حضارة عظيمة.. انبهار عالمى بالمتحف المصرى الكبير: «تجربة مذهلة لملايين السياح»
سلطت وسائل إعلام دولية عالمية الضوء على الافتتاح الجزئى والتشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير، معتبرة أن هذا حدث طال انتظاره، خاصة أنه يضم أكبر مجموعة فى العالم من القطع الأثرية المصرية القديمة، التى يصل عددها إلى ١٠٠ ألف قطعة.
وأكدت التقارير العالمية أن زيارة المتحف ستكون تجربة مذهلة لملايين السياح حول العالم، فى انتظار افتتاح القاعات المخصصة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون، التى ستمثل «الجائزة الكبرى» لزوار المتحف، مشيرة فى الوقت ذاته إلى أهمية المشروع فى زيادة الجذب السياحى إلى مصر.
«الجارديان»: أكبر متحف فى العالم بأكثر من 100 ألف قطعة أثرية
وصفت صحيفة «الجارديان»، البريطانية، الافتتاح الجزئى والتجريبى للمتحف المصرى الكبير بأنه بمثابة تجربة مذهلة لملايين السياح حول العالم، خاصة أنه يسمح بعرض أكثر من ١٠٠ ألف قطعة أثرية من كنوز مصر القديمة فى أكبر متحف أثرى فى العالم.
وأضافت الصحيفة البريطانية: «من المتوقع أن يساعد التشغيل التجريبى فى الاستعداد للافتتاح الكامل للمتحف، من خلال توفير فهم أعمق للقضايا المتعلقة بالعمليات المرتبطة بالتشغيل، مثل تحديد المناطق المزدحمة فى المتحف».
وأشارت إلى أنه سيتم عرض المقتنيات فى ١٢ قاعة، مع تقسيمها لتتناول المجتمع والدين والعقيدة فى مصر القديمة، متابعة: «تم تصنيف جميع القاعات المفتوحة حسب السلالة والترتيب التاريخى، وتعرض كل منها ما لا يقل عن ١٥٠٠٠ قطعة أثرية».
وأفادت بأن العصور التى ستُعرض فى القاعات الرئيسية للمتحف تشمل: الفترة الانتقالية الثالثة «١٠٧٠- ٦٦٤ قبل الميلاد»، والفترة المتأخرة «٦٦٤- ٣٣٢ قبل الميلاد»، والفترة اليونانية الرومانية «٣٣٢ قبل الميلاد- ٣٩٥ بعد الميلاد»، والمملكة الحديثة «١٥٥٠- ١٠٧٠ قبل الميلاد»، والمملكة الوسطى «٢٠٣٠- ١٦٥٠ قبل الميلاد»، والمملكة القديمة «٢٦٤٩- ٢١٣٠ قبل الميلاد».
ونبهت إلى عرض إحدى القاعات تماثيل «نخبة الملك»، المكونة من أفراد العائلة المالكة، وكبار المسئولين الذين عملوا فى الجيش والكهنوت والحكومة، مشيرة إلى فتح أجزاء من المتحف لجولات محدودة، منذ أواخر عام ٢٠٢٢، وذلك لاختبار تجربة الزوار والاستعداد التشغيلى للمتحف.
ونقلت الصحيفة عن أود بورسيد، سائحة كندية زارت عدة أقسام، أنها انبهرت بالمتحف، مضيفة: «الحضارة المصرية مهمة بالنسبة لى وللعالم، ودائمًا ما أرغب فى معرفة المزيد عنها».
أما خورخى ليكانو، سائح من كوستاريكا، فقال إن «هناك الكثير من التاريخ والأشياء التى لا ندركها، خاصة للقادمين من الجانب الآخر من العالم. رؤية كل شىء هنا والتعلم من السكان المحليين كان أمرًا رائعًا».
ويتضمن المتحف المصرى الكبير درجًا ضخمًا يبلغ ارتفاعه ٦ طوابق ويطل على الأهرامات، إلى جانب منطقة تجارية مفتوحة للجمهور، مع عرض المعالم والتحف التى تشمل التوابيت والتماثيل.
