"واشنطن بوست": إسرائيل حددت هجومها ضد إيران على أمل تخفيف التوترات
نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها، مساء السبت، عن مصدر وصفته بأنه شخص مطلع على خطط إسرائيل، أن الهجوم الإسرائيلي على إيران، صُمم لتقليل الخسائر والحفاظ على التأثير عند مستوى يسمح لإيران بإنكار الأضرار الجسيمة واحتواء الموقف.
وقال المصدر: "أردنا أن نمنح الإيرانيين فرصة لعدم التصعيد أكثر من ذلك".
وأشارت واشنطن بوست إلى أن المسئولين الإسرائيليين، قالوا في أحاديث خاصة، إن عملية السبت كانت مصممة لتوجيه ضربة رادعة لإيران بعد إطلاقها ما يقرب من 200 صاروخ باليستي في وقت سابق من هذا الشهر، وهي الضربة التي لن تجبر النظام على مواصلة دورة الانتقام، ولكن في نهاية المطاف، حدت إسرائيل من ردها، على أمل تخفيف التوترات في الوقت الراهن، كما صرح المصدر المطلع.
وانتظرت إسرائيل والعالم يوم السبت لمعرفة ما إذا كانت الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل على إيران بين عشية وضحاها ستنهي الجولة الأخيرة من الهجمات المتبادلة بين اثنين من أقوى الجيوش في المنطقة، أو ما إذا كانت تمثل خطوة أخرى في مسيرة نحو حرب أوسع نطاقا.
ولا يزال نطاق الضربات التي شنتها طائرات حربية إسرائيلية على مدى أربع ساعات قيد التقييم. ولم ترد أنباء فورية عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وأشارت التقارير إلى أن المواقع العسكرية كانت الأهداف الوحيدة ــ وليس حقول النفط الإيرانية أو مختبرات الأبحاث النووية ــ مما يشير إلى أن إسرائيل اختارت الانتقام المدروس لوابل الصواريخ الذي أطلقته طهران في الأول من أكتوبر.
إيران تقلل من شأن الهجوم الإسرائيلي
سارع القادة الإيرانيون ووسائل الإعلام الرسمية إلى التقليل من شأن الأضرار التي لحقت بالضربات، على الرغم من أن المسئولين قالوا إن جنديين على الأقل قُتلا. كان هؤلاء الجنود من قوة الدفاع الجوي الإيرانية، وفقًا للصور التي نشرتها وكالة أنباء فارس شبه الرسمية الإيرانية، مما يشير إلى أن الأنظمة المضادة للطائرات من المرجح أن تُضرب وربما تجعل إيران أكثر عرضة للضربات المستقبلية.
قالت قوات الدفاع الجوي الإيرانية في بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية إن معظم الصواريخ الإسرائيلية تم اعتراضها، على الرغم من أن أضرارًا محدودة لحقت ببعض المناطق وأن السلطات تحقق في "أبعاد" الهجوم.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية إن "الأضرار محدودة فقط".
وقال الحرس الثوري الإسلامي، أقوى مؤسسة أمنية في إيران، إن الهجمات شنت على طهران في الشمال ومحافظة خوزستان في الجنوب الغربي ومحافظة إيلام في الغرب على الحدود مع العراق.
لكن الخبراء الإسرائيليين قالوا إن الهجمات كانت أكثر من مجرد ما وصفوه بـ"وخزة دبوس" وأنها ربما ألحقت ضررًا كبيرًا بالدفاعات الجوية الإيرانية وقدراتها الصاروخية، وفقا لواشنطن بوست.
وقالوا: “إن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتحديد ما إذا كان الإيرانيون سيشعرون بالإلزام بالرد عسكريًا، أو ما إذا كان بإمكانهم إعلان انتهاء الحلقة، كما فعل الجانبان بعد تبادل أكثر محدودية للهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار في أبريل”.