مكاسب مصر فى قمة بريكس
حققت مصر مكاسب سياسية واقتصادية أكثر من رائعة فى مشاركتها فى قمة «بريكس» التى عقدت مؤخرًا فى قازان الروسية. وقد أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن رؤية مصر الثابتة فى كل القضايا الإقليمية والدولية بشكل واضح وصريح، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية البشعة التى زادت على عام حتى الآن، وخلّفت وراءها اضطرابًا شديدًا فى المنطقة والإقليم.
وأكد أهمية وقف هذه الحرب فى أسرع وقت، قائلًا إنه لا يمكن أن نتحدث عن الأزمات والتحديات الدولية الراهنة دون الحديث عن الأزمة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة، لما يزيد على العام، على أبناء الشعب الفلسطينى المحاصرين بقطاع غزة، والمحاطين بأشكال القتل والترويع كافة، وامتداد هذه الاعتداءات إلى الأراضى اللبنانية.
إن مشاركة مصر فى قمة «بريكس» حققت نقلة نوعية فى علاقات القاهرة مع الدول الأعضاء فى المجموعة، وأظهرت مكانة مصر كدولة محورية فى القضايا الدولية والإقليمية، لأن هذه المشاركة تعزز التعاون الدولى، خاصة فى مجالات الاقتصاد والتنمية المستدامة.
وبعث الرئيس السيسى رسائل قوية من القمة عندما تطرق إلى الأوضاع فى فلسطين ولبنان، وضرورة إنهاء الصراع المستمر فى فلسطين، وتحقيق تسوية عادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطينى. ولفت الرئيس إلى ضرورة احترام السيادة اللبنانية والفلسطينية واستقرار الأوضاع فى البلاد، ويُعد هذا الموقف جزءًا من السياسة الثابتة لمصر التى تدعم حقوق الشعوب العربية وتسعى لتحقيق الاستقرار والسلام فى المنطقة. ولم يغفل الرئيس أهمية تعظيم الاستفادة من بنوك التنمية متعددة الأطراف، لأنها تلعب دورًا كبيرًا فى دعم مشروعات التنمية بالدول النامية، خاصة التى تواجه تحديات اقتصادية كبرى.
وتسعى مصر إلى ضمان تفعيل النظام الدولى متعدد الأطراف، ومنع فرض سياسات أحادية تضر بمصالح الدول النامية.
فضلًا عن أنها تسعى لتعزيز العلاقات الدولية وتوسيع دائرة الشراكات الاستراتيجية. وهذه المشاركة تمنح البلاد دورًا جديدًا لتحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمكانة مصر الدولية وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتجارة مع الدول الأعضاء فى تجمع «بريكس»، وتعزيز التضامن الدولى والمساهمة فى بناء نظام عالمى أكثر عدالة وإنصافًا.
مشاركة مصر فى «بريكس» ليست مجرد حدث عابر، بل تمثل نقطة تحول استراتيجية فى مسار العلاقات الدولية المصرية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادى والسياسى.
وهذا يؤكد الدور المحورى الذى تضطلع به مصر فى المنطقة، ومساهمتها الفاعلة فى صياغة الأجندة الدولية. وتسعى مصر، من خلال هذه المشاركة، إلى تعزيز علاقاتها مع دول «بريكس»، وبناء شراكات استراتيجية جديدة تسهم فى تحقيق التنمية المستدامة. وتؤكد أهمية التعددية القطبية فى النظام الدولى، ورفض الهيمنة القطبية.
كما تسعى مصر لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة من دول «بريكس»، لدعم جهودها فى تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة. وتعزيز التعاون مع دول «بريكس» فى مجال الطاقة، خاصة فى ظل الأزمة العالمية الحالية وتحقيق تكامل اقتصادى أكبر مع دول «بريكس»، بما يسهم فى تحقيق الأمن الاقتصادى لمصر. إضافة إلى تعزيز التعاون بين مصر ودول «بريكس» فى مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. ويمكن لمصر أن تستخدم منصة «بريكس» للتعبير عن رؤيتها للقضايا الدولية والإقليمية، لا سيما القضايا التى تهم الدول النامية. وكذلك يمكن لـ«بريكس» أن يلعب دورًا فى حل النزاعات الإقليمية، وذلك من خلال الحوار والتفاوض. كما تعتبر مشاركة مصر فى قمة «بريكس» خطوة مهمة نحو تعزيز دورها الإقليمى والدولى، وتوسيع دائرة علاقاتها، والتأثير فى التوازنات الدولية.. أليست كل هذه الأمور تعد مكاسب سياسية واقتصادية حققتها مصر فى قمة «بريكس»؟