رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللقاء التاريخى بين السيسى وبزشكيان

تحدثت من قبل عن التقارب المصرى الإيرانى، الذى بدأ خلال الفترة الماضية، واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى وزير الخارجية الإيرانى بالقاهرة، ثم تم تتويج هذا التقارب مرة أخرى بلقاء الرئيس السيسى الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان، على هامش قمة بريكس فى قازان الروسية. فى الحقيقة أن هذا التقارب الروسى له دوافعه وأسبابه ومبرراته فى ظل مواجهة التحديات البشعة التى تحدث حاليًا فى المنطقة والإقليم.

لقاء الرئيسين السيسى وبزشكيان يعد من اللقاءات الاستراتيجية المهمة جدًا، التى تحدث حاليًا على الساحة الدولية لاعتبارات كثيرة. وقد تناول اللقاء أهمية وقف الهمجية الإسرائيلية التى تقوم بها دولة الاحتلال فى غزة ولبنان، وضرورة إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء فى غزة. هذا اللقاء له دلالات قوية وله رؤية مهمة جدًا تسوقها الأيام المقبلة.

العلاقات المصرية الإيرانية بدأت تأخذ منحنى آخر جديدًا فى ظل التحديات البشعة التى تحيط بالمنطقة والإقليم.

تعتبر العلاقات المصرية الإيرانية من العلاقات المعقدة والتاريخية، التى شهدت تقلبات كبيرة عبر العصور. فى السنوات الأخيرة، لوحظ تحسن ملحوظ فى العلاقات بين البلدين، ما أثار تساؤلات حول آفاق التقارب المحتملة فى المستقبل.

ويواجه كل من مصر وإيران تحديات أمنية مشتركة فى المنطقة، مثل الإرهاب والتطرف. وهناك قضايا إقليمية مشتركة تهم البلدين، مثل القضية الفلسطينية والأزمة اليمنية.

وهناك فرص كبيرة للتعاون الاقتصادى بين البلدين، خاصة فى مجالات الطاقة والتجارة.

وقد أسهم التقارب بين السعودية وإيران فى تهيئة الأجواء لإعادة النظر فى العلاقات المصرية الإيرانية. وتشهد المنطقة العربية تحولات كبيرة، ما يدفع الدول إلى إعادة تقييم تحالفاتها.

ومن المتوقع أن يكون أى تقارب بين مصر وإيران تدريجيًا وحذرًا، مع التركيز على القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويشهد التعاون الاقتصادى بين البلدين تطورًا ملحوظًا، وسيلعب الدور الذى تقوم به القوى الإقليمية والدولية دورًا حاسمًا فى تحديد مسار العلاقات المصرية الإيرانية. 

الخلاصة، تعتبر آفاق التقارب بين مصر وإيران واعدة، ولكنها تتطلب جهودًا كبيرة من كلا الجانبين. ويجب على البلدين العمل على بناء الثقة، وتجاوز الخلافات التاريخية، والتركيز على المصالح المشتركة.

وهناك أسئلة مهمة تطرح نفسها، هى: ما الآثار المترتبة على التقارب المصرى الإيرانى على المنطقة؟ وكيف يمكن للبلدين التغلب على التحديات التى تواجه التقارب؟ وما الدور الذى يمكن أن تلعبه المنظمات الإقليمية والدولية فى دعم التقارب بين مصر وإيران؟

تلعب القوى الخارجية دورًا حاسمًا فى تشكيل هذا التقارب، سواء بشكل مباشر من خلال الدبلوماسية والتوسط، أو بشكل غير مباشر من خلال التأثير على المصالح والتحالفات الإقليمية.

وتسعى العديد من القوى الإقليمية إلى تعزيز نفوذها فى المنطقة، ما يدفعها إلى تشجيع أو عرقلة التقارب بين مصر وإيران، اعتمادًا على مصالحها الخاصة. وتتأثر العلاقات الثنائية بين الدول بالتحالفات الدولية الأوسع. وقد تدفع التحالفات التى تنتمى إليها مصر وإيران إلى تقارب أو تباعد، حسب طبيعة هذه التحالفات وأهدافها.

وتلعب المصالح الاقتصادية دورًا مهمًا فى تشكيل العلاقات الدولية. وقد تسعى بعض القوى الخارجية إلى تعزيز التعاون الاقتصادى بين مصر وإيران لتعزيز نفوذها فى المنطقة أو تحقيق مكاسب تجارية. وتهتم الدول بضمان أمنها القومى، وقد تؤثر هذه الأهداف على موقفها من التقارب المصرى الإيرانى. وهناك آثار محتملة للتقارب فى تعزيز الاستقرار فى المنطقة، خاصة فى ظل التحديات الأمنية التى تواجهها العديد من الدول العربية.

ويفتح التقارب آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادى بين البلدين، ما يعود بالفائدة على شعبيهما. ويمكن أن يؤثر التقارب على مسار الصراعات الإقليمية، مثل الصراع فى سوريا واليمن، وتغيير موازين القوى الإقليمية، ما يدفع الدول الأخرى إلى إعادة تقييم سياساتها.

التقارب بين مصر وإيران هو قضية معقدة ومتعددة الأبعاد، وتلعب القوى الخارجية دورًا مهمًا فى تشكيل هذا التقارب، ولكن القرار النهائى يبقى بيد البلدين.

وتعتبر العلاقات بين مصر وإيران من العلاقات المُعقدة والمتغيرة عبر التاريخ، حيث شهدت تقلبات كبيرة بين التعاون والتوتر، التأييد والمعارضة. تتأثر هذه العلاقة بمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية، منها الأيديولوجيات السياسية، والتنافس الإقليمى، والتغيرات الدولية.

وظهرت مؤخرًا بعض المحاولات لرأب الصدع بين البلدين، وبدأت العلاقات تأخذ موقفًا مهمًا، وهو ما أشرنا إليه آنفًا.