بعد اغتيال "السنوار".. كم محتجزًا إسرائيليًا فى غزة؟
منذ أن اندلعت الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، باتت قضية الرهائن الإسرائيلية تحتجز عناوين الأخبار العالمية، وفي تلك الأيام القليلة الأولى من الصراع، تم اختطاف حوالي 251 رهينة، بينهم أطفال، نساء، ومسنون، وتم نقلهم إلى قطاع غزة، ومع مرور الوقت، اتخذ مصير هؤلاء الرهائن منعطفات عدة، حيث حاولت الأطراف الدولية التوسط، في حين ظلت حماس تستخدمهم كورقة تفاوضية، ومع مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس، تغيرت معادلة الصراع والمفاوضات بشكل كبير.
وتأخذنا قصة الرهائن إلى 13 نوفمبر الماضي، حيث أسفرت المفاوضات، التي كانت بوساطة مصرية قطرية أمريكية، أن حماس أبلغت وسطاء قطريين أن الجماعة مستعدة للإفراج عن ما يصل إلى 70 امرأة وطفلًا محتجزين في غزة مقابل هدنة مدتها خمسة أيام والإفراج عن 275 امرأة وطفلًا محتجزين لدى إسرائيل، وتوالت بعدها المفاوضات بين الطرفين لإطلاق سراح مزيد من الرهائن في مقابل الهدنة.
وبحسب بيان منتدى عائلات الرهائن الإسرائيلية، فما زال هناك 101 رهينة، ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة، وباستخدام أداة Timeline نوضح أعداد الرهائن التي تم تبادلها من الجانبين، وصولًا إلى مقتل السنوار منذ أيام.
دور السنوار في الصراع
يعد يحيى السنوار العقل المدبر للهجمات التي شنّتها حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، ومع تزايد الضغوط الدولية وتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، لعب "السنوار" دورًا محوريًا في إدارة الملف العسكري والسياسي للحركة، ما جعله شخصية بارزة ومؤثرة في مفاوضات تبادل الرهائن، ورغم كل الضغوطات، بقي "السنوار" يصر على مطالب حماس بإطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الرهائن.
لكن في أكتوبر الجاري، وبعد سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل السنوار، وهو الحدث الذي هزّ المنطقة وزاد من حدة التوترات، وبينما رأت إسرائيل في هذا الحادث "بداية نهاية" لحماس، أثار مقتل السنوار تساؤلات جديدة حول مصير الرهائن الذين تحتجزهم الحركة.
الرهائن بعد مقتل السنوار
وبعد مقتل السنوار، بات مصير الرهائن أكثر غموضًا، حيث يشير بعض التقارير إلى أن وفاته قد تعقد الأمور أكثر، فقد كان "السنوار" طرفًا رئيسيًا في إدارة المفاوضات بشأن الرهائن، ومن جهة أخرى، رأت بعض العائلات الإسرائيلية أن وفاته قد تفتح الباب أمام فرص جديدة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، لكن يبقى الأمر محفوفًا بالمخاطر.
ووفقًا لتصريحات الجيش الإسرائيلي، فإن مقتل السنوار قد يعزز الضغوط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، خاصة مع تزايد الضربات العسكرية وتكثيف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي حين أن مقتل السنوار قد أزال عقبة كبيرة أمام التوصل إلى وقف إطلاق النار، إلا أنه لا يزال هناك تحديات كبيرة، فالرهائن الذين تحتجزهم حماس أصبحوا أداة للتفاوض طالما لا تزال إسرائيل تواصل عمليتها العسكرية.
ردود الفعل الدولية
على الصعيد الدولي، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، مقتل "السنوار" بأنه "يوم جيد" لإسرائيل وللعالم، مشيرًا إلى أن هذا الحدث قد يفتح الباب أمام مفاوضات جديدة وإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية، من جهتها، دعت المفوضية الأوروبية إلى تعزيز الجهود للإفراج عن الرهائن، معتبرة أن مقتل السنوار قد يُضعف من قوة حماس في التفاوض.
وردّت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، على مقتل السنوار بتعهدها بمواصلة القتال، مشيرة إلى أن "الرهائن لن يعودوا إلا بوقف العدوان"، وهذا التصريح يعكس مدى تعقيد الملف، حيث تظل مسألة الرهائن رهينة للصراع الأكبر بين الطرفين.