التطورات الأخيرة على جبهة الصراع: لبنان في قلب الأزمة
تشهد الساحة اللبنانية تطورات متسارعة مع تصاعد التوترات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الاسرائيلي، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
ويتوالى إعلان الجيش الإسرائيلي عن خسائره في صفوف جنوده، في ظل استمرار العمليات العسكرية في جنوب لبنان، كما تتزايد أعداد الضحايا المدنيين، مما يفاقم الأزمات الإنسانية في البلاد.
وفي سياق متصل، تم إدراج لبنان في "القائمة الرمادية" من قبل مجموعة العمل المالي الدولية، مما يعكس تأثيرات الحرب المستمرة على الاقتصاد اللبناني المتداعي.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز المستجدات على جبهة التصعيد الإسرائيلي في لبنان:
حزب الله يتصدى لطائرات إسرائيلية
أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الأحد، أنه تصدى بصواريخ أرض-جو لطائرات إسرائيلية كانت تحلق في جنوب لبنان، مما أجبرها على مغادرة الأجواء.
ووفقًا للوكالة الوطنية للإعلام، أصدر حزب الله بيانًا ذكر فيه أنه: "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة، تصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية في وحدات الدفاع الجوي عند الساعة 06:15 من غروب يوم الأحد 27-10-2024 لطائرة مسيرة في أجواء البقاع الغربي، وأجبروها على مغادرة الأجواء اللبنانية".
في سياق متصل، استهدف حزب الله "تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة عيترون بصاروخ"، كما أشار إلى قصف "تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في محيط مستعمرة بيريا".
الاحتلال يعلن مقتل 4 من جنوده خلال معارك جنوب لبنان
من جهة أخرى، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل أربعة جنود احتياط وإصابة خمسة آخرين بجروح خطيرة خلال المعارك في جنوب لبنان، جميعهم من الكتيبة 8207. وبذلك، يرتفع عدد الجنود الذين قتلوا منذ بداية الحرب في الجنوب إلى 31.
مخاوف من اقتراب العملية البرية
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن العملية البرية في لبنان تقترب من نهايتها، حيث أكد مسؤولون أمنيون أن "العملية البرية للجيش الإسرائيلي في مراحلها الأخيرة". وتوقعت المصادر أن يتم الانتهاء من العملية خلال أسبوع، إذا لم تطرأ تغييرات في اللحظة الأخيرة.
وأفادت التقارير بأن الجيش الإسرائيلي حقق تقدم على خط التماس في جنوب لبنان، بما في ذلك تفكيك العديد من البنى التحتية لحزب الله. وفي تصريحات سابقة، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إلى إمكانية الوصول إلى نهاية قاطعة للصراع مع حزب الله.
ارتفاع ضحايا التصعيد الاسرائيلي
في سياق التصعيد، كثفت إسرائيل قصفها للبنان منذ أواخر سبتمبر، حيث تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت والمدن الكبرى في جنوب لبنان ومناطق في سهل البقاع. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيانها يوم السبت أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 19 شخصًا يوم الجمعة، ليرتفع إجمالي عدد القتلى إلى 2653، فيما بلغ عدد الجرحى 12360 منذ بدء المعارك في أكتوبر.
كما ارتفعت حصيلة القتلى بين المسعفين والطواقم الطبية إلى 164، مع إصابة 275 آخرين. وأفادت الوكالة اللبنانية أن الطيران الإسرائيلي نفذ سلسلة غارات استهدفت مدينة بنت جبيل وبلدتي عيترون وبرعشيت، بالإضافة إلى غارة على دراجة نارية في بلدة مجدل سلم أدت إلى مقتل شخص.
ادراج لبنان في المنطقة الرمادية
وأمس، درجت مجموعة العمل المالي الدولية لبنان ضمن "القائمة الرمادية" الخاضعة للمراقبة المكثفة، وهو تصنيف من شأنه أن يفاقم معاناة البلاد اقتصاديًا في ظل الأزمة المالية المستمرة منذ عام 2019، بالتزامن مع تصاعد الضربات الجوية الإسرائيلية والعمليات البرية في البلاد.
كما أدرجت المجموعة التي تتّخذ في باريس مقرًا لها، في القائمة أيضًا كلًا من الجزائر وأنغولا وساحل العاج.
ووفق وكالة رويترز للأنباء، نقلًا عن أحد مصادرها، فإنّ الحرب دفعت مجموعة العمل المالي إلى منح لبنان مهلة حتى عام 2026 بدلًا من عام 2025 لمعالجة القضايا التي أدت إلى إدراجه في القائمة الرمادية، بما في ذلك المخاوف بشأن تمويل الإرهاب وعدم استقلال القضاء.
ومن المرجح أن يؤدي إدراج لبنان في القائمة الرمادية إلى ردع الاستثمار في لبنان بشكل أكبر، وقد يؤثر على العلاقة بين بعض البنوك اللبنانية والنظام المالي العالمي.