رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أقلام مأجورة.. الدستور تحقق فى شبكة المراكز والباحثين الذين يقودون حملات نشر الأكاذيب لزعزعة استقرار البلاد

سانت كاترين
سانت كاترين

منذ سنوات، تواجه مصر نوعًا من الحروب غير التقليدية، تديرها مراكز أبحاث سياسية ودراسات تحليلية تصدر حملات إعلامية مستمرة بهدف بث الشائعات وإثارة الفتن؛ وتهديد الاستقرار الداخلى والأمن القومى العام، وتقويض صورة مصر على الساحة الدولية، من خلال تسليط الضوء على القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل يبرز النقاط السلبية فقط، مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعى كمنصة لنشر الشائعات المضللة لإثارة مشاعر السخط بين المواطنين.

ورغم التحديات السياسية والاقتصادية التى تواجه مصر، تركز تلك المراكز على تقييم السياسات المصرية من زوايا نقدية، مع تسليط الضوء على الاتهامات التقليدية والفضفاضة بشأن قضايا حقوق الإنسان، وانتقاد استراتيجيات الحكومة فى التعامل مع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، والتأثير سلبًا على علاقاتها بالدول الصديقة والشقيقة والقوى الدولية المختلفة.

وتكمن خطورة هذه المراكز فى قدرة باحثيها على خلق رأى عام مضلل ضد مصر وحكومتها، والتأثير على صناع القرار على الصعيدين الإقليمى والدولى، خاصة بعد تحولها إلى شبكة واسعة من المراكز المشبوهة والأقلام المستأجرة، يتم التنسيق فيما بينها للإضرار بمصر وأمنها وزعزعة استقرارها، وهو ما نكشف عنه فى السطور التالية.

«باحثون تحت الطلب».. تخصص فى دعم الإرهاب وانتقاد الدولة المصرية ومؤسساتها

تحوى شبكة الأقلام المشبوهة والمستأجرة قائمة واسعة ممن يطلقون على أنفسهم لقب المفكرين والباحثين، ومنهم عدد كبير من العاملين فى خدمة مشروع جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمات الإسلام السياسى، بالإضافة إلى حلفائهم الغربيين من المستأجرين، خاصة فى النسخ العربية من مراكز الدراسات الغربية، والتى انطلقت أثناء فترة «الربيع العربى».

وعلى مدار السنوات الماضية أصبح هؤلاء الباحثون متخصصين فى بث حملات الكراهية ودعم التكفير السياسى وانتقاد الدول الوطنية ومؤسساتها، مع تركيز الضوء بشكل كبير على الدولة المصرية، التى مثلت دومًا حائط صد أمام محاولات تخريب المنطقة. 

إبراهيم الديب.. كاتب بدرجة «مكفر» يركز على دعم الإرهاب

يصف إبراهيم الديب نفسه بأنه كاتب ومفكر فى مؤسسة «قرآنى» العالمية، ويصف، فى أحد مقالاته التى نُشرت على موقع «عربى ٢١»، كل ما هو معاد لجماعة الإخوان الإرهابية بأنه كافر وضد الإسلام ويجب شن الحرب ضده، وهو داعم لدور المراكز البحثية التى تتولى الدفاع عن أهداف الجماعة، وتدعو لـ«حرب ضد الكافرين تستمر حتى يوم القيامة».

ويقول: «جماعة الإخوان تحمل رسالة الإسلام القائمة بذاتها، ومن ثم فمراكز البحوث والدراسات، كفرع ووسيلة وأداة لتحقيق مشروع وغاية الإخوان المسلمين ومن يسير على دربهم من الحركات الإصلاحية، لا بد أن تلتزم وتعمل وفق هذا الفهم، وتوجه بوصلتها وتصنع مشاريعها البحثية للإجابة عن أسئلة البديل الإسلامى الواجب إنجازه فكريًا لتمكينه فى القرن الخامس عشر الهجرى والواحد والعشرين الميلادى».

