السيسى الإنسان
فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال المؤتمر العالمى للسكان والتنمية البشرية، الذى عُقد مؤخرًا بالقاهرة، كشف عن مدى إنسانيته البالغة تجاه شعبه العظيم، فقد أعلن الرئيس عن أن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على المواطن المصرى فى كل شىء، ورغم التحديات الصعبة التى تواجهها البلاد تخوض حربًا قوية من أجل الإصلاح الاقتصادى، فى ظل ظروف بالغة الصعوبة والشدة على المستويين المحلى والعالمى، لكن الرئيس كشف عن مدى إنسانيته البالغة تجاه المصريين، عندما قال إن الدولة المصرية تحركت فى برنامجين بمسار الإصلاح الاقتصادى، الأول كان فى عام ٢٠١٦، ونجحنا فيه بسبب استقرار الأوضاع الإقليمية والدولية عمّا نحن عليه الآن، والبرنامج الحالى نعمل عليه فى ظروف صعبة للغاية.
ولم يكتف الرئيس بذلك، بل وجه رسالة إلى جموع المصريين والمؤسسات الدولية من صندوق النقد والبنك الدولى وغيرها من المؤسسات، قائلًا: «إحنا بنعمل فى برنامج الإصلاح الاقتصادى الحالى فى ظل ظروف إقليمية ودولية شديدة الصعوبة، ولها تأثيرات سلبية للغاية على الاقتصاد فى العالم كله، ويقال إن هيبقى فى ركود اقتصادى نتيجة تداعيات الأزمات».
والدولة المصرية جزء من اقتصاد العالم، ولا بد من وضع التحديات التى تواجه العالم فى الاعتبار وفقدت مصر حوالى من ٦ إلى ٧ مليارات دولار خلال آخر ١٠ أشهر فقط؛ بسبب الأحداث فى المنطقة، والأمر محتمل لعام آخر نتيجة التداعيات اللى بنشوفها، وهنا جاءت كلمة الرئيس التى تعبر عن إنسانيته، قائلًا: «لما بنتكلم عن البرنامج اللى متفقين به مع صندوق النقد الدولى.. أمر مهم للحكومة.. إذا كان التحدى هيخلينا نضغط على الرأى العام بشكل لا يتحمله الناس.. لا بد من مراجعة الموقف مع الصندوق».
إن كلمة الرئيس تضمنت رسائل موجهة للداخل والخارج، حيث كشفت عن حجم إحساس الرئيس السيسى بمعاناة المصريين، من خلال توجيهات الرئيس للحكومة بضرورة مراجعة الموقف مع صندوق النقد؛ لوقف أى إجراءات تؤدى لمعاناة المصريين وعدم الضغط على الناس، وهو ما يعنى أن الرئيس قريب من الشعب المصرى ويشعر بمعاناته، ويسعى لتخفيف كل الأعباء عنه.
ووضع الرئيس أمام العالم كل التحديات والمخاطر التى تمر بها المنطقة العربية بشكل كامل، ومخاطر من صراعات ستؤثر على العالم بالسلب، ورغم ذلك كشف عن حجم الإنجازات التى حققتها مصر فى ملف برنامج الإصلاح الاقتصادى.
لقد حققت مصر نجاحات اقتصادية، رغم كل هذه التحديات، أدت إلى خفض نسبة البطالة لـ٦.٥٪، وتحقيق نجاح فى مواجهة النمو السكانى بشكل جيد، من خلال الاستراتيجية الشاملة التى انتهجتها الدولة المصرية، وشارك فيها كل مؤسسات الدولة؛ لمواجهة الزيادة السكانية، التى تعد أحد أبرز المخاطر التى تواجه مشروعات التنمية التى تدشنها الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، والمعروف أن الانفجار السكانى هو العدو اللدود للتنمية، لذا حرص الرئيس على توجيه عدد من الرسائل المهمة على رأسها العمل على برنامج إصلاح اقتصادى فى ظروف إقليمية ودولية صعبة، وهو ما يكشف عن حجم إصرار الدولة المصرية على تخطى الصعاب من أجل تحقيق برنامج التنمية الشاملة، خاصة أن الدولة المصرية وضعت التحديات منذ ٢٠١١ وعملت على تحقيق كل أهدافها، بجانب الخطوات التى اتخذتها مصر فى برنامج معالجة التضخم، ونجاحها فى القضاء على فيروس سى، الذى أصبح تاريخًا نتيجة تحرك الدولة بشكل فعال، وتتعامل الدولة دائمًا مع الأزمات باعتبارها فرصًا لتحقيق المستحيل والنجاح.
خلاصة القول، إن ما أعلنه الرئيس السيسى فيما يتعلق بتوجيه الحكومة باتخاذ إجراءات أخرى مع صندوق النقد الدولى للتخفيف من الأعباء المثقلة على كاهل المواطنين، يؤكد حرص الدولة المصرية على تحقيق الحياة الكريمة للمواطنين، وتخفيف الأعباء عنهم فى ظل هذه الظروف الداخلية والدولية البالغة الصعوبة والسوء.