ومن المقرر افتتاح أجزاء أخرى من المتحف المصرى الكبير، بما فى ذلك مجموعة كنوز توت عنخ آمون، فى مواعيد لاحقة، مع تجهيز جميع القاعات بتكنولوجيا متقدمة، من بينها عروض وسائط متعددة لشرح حياة المصريين القدماء، بما فى ذلك ملوكها، وفقًا لعيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار فى المتحف.
وأوضح «زيدان» أنه «من المقرر أن تستخدم إحدى القاعات الواقع الافتراضى، لشرح تاريخ الدفن وتطوره فى جميع أنحاء مصر القديمة. المتحف ليس مكانًا لعرض الآثار فحسب، بل يهدف أيضًا إلى جذب الأطفال للتعرف على التاريخ المصرى القديم»، واصفًا المتحف بأنه «هدية للعالم كله».
«تليجراف»: عامل جذب للمزيد من الرحلات السياحية الكبيرة
«ليس مجرد خبر عادى».. بهذه العبارة بدأت صحيفة «التليجراف»، البريطانية، تقريرها عن الافتتاح التجريبى للمتحف المصرى الكبير، خاصة أنه تضمن فتح معظم أقسام المتحف، الذى يعد أكبر متحف أثرى فى العالم، وتقدر تكلفة بنائه بنحو مليار دولار أمريكى.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن «حضارة مصر العظيمة موجودة منذ أكثر من ٥ آلاف عام، واليوم تشهد البلاد بناء متحف ملحمى جديد يعرض قصتها الفريدة، مع الخلفية المجيدة المتمثلة فى الأهرامات، وبقاعات مليئة بكنوز من قرون بعيدة».
وأضافت: «هذا البناء الضخم الذى وضع حجر أساسه خلال احتفالية ضخمة، فى يناير ٢٠٠٢، وكان من المقرر أن يكتمل عام ٢٠١٣، بدأ فى الترحيب بالضيوف، فى وقت مبكر من صباح أمس الأول الأربعاء، على أن يُكشف عن المعارض المختلفة على مراحل، خلال الأشهر القليلة المقبلة، تمهيدًا للافتتاح الرسمى فى أوائل عام ٢٠٢٥».
وواصلت: «الملايين حول العالم ينتظرون الافتتاح منذ فترة طويلة، ليس فقط السائحون، ولكن لعشاق التاريخ والمغامرة، ومنظمى الرحلات الذين يرغبون دائمًا فى إضافة عناصر جذب سياحى قوى لبرامجهم السياحية، لذا من المتوقع أن تشهد القاهرة المزيد من الرحلات السياحية الكثيفة، خلال الفترة المقبلة».
وأفادت بأن «المتحف المصرى الكبير يقع على بعد ميل واحد فقط من الأهرامات، وصُمم ليتناسب مع مجموعة من التحف المعمارية التى تعود للعصور القديمة. كما أدى افتتاح مطار جديد فى الجيزة، وهو مطار سفنكس الدولى، فى بداية عام ٢٠٢٠، إلى تعزيز فكرة المشروع الشامل، الذى يتوقع أن يتدفق إليه الملايين من جميع أنحاء العالم».
«سى إن إن» و«بى بى سى»: فى انتظار فتح قاعات توت عنخ آمون
ذكرت شبكة «سى إن إن»، الأمريكية، أن البدء فى افتتاح قاعات المتحف المصرى الكبير بمثابة «هدية للعالم»، مشيرة إلى أن المتحف كان قيد الإنشاء لأكثر من عقد من الزمان، ولم يُحدد موعد افتتاحه الكامل بعد.
وأضافت الشبكة الأمريكية: «افتتاح المتحف فى هذا الوقت بمثابة هدية للعالم، بعد أن طال الانتظار، وستكون الخطوة الأكبر والأجمل هى السماح للسياح بزيارة قاعات توت عنخ آمون الملكية».
