حزام الموت.. مخططات الاحتلال السرية تمحو قرى لبنان الحدودية
كشفت صور الأقمار الصناعية عن حجم الدمار الهائل الذي تسبب فيه العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، كما أظهرت مقاطع فيديو مصورة انهيارًا كاملًا للمباني وتدمير القرى الحدودية بالكامل، جراء التفجيرات المتعاقبة، لتعكس مخططات إسرائيلية سرية في لبنان.
ووفقًا لتحليل بيانات، نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، دُمر أكثر من 30 قرية لبنانية بالكامل، على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية أكتوبر، والتي تُشير إلى أن إسرائيل تسعى لتأمين منطقة بعمق 3 كيلومترات تقريبًا على طول الحدود بين البلدين، ما يخلق منطقة عازلة.
مخططات إسرائيلية لخلق جدار عازل في لبنان
وأضافت الصحيفة، أن مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي توثق عدة عمليات تفجير متعمدة لمبان سكنية دفعة واحدة، بما في ذلك هدم مسجد في قرية يارون.
وقال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف جالانت، إن الشريط الحدودي، الذي يُسمى الحزام الأول، يتم تطهيره من البنية التحتية لحزب الله، مشيرًا إلى أن العمليات البرية ستستمر "طالما كان هناك حاجة".
وأوضح مسئول عسكري إسرائيلي أن العمليات تهدف إلى إزالة تهديد حزب الله في المستقبل، موضحًا أن البنية التحتية للحزب تقع بشكل أساسي داخل المناطق السكنية.
إسرائيل تهجر مليون لبناني من منازلهم
ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أنه في لبنان، يُنظر إلى هذه العمليات الإسرائيلية بنظرة تشاؤمية، إذ تسبب النزاع في تهجير أكثر من مليون شخص من منازلهم، أي ما يعادل خُمس السكان؛ بسبب القتال وأوامر الإخلاء الإسرائيلية.
ووفقًا لتحليل "فايننشال تايمز" لصور الأقمار الصناعية وبيانات الرادار، تضرر أكثر من 12% من المباني على الجانب اللبناني خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
وانتقد ألونسو جورميندي دانكلبرج من كلية لندن للاقتصاد، النهج الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن استهداف هذه القرى لا يعتبر متناسبًا مع القوانين الدولية، حتى في حال تواجد بنية تحتية عسكرية لحزب الله فيها.
وتابع "القانون الدولي ينص على أن الفائدة العسكرية من تدمير القرى يجب أن تكون هائلة لتبرير ذلك".
في قرية دير، الواقعة على بُعد أقل من كيلومتر من الحدود، أدت التفجيرات المتعاقبة إلى تدمير أجزاء كبيرة من وسط البلدة، في أحد الفيديوهات، يظهر جندي إسرائيلي بينما يتحدث بفخر عن هدم مسجد، قبل أن يبدأ فريقه بالغناء.