عيد الحب في زمن السوشيال ميديا.. كيف غير الإنترنت عادات الاحتفال بالرومانسية؟
يصادف اليوم 4 نوفمبر من كل عام، احتفال المصريين بعيد الحب، وهو مناسبة تستهدف التعبير عن المشاعر الرومانسية وتبادل الهدايا والعبارات الودية بين الأزواج والأحباء والأصدقاء، ولكن مع سرعة انتشار الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، شهدت عادات الاحتفال بعيد الحب تغييرات كبيرة طالت أساليب التعبير وأشكال الهدايا ومظاهر الاحتفال.
تغير عادات الاحتفال.. من الرسائل الورقية إلى المنشورات الرقمية
في الماضي كان الاحتفال بعيد الحب يعتمد على إرسال بطاقات المعايدة المكتوبة أو الهدايا الرمزية مثل الورود ورسائل التعبير عن الحب بخط اليد، لكن مع ظهور السوشيال ميديا، باتت معظم رسائل الحب تنشر في شكل منشورات علنية عبر (فيسبوك، إنستجرام، وتويتر، تيك توك).
وأصبح عدد كبير من الشباب والبنات يفضلون مشاركة عبارات رومانسية عبر حساباتهم الشخصية بدلًا من الرسائل الخاصة، مما يعكس رغبتهم في مشاركة مشاعرهم مع الأصدقاء والمتابعين.
كما أسهم الإنترنت أيضًا في تغيير شكل الهدايا، حيث باتت الرموز الرقمية مثل القلوب الحمراء، ورسائل الحب، وإرسال الهدايا الافتراضية عبر التطبيقات جزءًا أساسيًا من الاحتفال، وشهدت التطبيقات الإلكترونية، مثل واتساب وإنستجرام، زيادة ملحوظة في تبادل الرموز التعبيرية (الإيموجي) والصور الرومانسية يوم عيد الحب.
التسوق الإلكتروني والهدايا الشخصية
أصبح الإنترنت وسيلة شائعة لشراء هدايا عيد الحب، مما دفع منصات التسوق الإلكتروني، إلى طرح عروض خاصة بهذه المناسبة، حيث يجد المستخدمون خصومات على الهدايا مثل الورود والشوكولاتة، إضافة إلى الهدايا الشخصية التي يمكن تخصيصها حسب الطلب، مثل الأكواب المزينة بأسماء الأحباء أو الميداليات المزينة برسائل الحب.
وأفادت التقارير بأن طلبات الهدايا عبر الإنترنت في مصر شهدت زيادة خلال أسبوع عيد الحب، مما يعكس تحول المستخدمين نحو التسوق الإلكتروني.
حب "التيك توك".. كيف يعبر الجيل الجديد عن مشاعره؟
أصبح تيك توك منصة رائدة للشباب للتعبير عن حبهم بأسلوب جديد، إذ يقوم العديد من المستخدمين بنشر مقاطع فيديو قصيرة، باستخدام الأغاني والمقاطع الرومانسية الرائجة، وتجذب منصة "تيك توك" مئات الآلاف من المشاهدات لمقاطع الفيديو المرتبطة بعيد الحب، مما أدى إلى أن اصبحت تلك المنصة أداة للتعبير عن المشاعر بين شباب الجيل الجديد.
السوشيال ميديا و"المقارنات الرومانسية"
لا يخلو الاحتفال بعيد الحب في زمن السوشيال ميديا من الجوانب السلبية، حيث يواجه بعض المستخدمين ظاهرة "المقارنات الرومانسية"، فعندما ينشر البعض صورًا للهدايا أو الاحتفالات، قد يخلق شعورًا بالضغط لدى آخرين، خاصة من لا يستطيعون الاحتفال بنفس الأسلوب.
وتشير الدراسات الاجتماعية إلى أن بعض الشباب يشعرون بتوتر في تلك المناسبات بسبب ما يشاهدونه على الإنترنت، مما يضعهم تحت ضغط غير مباشر للتعبير عن حبهم بأسلوب مماثل لما يرونه في حسابات الآخرين.