وسلطت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» الضوء على الافتتاح الجزئى للمتحف المصرى الكبير، معتبرة أن هذا حدث طال انتظاره، خاصة أنه يضم أكبر مجموعة فى العالم من القطع الأثرية المصرية القديمة.
وذكرت «بى بى سى» أنه «بعد أكثر من ٢٠ عامًا من الإنشاء، سيعرض المتحف المصرى الكبير، الذى تبلغ مساحته ١٢٠ فدانًا بالقرب من أهرامات الجيزة، أكثر من ١٠٠ ألف قطعة، بما فى ذلك كنوز من مقبرة الملك توت عنخ آمون».
وأضافت: «لم يتم افتتاح مجموعة الملك الصبى توت عنخ آمون التى لا تقدر بثمن بعد، لكن يمكن للزوار الآن رؤية تماثيل فرعونية وتوابيت وجثث محنطة، فى انتظار فتح غرف توت عنخ آمون، التى تمثل الجائزة الكبرى لزوار المتحف».
وأشارت إلى أن الافتتاح الجزئى هو تشغيل تجريبى، بعد افتتاح القاعة الرئيسية والدرج، العام الماضى، مؤكدة عدم الإعلان عن تاريخ الافتتاح الرسمى بعد.
وزائرون: المكان له هيبة وأجدادنا القدماء يحرسون مصر
شهد المتحف المصرى الكبير إقبالًا واسعًا من الزوار المصريين والأجانب، مع بداية التشغيل التجريبى لعدد من القاعات الرئيسية، الذين توافدوا لرؤية التراث المصرى العريق والتمتع بمشاهدة القطع الأثرية الفريدة.
وخلال التشغيل التجريبى، فتح المتحف أبواب ١٢ قاعة رئيسية، مع استمراره فى تقديم خدماته السياحية المميزة، وجرى تشغيل مناطق مهمة مثل المسلة المعلقة، والبهو العظيم، والدرج العظيم، وذلك لتحسين التجربة السياحية واستيعاب أى ملاحظات قبل الافتتاح الرسمى.
وتفاعل رواد المتحف مع التجربة عبر هاشتاج «زيارة المتحف المصرى الكبير»، حيث عبر العديد منهم عن إعجابهم وانبهارهم بالمتحف وتصميمه الفريد، ما أسهم فى تعزيز الحماس للزيارة بين المصريين والسياح.
ووصف أحمد أبوالعز، ٢٩ عامًا، زيارته للمتحف بأنها تجربة فريدة وممتعة، حيث تمتع بمشاهدة كنوز وآثار لم تُعرض من قبل.
وأشار إلى أن المبنى مبهر ويليق بكل التوقعات التى أُحيطت به طوال السنوات الماضية، مبينًا أنه على الرغم من أن المعروضات لا تمثل كل مقتنيات المتحف، إلا أنه أكد أن مصر تمتلك مواهب فذة وعقليات مبدعة أسهمت فى إخراج المتحف بهذا الشكل المشرف.
وقالت آلاء زكى، ٢٥ عامًا، عن المتحف إنه يمثل هيبة ورهبة شعرت بها عند دخول المتحف.
وأضافت أن المبنى ضخم ومذهل، وشعرت بالأمان وكأن التماثيل الموجودة تحرس مصر، ورأت أن زيارة المتحف تجربة مهمة لجميع الأعمار، لتقدير عظمة الأجداد المصريين ورؤية القطع الأثرية النادرة.
أما كريم حامد، فقد زار المتحف خلال العام الماضى أثناء افتتاح قاعة البهو العظيم، تحدث عن تجربته مع التماثيل الضخمة التى تخص ملوك مصر القديمة، مثل تمثال الملك سنوسرت الأول. وأشاد بالمعلومات المرافقة لكل تمثال والتى توفر تجربة تثقيفية، بالإضافة إلى الجمالية البصرية. وأشار كريم إلى أن الأجانب كانوا مبهورين بما شاهدوه داخل المتحف، خصوصًا القطع الأثرية المرتبطة بالملك توت عنخ آمون، ما يعكس قيمة التراث المصرى أمام العالم.