المنتدى الحضرى العالمى.. رسالة مصر إلى العالم
على مدار الأيام الماضية استضافت مصر المنتدى الحضرى العالمى، فى نسخته الثانية عشرة بالقاهرة، ويعود المؤتمر العالمى الأول حول التحضر المستدام إلى إفريقيا بعد غياب أكثر من 20 عامًا منذ انعقاد دورته الأولى فى نيروبى، كينيا، عام 2002.
المنتدى شهد تسجيل آلاف المشاركين من جميع أنحاء العالم، من مسئولين حكوميين، ومؤسسات المجتمع المدنى، ورجال أعمال، وممثلى دول، ورجال أعمال، كل هؤلاء وأكثر كانوا ضيوف القاهرة، فقد حضر المنتدى لهذا العام قرابة 35 ألف شخص من 182 دولة حول العالم، وفقًا للبيانات المعلنة من منظمى المؤتمر.
تنظيم المنتدى الحضرى العالمى فى القاهرة هو رسالة إلى العالم بقوة مصر، ومكانتها الريادية فى المنطقة، فلا شك أنها حصن الأمن والأمان فى ظل ما تشهده المنطقة المحيطة بها من تحديات إقليمية دولية، وأنها الحاضنة لكل الشعوب، والقائدة للقارة الإفريقية. فاستضافة القاهرة للمنتدى تأكيد على الخطوات القوية التى اتخذتها فى طريقها نحو تحقيق التنمية المستدامة فى كل القطاعات، وترسيخ الجهود نحو مراعاة البعد البيئى، بجانب الاقتصادى والاجتماعى، وذلك فى تنفيذ خططها التنموية.
يهدف المنتدى لرفع مستوى الوعى بشأن التوسع الحضرى المستدام بين أصحاب المصلحة والجهات المعنية، بما فى ذلك الرأى العام، وتحسين المعرفة الجماعية بشأن التنمية الحضرية المستدامة من خلال النقاش المفتوح والشامل، وتبادل أفضل الممارسات والسياسات، وتقاسم الدروس المستفادة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف أصحاب المصلحة والجهات المعنية المنخرطة فى تطوير وتنفيذ التوسع الحضرى المستدام.
المتابع والمشارك لفعاليات المنتدى يجد أنه كانت هناك فعاليات متنوعة تتمحور حول التواصل، وأصوات المدن، والمكتبة الحضرية، وسينما المدن، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والتدريب، بخلاف معرض المدن، وهو معرض عالمى للحلول والممارسات والأنشطة، وركز المنتدى على عرض التجربة المصرية نحو المدن الأكثر استدامة، ومواجهة مصر ملف العشوائيات، وإنشاء المدن الجديدة.
بالتأكيد كانت هناك علامات فارقة فى انطلاق المنتدى، والتى اختير من انطلاقها عدد من المناطق والأماكن الأثرية والحيوية، فكان هناك ما يقرب من 15 فعالية فى موضوعات وأماكن مختلفة، فتم اختيار متحف الحضارة والمتحف المصرى الكبير، وانطلاق فعاليات مهمة، والحديث عن تاريخ العمران فى مصر، بالإضافة لفعاليات عن الصناعات اليدوية، الأبرز من ذلك هو اختيار الأسمرات لختام فعاليات أسبوع المنتدى، والاحتفال بالمنطقة الذى يركز على دور مصر القوى فى مجال التنمية الحضرية ومواجهة العشوائيات.
فى الختام، توقفت كثيرًا قبل هذه الكلمات، أولًا، لما للمنتدى من أهمية كبرى واختيار تنظيمه فى القاهرة، وثانيًا، خوفًا من التقصير فى إعطاء الحق للمجهودات التى بذلها الأستاذ والصديق أحمد رزق، مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «هابيتات» بالقاهرة، لتنظيم المنتدى واللقاءات والنقاشات الحوارية التى عقدت قبل انطلاق الفعاليات، وجهوده المبذولة منذ شهور طويلة لخروج المنتدى بهذه الصورة، فهو عقلية تمتلك أفكارًا وأنشطة مختلفة، دءوب وصادق ومحب لعمله.