حماية المستهلك.. حكايات واقعية تروى بطولة محاربة جشع التجار

في عالم التسوق الحديث، حيث تتعدد الخيارات وتتزايد المخاطر، يبرز دور جهاز حماية المستهلك كدرع يحمي الجمهور من جشع التجار، وعبر قصص حقيقية لمستهلكين عانوا من تحديات مع منتجات لم تكن كما وُعدوا، نرى كيف يمكن للجهاز أن يكون رادعًا قويًا ضد الممارسات التجارية غير العادلة.

ففي لقاء تليفزيوني له بالأمس، كشف أحمد سمير، المدير التنفيذي السابق لجهاز حماية المستهلك، عن آليات ضبط الأسواق ومواجهة جشع التجار، موضحًا أن الأسعار تتحدد بناءً على العرض والطلب، مشيرًا إلى أن بعض التجار يبالغون في تسعير السلع بحجة تغير سعر العملة أو زيادة أسعار المحروقات، حيث تصل الزيادة في بعض الحالات إلى 6 أضعاف.

وأكد سمير أن هذه الممارسات تعتبر "سرقة ونصب"، وطالب المستهلكين بالتصدي لهذه الزيادات من خلال الإبلاغ عن التجار المخالفين لجهاز حماية المستهلك، مشددًا على أهمية تقديم دليل لإثبات الواقعة.

ومن هنا، نروي في السطور التالية، حكايات واقعية تعكس الدور الحيوي لجهاز حماية المستهلك في حماية حقوق المستهلكين، وضرورة التواصل الفعّال لمواجهة الجشع التجاري، عبر القوانين التي تحارب الغش وتضمن الشفافية، يوفر الجهاز آليات لاستقبال الشكاوى، ما يسهم في تعزيز الثقة بين المستهلكين والتجار.

سميرة: استرديت أموالي في أسبوع

بداية، تحدثت الدكتورة سميرة محمود، مدرس بكلية الطب البشري جامعة سوهاج، عن تجربتها مع خدمة العملاء في شراء منتج عبر الإنترنت، مشيرة إلى التحديات التي واجهتها وكيفية تعامل الشركة معها.

وبدأت القصة عندما قامت بشراء تليسكوبين للأطفال عبر أحد المواقع الإلكترونية، وبعد استلام الطلب، اكتشفت أن التليسكوبين لا يعملان، على الرغم من محاولاتها للتواصل مع خدمة العملاء لاستبدال المنتج، إلا أن الطلب قوبل بالرفض.

وقررت البحث عن حل آخر، فاتصلت بحماية المستهلك، حيث تمكنوا من الحصول على عنوان المخزن الخاص بالشركة، وبدأوا في التفاوض بشأن مشكلتها، وبفضل جهود حماية المستهلك، استطاعت استرداد أموالها في أقل من أسبوع، موضحة: "كان لديهم رقم شكوى مخصص لي، وظلوا يتواصلون معي حتى تم حل المشكلة".

وفيما يتعلق بتجربتها مع الشركة، أضافت: "على الرغم من أن الموضوع كان صعبًا، إلا أنني شعرت بالارتياح لسرعة استرداد أموالي، فقد أرسلوا لي المبلغ عبر خدمة فودافون كاش، وأرسلوا مندوبًا لاستلام التليسكوبين، مؤكدة أن تجربتها تُظهر أهمية التواصل الفعال مع خدمة العملاء والجهات المعنية، وأهمية متابعة الشكاوى للحصول على الحقوق. 

أسماء: دوره فعّال في حماية حقوق المواطنين

وشاركت أسماء محمود، صانعة محتوى، تجربتيها الناجحة مع جهاز حماية المستهلك في موقفين مختلفين، ففي المرة الأولى، أثناء سحب مبلغ 6000 جنيه من ماكينة الصراف الآلي (ATM) الخاصة بفودافون، خُصم المبلغ من حسابها دون استلامه، فتقدمت بشكوى إلى جهاز حماية المستهلك، وخلال 3 أيام فقط تم حل المشكلة واسترجاع المبلغ إلى حسابها، حيث تواصلوا معها باستمرار.

وتابعت "محمود" حديثها عن تعامل آخر مع الجهاز؛ فالمشكلة هذه المرة كانت مع شركة "بي تك" أثناء دفع مبلغ باستخدام الفيزا عبر التطبيق، حيث سُحبت الأموال لكن لم يتم تسجيلها، وتدخل جهاز حماية المستهلك مرة أخرى وتواصل مع البنك المركزي لحل المشكلة، وتم استرداد المبلغ بالكامل، مؤكدة أهمية جهاز حماية المستهلك ودوره في حماية حقوق المواطنين بشكل فعال.

هويدا: "حماية المستهلك" استجاب لشكوتي بسرعة 

قصتنا الأخيرة كانت هويدا يوسف، صحفية، التي شاركت تجربتها مع جهاز حماية المستهلك بعد تعرض بوتاجازها من شركة "جليم جاز" لكسر مفاجئ في الزجاج، فتواصلت مع خدمة العملاء، لكنهم أخبروها بأن الضمان لا يغطي الكسر، لذا لجأت لجهاز حماية المستهلك.

ومن خلال شكوتها، التي عرضتها عبر إحدى مجموعات "فيسبوك"، أوضحت أن الجهاز استجاب لها بسرعة وتواصل مع المهندس المسئول عن الشركة في مصر، والذي أبدى اهتمامًا كبيرًا ووعد بتغيير الزجاج رغم عدم تغطيته بالضمان، تقديرًا لعدم وضوح المعلومات عند الشراء، مشيدة بتصرف الشركة وجهاز حماية المستهلك، ونبهت المشترين بضرورة الانتباه عند شراء المنتجات الزجاجية.

قانون حماية المستهلك 

وختامًا، نستعرض قانون حماية المستهلك رقم 181 لسنة 2018، الذي يحمي حقوق المستهلكين، من خلال مكافحة الغش والممارسات غير العادلة، حيث يُلزم القانون الموردين بالإفصاح الكامل والدقيق عن المنتجات، مثل طبيعتها ومكوناتها ومصدرها وشروط استخدامها، ويشمل ذلك الخصائص والأسعار والعلامات التجارية والتخفيضات، كما يفرض القانون الشفافية في شروط التعاقد والضمان وخدمات ما بعد البيع، كما يوفر جهاز حماية المستهلك آليات لتلقي الشكاوى حول مخالفات التجار، بما في ذلك الأسعار غير المعلنة أو التلاعب بها، عبر الخط الساخن "19588" أو من خلال موقع الجهاز الإلكتروني.