باراك بارفى وميشيل دن.. تعاون لإثارة البلبلة وبث روح التشاؤم

يتعاون كل من الباحث باراك بارفى، والباحثة ميشيل دون، فى بث روح التشاؤم وإثارة البلبلة، والأول هو زميل أبحاث فى «مؤسسة أمريكا الجديدة» ومؤلف دراسة بعنوان «الواقعية الجديدة فى مصر: التحديات فى ظل السيسى». 

فيما تعمل الباحثة على إدارة برنامج الشرق الأوسط فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى.

ويتولى الاثنان فى مقالاتهما وأبحاثهما تسليط الضوء على مصر ومؤسساتها ومشاريعها القومية، ولا يتحدثان إلا عن كل ما هو سلبى.

وسبق أن نشر «بارفى» دراسة فى معهد واشنطن، تنتقد سياسات الحكومة المصرية فى إدارة البلاد، مع تعمده إثارة الفتن وبلبلة الرأى العام العالمى ضد مصر،

«عندما يتحكم الممول».. مراكز مشبوهة تخدم مَنْ يدفع للتأثير على التوازنات الإقليمية

لا تتوقف ظاهرة استخدام الأبحاث والدراسات ضد الدول الوطنية، وعلى رأسها مصر، عند استئجار بعض الأقلام المشبوهة هنا أو هناك، بل تمت إقامة مراكز متخصصة أو السيطرة على مراكز قائمة بالفعل لخدمة أصحاب الأجندات المشبوهة، وتنفيذ مطالب «مَنْ يدفع»، للتأثير على الأوضاع الداخلية للدولة المصرية، وتشويه صورتها أمام العالم.

وتهدف هذه المراكز إلى وضع مصر، وغيرها من الدول الوطنية، تحت ضغط دائم من الشائعات والأكاذيب، بهدف إضعاف قدرتها على التأثير، لتمرير أجندات أخرى تفرغ المنطقة من الدول القادرة على الفعل، عبر شغلها بإطفاء الحرائق والرد على الأكاذيب والشائعات التى لا تتوقف يومًا واحدًا، ولا تترك مجالًا إلا وطرقته. 

المصرى للدراسات.. استهداف الجيش أولوية

يعمل المعهد المصرى للدراسات من إسطنبول بتركيا، ويتولى رصد أبرز التطورات التى شهدتها الساحتان الإقليمية والدولية، مع التركيز على الأحداث الاقتصادية والأمنية فى مصر. ويهدف المركز منذ سنوات إلى تأجيج الرأى العام الدولى والعالمى ضد مصر وجيشها، وكل ما من شأنه أن يهدد ويؤثر على الأمن العام فيها.

معهد بروكينجز.. نسخة مخصصة لدعم تنظيم الإخوان

معهد بروكينجز هو مؤسسة فكرية أمريكية مقرها فى واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة، ويتولى نشر كل ما هو سلبى عن المنطقة العربية، وعلى رأسها مصر، مع الترويج لشائعات وأكاذيب حول المشروعات القومية التى تم تنفيذها فى السنوات القليلة الماضية، فضلًا عن الانتقادات المستمرة للوضع الاقتصادى المصرى، بالإضافة إلى دعم سياسات تنظيم الإخوان العالمى، ومساعدته عبر البيانات والدراسات المنشورة لاستكمال مخططه التخريبى ضد مصر.

وفى عام ٢٠٠٨، تأسس مركز بروكينجز الدوحة، التابع لمعهد بروكينجز بواشنطن، وأصبح يتولى تقديم البحوث والتحليلات حول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولعب دورًا مهمًا أثناء فترة اضطرابات «الربيع العربى».

معهد الاتحاد الأوروبى.. انتقاد مستمر للإصلاح

يمثل معهد الاتحاد الأوروبى للدراسات الأمنية وكالة مستقلة بحثية، ويهتم بالقضايا الأمنية ذات الصلة بالاتحاد الأوروبى، مع توفير منتدى للنقاش، ويقع مقره فى باريس.

ويقدم المعهد أبحاثًا ووجهات نظر حول الوضع السياسى والأمنى فى مصر، ويركز على قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والإصلاحات السياسية، وغالبًا ما يتخذ مواقف مختلفة، بناءً على التوجهات السياسية للباحثين أو جهات الدفع والتمويل.