نمتلك القدرة..... وندعو للسلام
الحرب استثناء.. والأساس هو السلام والاستقرار والبناء والتنمية.. تلك هى الكلمات التى جاءت فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال حضوره اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى بمحافظة الإسماعيلية والتى تؤكد على الاستراتيجية التى تنتهجها الدولة المصرية فى سياستها الخارجية حتى بعد التصنيف العالمى بقدرة وقوة القوات المسلحة المصرية على كونها من أقوى جيوش العالم بصفة عامة وأقوى الجيوش العربية بصفة خاصة ومع ذلك فإن خيار السلام والاستقرار فى المنطقة هو الأساس فى السياسة المصرية.
إن مصر تمتلك بالفعل القوة القادرة على حماية أمنها القومى وحدودها على جميع جبهات الصراع الدائر حولها فى ظل منطقة مشتعلة بسبب الصراعات على جميع الاتجاهات الاستراتيجية ومحاولة بعض القوى زيادة رقعة الصراع فى منطقة الشرق الأوسط.. ومن هذا المنطلق فقد قام الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يمتلك المعلومة والرؤية الصائبة فيما يدور حولنا والهدف من وراء ذلك إلى وضع استراتيجية عسكرية جديدة تواكب هذه التحديات وكان هناك بعد نظر واستشراف منه للمستقبل بشكل كبير بناء على الفكر العسكرى المصرى وأيضًا بناء على المعطيات والتهديدات والتحديات التى قد تواجه الدولة وبناء عليه تم وضع الاستراتيجية المطلوبة منذ هذا التاريخ وبالفعل جاء التهديد الأول من الاتجاه الغربى وعدم الاستقرار فى ليبيا ومحاولات تهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية.. ثم جاءت صراعات الجنوب والانشقاقات التى وقعت فى السودان والتى قد تؤثر على حدودنا الجنوبية بالإضافة الى تواجد بعض عناصر الجماعات الإرهابية هناك.. وها نحن نعيش حاليًا تلك المأساة الإنسانية التى يتعرض لها قطاع غزة المتاخم لحدودنا من ناحية الشمال الشرقى بل وامتدت حاليًا لتشمل لبنان والأراضى السورية.
جميع تلك التهديدات والتحديات جعلت القيادة السياسية تسعى إلى امتلاك أحدث ما توصل إليه العلم الحديث فى تكنولوجيا التسليح مع تنوع مصادر السلاح وعدم الاعتماد على دولة واحدة بيدها المنح والمنع.. ولم يتوقف التطوير على امتلاك الأسلحة فقط ولكن كان هناك اهتمام أكبر بالعنصر البشرى من خلال إعداد قوات مقاتلة على أعلى مستويات التدريب الراقى والتدريبات العسكرية المشتركة والنظام التعليمى فى الأكاديمية العسكرية.. كل ذلك ترتب عليه أن مصر حققت أهدافها من امتلاك القدرة العسكرية وأصبحت قادرة على التأثيرات السياسية التى تعج بها الدائرة المحيطة بها وجعلت مصر هى الدولة الوحيدة المستقرة فى المنطقة بسبب الفكر الاستراتيجى بعيد المدى وامتلاك القوة والقدرة العسكرية لحماية الدولة وأمنها القومى.
وعلى الرغم من كل ذلك فإن الدولة المصرية سابقًا وحاليًا لم تكن أبدًا من الدول التى تعتدى على أحد أو تستغل قوتها العسكرية لتحقيق أى أهداف غير مشروعة فهى دائمًا تسعى للسلام القائم على العدل وهو المنهج الذى وضعه الرئيس الشهيد أنور السادات، الذى أبرم أول اتفاقية سلام فى المنطقة بعد أن استعادت مصر كامل أراضيها المحتلة وأجبر إسرائيل على الموافقة على شروطه إبان التوقيع على تلك الاتفاقية وهو ما ترتب عليه أن تبدأ مصر فى الاتجاه بخطوات ثابتة نحو التنمية والاستقرار واستمر الحال إلى أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى إدارة شئون البلاد فى ظروف فى غاية التعقيد لم يتعرض لها أى رئيس دولة من قبل سواء من الخارج أو من الداخل وعلى الرغم من ذلك مازال متمسكًا بخيار السلام رغم جميع الاستفزازات التى تتعرض لها الدولة المصرية حاليًا ومازال متمسكا بموقف مصر الثابت تجاه جميع قضايا المنطقة مشددًا على أن سياسة مصر الخارجية تتسم بالتوازن والاعتدال والحرص على عدم إذكاء الصراعات حولنا وإن مصر لديها القدرة السياسية على تحقيق التوازن بين حماية مصالحها الوطنية والعمل كوسيط لحل النزاعات الإقليمية وهو ما جعلها واحدة من الدول التى تحظى بإحترام الجميع والتى يمكن الاعتماد عليها لضمان استقرار المنطقة من خلال مزيج من الثوابت الاستراتيجية والدبلوماسية المرنة والتحالفات الإقليمية المعتدلة وكذلك من خلال قدرتها على الموازنة بين استخدام القوة الناعمة والتحرك الدبلوماسى الهادئ حيث تتبنى مصر سياسات تقوم على الحوار والتفاوض مع امتلاكها القدرة على التصعيد عند الضرورة.. ولعل ما تقوم به مصر حاليًا من محاولات مستميتة لوقف القتال فى الأراضى الفلسطينية والعمل على النفاذ الفورى والكامل للمساعدات الإنسانية باعتباره أولوية قصوى لمصر فى ضوء تدهور الأوضاع فى قطاع غزة، وهو ما شدد عليه الرئيس خلال لقائه الأخير مع رئيس جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيريز موضحًا ضرورة وأهمية تطبيق حل الدولتين لتسوية القضية الفلسطينية واصفًا إياه بالمسار الصحيح لتحقيق السلام والأمن فى المنطقة بالإضافة إلى أهمية الدور المحورى الذى تقوم به وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئيين الفلسطينين وضرورة العمل على عدم إعاقتها وكذلك الحال فيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والتصعيد العسكرى الذى تشهده منطقة الشرق الأوسط مؤخرًا.
هذا هو قدر الدولة المصرية على مدار السنوات التى تولى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية فى إطار جميع تلك الضغوط والمسئوليات بإرادة وإدارة تحسب له.
إن مصر لديها من الجاهزية القتالية ما يجعلها مستعدة لمواجهة أى أخطار وشيكة أو أى تهديد لأمنها القومى ولكن ذلك يأتى كخيار أخير إذا استدعى الأمر ذلك.. ومن هنا جاءت كلمة الرئيس «أن الحرب استثناء والسلام هو الأساس».