمعرفة بين الناس.
وقال: "إيمانًا من وزارة الثقافة بدور الكتاب في تشكيل الوعي ورسم ملامح الهوية، أطلقنا مبادرات متتالية لدعم صناعة النشر، باعتبارها القوة الناعمة التي تحمل رسالة مصر للعالم. هذا الدعم ليس مجرد رعاية لقطاع اقتصادي، بل هو استثمار في نشر فكر مستنير ينقل للعالم عمق الإرث الثقافي المصري وريادته، عبر مساندة الناشرين وتيسير مشاركتهم في الفعاليات الثقافية."
سلطان القاسمي يوجه بتخصيص 4.5 مليون درهم لدعم المكتبات بجديد إصدارات الناشرين
على جانب آخر، وجه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الأيام القليلة الماضية بتخصيص 4.5 مليون درهم لدعم مكتبات الشارقة العامة والحكومية بجديد إصدارات الناشرين المشاركين في الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، من الكتب العربية والأجنبية، والذي يشارك فيه أكثر من 2،500 ناشر وعارض.
وتأتي هذه المنحة ترسيخًا لرؤية حاكم الشارقة تجاه تمكين صناعة الكتاب وتوسيع فرص الحصول على المعرفة أمام القراء والطلبة والباحثين في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى تكريس المكانة المركزية للمكتبات كعنصر محوري في بناء مجتمع المعرفة، ومساهم أصيل في تحقيق نهضة حضارية شاملة ومستدامة.