رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلى متى يبقى التحكيم الطرف الأضعف فى المنظومة الكروية؟

الأهلى يطالب برئيس أجنبى للجنة الحكام، والبنك الأهلى يؤكد أنه خسر أمام الزمالك بخطأ تحكيمى، والزمالك يرفض أخطاء الحكم فى مباراة البنك الأهلى، ومكالمة مسربة بين محمد عادل حكم مباراة الزمالك والبنك الأهلى ومحمد سلامة ميدو حكم الفيديو عن ركلة الجزاء التى تم احتسابها للزمالك فى الوقت بدل الضائع.

كل هذا حدث فى الأسبوع الأول فقط لمسابقة الدورى الممتاز، فماذا سيحدث فى الأسابيع المقبلة عندما تشتعل المنافسة سواء على الصعود للدور الأخير لتحديد البطل أو تفادى التواجد مع الفرق التسعة التى ستلعب على تفادى الهبوط؟. التحكيم كان ولا يزال الطرف الأضعف فى المنظومة الكروية المصرية رغم أنه العنصر الوحيد الذى لا يمكن إقامة المباريات بدونه.

المباريات تقام فى غياب الجماهير والمدربين، ويمكن أن يبدأ فريق أى مباراة بسبعة لاعبين، أما الحكام فغيابهم يعنى عدم إقامة المباريات، ومع ذلك يبقى التحكيم عرضة للانتقادات بعد أن تفرق دمه بين القبائل الكروية، ولا يخفى على أحد أن بعض الأندية كانت تقوم باختيار حكام مبارياتها فى فترات سابقة.

هناك أخطاء للتحكيم المصرى مثل أى بطولة فى العالم، والمتابعون للدوريات الأوروبية يعرفون تمامًا حجم الكوارث التى يتسبب فيها الحكام، ومع ذلك لا يمكن مقارنة الانتقادات التى توجه إليهم بحجم الهجوم الذى يتعرض له الحكام فى مصر على أى خطأ وفى أى مباراة.

الحكام فى مصر لا يجدون من يدافع عنهم وعن حقوقهم، وما زال الحديث متواصلًا ولا ينقطع عن مستحقاتهم المتأخرة، ومع ذلك لم يتحرك أحد من اتحاد الكرة الذى اكتفى بتعيين البرتغالى فيتور بيريرا رئيسًا للجنة الحكام، وكأن البرتغالى يملك كل الحلول السحرية لحل أزمات الحكام.

التحكيم المصرى أثبت جدارته بإدارة أقوى المباريات فى المسابقات الإفريقية، ولأنه لا كرامة لنبى فى وطنه يتعرض الحكام فى مصر لهجوم مستمر، لأن البعض سواء مسئولين فى الأندية أو المدربين يرون فى الحكام أفضل «شماعة» لتعليق سبب الفشل عليها، فالمدرب الذى يهاجم الحكم بعد المباراة يضمن ألا يسأله أحد عن الأخطاء التى ارتكبها سواء فى اختيار التشكيل أو إجراء التغييرات أو إدارة المباراة.

يجب التعامل مع أخطاء الحكام كما يتعامل الجميع مع أخطاء المدربين واللاعبين، لكن قبل ذلك يجب ألا يبقى الحكام الطرف الأضعف فى المنظومة الكروية المصرية، ولكى يحدث ذلك لا بد من تغييرات جذرية أهمها تحول الحكام إلى الاحتراف، وهو ما يحتاج لمساحة أكبر لذلك.. للحديث بقية.