رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ظل 63 عامًا يسكن غرفة فى فندق.. حكايات غريبة عن ألبير قصيرى

ألبير قصيري
ألبير قصيري

ألبير قصيري هو أديب مصري، ولد في 3 نوفمبر من عام 1913، وهاجر إلى فرنسا عام 1945 أي أن عمره كان في هذا الوقت 32 عامًا، وسكن أحد الفنادق الصغيرة في فرنسا وظل به لمدة 63 عامًا، أي حتى لحظة وفاته في عام 2008.

ألبير قصيري

كان ألبير قصيري يكره فكرة التملك، وله مقولة شهيرة في هذا الأمر "الملكية هي التي تجعل منك عبدًا"، وكان نموذجًا حقيقيًا لفكرة الاستغناء، وأيضًا فكرة الكسل، وكان يحب أن يكون بمفرده تمامًا، لا يقلقه أحد، ولا يهتم لأحد، ولا يعيش لأحد سوى نفسه فقط، حتى إنه حين سأله أحدهم عن السعادة قال: "أن أكون بمفردي"، هذه هي فلسفة ألبير قصيري التي ظل مؤمنًا بها حتى مماته.

وبالرغم من سفره لفرنسا لكن روايات قصيري في معظمها تدور حول الأحياء الشعبية، وذلك لولادته في الفجالة وتعليمه الذي تلقاه في مدرسة الجيزويت الفرنسية، حيث قرأ للعديد من مشاهير عالم الأدب، وكان ينخرط بين جموع الشعبيين ليقوي لغته العربية، لأن تعليمه كان قد جعل لغته الفرنسية الأولى.

تجربته في البحرية التجارية

تزوج ألبير قصيري مرة وحيدة من فتاة فرنسية، ولكن هذا الزواج لم يستمر، وكانت له تجربة كبيرة في العمل بالبحرية التجارية بين عامي 1939 و1943 وهو الأمر الذي أتاح له زيارة العديد من البلدان منها فرنسا وإنجلترا وأمريكا.

وبالرغم من أنه عاش 63 عامًا في الفندق الفرنسي، لكنه لم يطالب بالجنسية الفرنسية، وكثيرًا ما كان يؤكد أنه ليس في حاجة للعيش في مصر، ولا أن يكتب بالعربية، فإن مصر في داخلي وفي ذاكرتي.

يذكر أن بعض أعمال ألبير قصيري تحولت لأعمال سينمائية مثل روايته الشهيرة شحاذون ونبلاء، وأنه تأثر كثيرًا بكتابات بلزاك وفيكتور هوجو وفولتير، وكانت كتاباته على درجة كبيرة من النضج والوعي وكان من أهم من يكتبون بالفرنسية من خارج فرنسا، حتى إنه استحق لقب "فولتير النيل".

فندق لا لويزيان

عاش ألبير قصيري حياته في فندق لا لويزيان بشارع السين بحي سان جيرمان دي بريه وسكن الغرفة رقم 58 في الفندق، وكان يكره الاستيقاظ مبكرًا ولا يحب مقابلة أحد إلا جلسته على مقهى كافيه دو فلور، والتي قابل فيها العديد من الأدباء الفرنسيين الذين أصبحوا رفاقه فيما بعد، ومن هؤلاء ألبير كامي، والفيلسوف الكبير جان بول سارتر، ولورانس داريل، وهنري ميلر، وامتدت جلساتهم لما يقرب من 15 عامًا.