تقرير عبرى يزعم: إسرائيل لن تقدم "صورة نصر" أكثر إقناعًا مما تحقق
زعم تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية، أن إسرائيل لن تتمكن بعد سلسلة النجاحات العسكرية والاستخباراتية من تقديم "صورة نصر" أكثر إقناعًا للإسرائيليين والعالم، في الحرب الجارية مع "حزب الله".
وحسب التقرير، فقد تمثلت النجاحات الإسرائيلية في "الهجمات على أجهزة النداء واللاسلكي، وتدمير الصواريخ، والقضاء على كبار أعضاء الحزب، وإلى جانب ذلك النجاح المماثل ضد قادة حماس في غزة".
خطر المقذوفات
وكشف التقرير عن أن إسرائيل تقترب من النقطة التي سوف يتضاءل فيها الثمن الذي سيُدفع مقابل المنفعة العسكرية الناجمة عن استمرار الحرب، إلى الدرجة التي تمكن حزب الله من التعافي.
ورأت الصحيفة، حسب المخابرات الإسرائيلية، أنه على الرغم من الانتكاسات التي لحقت بالتنظيم، فإنه لا يوجد أدنى شك بأن عملية التعافي في صفوف التنظيم قد بدأت بالفعل.
وتابع التقرير أن الضربة القوية التي تلقاها حزب الله، خاصة منذ منتصف سبتمبر الماضي، تتجاوز التقديرات السابقة للجيش، وتعوق بشكل كبير نظام القيادة والسيطرة التنظيمية للحزب.
ويبدو أن الجهد الرئيسي الذي تبذله الجماعة بالتنسيق مع "الحرس الثوري" الإيراني هو إعادة النظام المسئول عن إطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار إلى كامل طاقته.
وعلى المستوى الدفاعي، يجد "حزب الله" حتى الآن صعوبة في القيام بجهد منسق يضم قوات من قرى مختلفة وقطاعات مختلفة، وهناك حالات يهرب فيها المسلحون، وفي حالات نادرة يستسلمون للقوات الإسرائيلية ويتم أسرهم، وفق الصحيفة.
وأضافت "هآرتس" أن ما لا يستطيع الجيش أن يفعله هو الإعلان عن خطر المقذوفات والصواريخ شديدة الدقة، وهذا في الواقع خطر صارخ على كامل شمال إسرائيل، وصولًا إلى منطقة الأغوار وأطراف حيفا الجنوبية.
وفي حين تُقدر هيئة الأركان العامة أن ثلثي ترسانة حزب الله الصاروخية قد تم تدميرها، لكن هذا لا يزال يشكل تهديدًا محتملًا لعشرات الآلاف من الصواريخ وقذائف الهاون قصيرة المدى، وآلاف الأسلحة المتوسطة والطويلة المدى.
وتابعت الصحيفة أنه في السنوات الـ24 التي تلت انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب، وحتى أكثر من ذلك منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، فعل حزب الله ما يحلو له في هذه المناطق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في هذه الأثناء بدأت جهود دبلوماسية متجددة، يقودها عاموس هوشستين، ولو متأخرة جدًا، للتوصل إلى وقف إطلاق النار والتسوية الدبلوماسية في لبنان ترتكز على تحديث قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى الحرب السابقة، في عام 2006، ولكن هذه المرة بطريقة جدية.
وبعد مرور ثمانية عشر عامًا، يعترف الأمريكيون بأن القرار لم يتم تطبيقه بجدية قط؛ لا في منع أعضاء حزب الله من دخول القرى الواقعة جنوب نهر الليطاني، ولا في منع الطيران الإسرائيلي فوق لبنان.
وفي حين تؤكد شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى على مطلبين رئيسيين فيما يتعلق باتفاق مستقبلي؛ بإبعاد حزب الله عن الحدود وتمكين الجيش من فرض الاتفاق بشكل فعال، إذا انتهكه الحزب.
علاوة على مقترحات أخرى على جدول الأعمال أيضًا، حيث تضغط الولايات المتحدة ودول أخرى من أجل تشكيل قوة دولية جديدة ذات صلاحيات موسعة لتحل محل قوة اليونيفيل.
وكجزء من الحل، تحاول واشنطن أيضًا تعيين رئيس جديد في لبنان، على أمل انتشال الطبقة السياسية في بيروت من براثن ميليشيا حزب الله.
وتوقعت الصحيفة أن يؤدي انتهاء النشاط العسكري المكثف إلى تسوية سياسية بوساطة أمريكية، والعنصر الحاسم الإضافي هو مدى ثقة المواطنين الذين تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل في وعود الجيش الإسرائيلي والحكومة.
وخلصت إلى أنه على الرغم من النجاحات الإسرائيلية الأخيرة، فإن الاتجاه العام للحرب لا يزال غير مشجع.