العضوية المنتظرة لجمهورية فنزويلا فى تجمع بريكس
فى إطار الاهتمام الذى يوليه مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالشئون اللاتينية من ناحية، وشئون تجمع بريكس من ناحية أخرى، نظم كل من برنامج الدراسات اللاتينية ومنتدى أوراسيا وبريكس بمركز الحوار، بالتعاون مع سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية، ندوة بعنوان «فنزويلا وبريكس عضوية جديدة ومكاسب مشتركة» وذلك يوم الإثنين الموافق 14 أكتوبر 2024، وأدار الندوة الباحث محمد ربيع، مدير برنامج الدراسات اللاتينية بمركز الحوار.
فى كلمته فى الجلسة الافتتاحية، رحب السيد اللواء أركان حرب حمدى لبيب، رئيس «مؤسسة الحوار للبحوث والدراسات الإنسانية، بالحضور، وأشار إلى أهمية انضمام فنزويلا إلى تجمع بريكس، والاستفادة المشتركة بين جميع دول التجمع، كما أكد أن رئيس نيكولاس مادورو تمكن من مواجهة الأزمات والتحديات «التى صنعتها الإمبريالية الأمريكية» بدعم من الشعب الفنزويلى الصامد.
ويجدر الإشارة إلى أن تجمع بريكس، سيعقد قمته السادسة عشرة فى مدينة كازان بروسيا فى 22 – 24 أكتوبر الحالى، ولقد قدمت 50 دولة طلبًا للانضمام لبريكس، ومن المنتظر أن تنضم فنزويلا إلى بريكس هذا العام، حيث تتمتع فنزويلا بعضوية إحدى مؤسسات هذا التجمع وهو «بنك التنمية الجديد»، ويحرص الرئيس الفنزويلى على الانخراط بفاعلية فى العديد من المنتديات الدولية والإقليمية، الهادفة إلى تحقيق التنمية للشعب الفنزويلى على وجه الخصوص، والتمنية الشاملة لمختلف دول الجنوب العالمى.
قدمت الدكتورة سماح على، أستاذ الاقتصاد ومدير برنامج الدراسات الاقتصادية بمركز الحوار، ورقة بحثية بعنوان «فنزويلا وعضويتها مكاسب معززة لبريكس»، أشارت فيها إلى المكاسب المشتركة، التى تنتج عن انضمام فنزويلا للمجموعة، على المستوى السياسى والاقتصادى والأمنى، حيث تمتلك فنزويلا أعلى معدل من احتياطات النفط «الأولى عالميًا»، كما يعزز انضمامها نفوذ بريكس عالميًا، ضد التكتل الغربى والسياسات الأمريكية، ويعمل على تنوع الشراكات الاقتصادية وفتح أسواق بديلة وجديدة لتصدير النفط والغاز، خاصة فى الهند والصين، كما أن التعاون الأمنى مع روسيا والصين سيعزز القدرات الدفاعية، والأمن السيبرانى.
استهل السيد ويلمر أومار بارينتوس، سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة، كلمته بالترحيب بكل الحضور من سفراء وأعضاء وعضوات مجموعة دعم فنزويلا، والصحفيين والإعلاميين، وقدم الشكر لمركز الحوار على اهتمامه بقضايا دول أمريكا اللاتينية، وبالتعاون مع سفارة فنزويلا.
وأكد السفير أهمية انضمام فنزويلا لمجموعة بريكس سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، كما أشار إلى تصريحات الرئيس نيكولاس مادورو بخصوص هذا الموضوع، حيث قال مادورو: «بالنسبة لفنزويلا فإن مجموعة الاقتصادات الناشئة المكونة من (الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا) بالإضافة للدول الست التى تم دمجها، وضعت أسسًا متينة للغاية، لبناء نظام عالمى جديد وشامل وعادل وداعم حقًا، حيث تتم استعادة مبادئ القانون الدولى التى كان يهددها نظام الهيمنة الإمبراطورى القديم، وقد أخذت شعوب وحكومات مجموعة بريكس زمام المبادرة فى بناء عالم ينعم بالسلام والرخاء الاقتصادى على أساس دعم التنوع الحضارى».
كما أكد الرئيس مادورو فى تصريحاته على «ضرورة استبدال الدولار باعتباره العملة المهيمنة فى الاقتصاد العالمى فى مواجهة الاستخدام العشوائى وإساءة استخدام العملة الأمريكية كآلية للحرب الاقتصادية ضد شعوب العالم الحر».
تُشكِّل مجموعة بريكس المرجع الرئيسى فى تكوين نظام دولى جديد، أكثر عدلًا وإنسانية وإنصافًا، ما يعزز عالم متعددالأقطاب والمراكز، الذى تنشده البشرية، ولقد انضمت مصر إلى تجمع بريكس العام الماضى. ومن الملاحظ أن مجموعة بريكس تسعى إلى التبادل التجارى بين أعضائها بالعملة المحلية، كاليوان الصينى، والروبل الروسى، والروبية الهندية، وذلك لتقليص الهيمنة العالمية للدولار، والتخلص من إرهاب العملة، والعقوبات التى تفرضها أمريكا، وحلفاؤها من الدول الأوروبية، ومن أجل توافر شروط تجارية عادلة، ونفوذ اقتصادى أكبر لدول بريكس فى مواجهة الغرب.
ولقد أصدر «بنك التنمية الجديد» التابع لمجموعة بريكس قبل يوم من انعقاد القمة السابقة فى أغسطس 2023، سندات بعملة جنوب إفريقيا المحلية «الراند» لأول مرة، فى إطار مساعى المجموعة لزيادة وجود بنك التنمية الجديد «تم إنشاؤة عام 2014»، فى أسواق رأس المال المحلية للدول الأعضاء، وهذه الخطوة تعتبر ضربة قوية لمؤسسات التمويل العالمية، وفى مقدمتها صندوق النقد الدولى، حيث أن سياسة بنك التنمية الجديد تقوم على مساعدة الدول وليس إغراقها بالديون، وهذا يخفف الضغط على الدولار، وبالتالى تظهر كيانات اقتصادية قوية، قادرة على منافسة صندوق النقد الدولى، ما يضعف القوة المسيطرة المهيمنة والمتحكمة فى العملية الاقتصادية على مستوى العالم.
كما وافقت القمة التى انعقدت العام الماضى، على انضمام ست دول كأعضاء جدد «مصر والسعودية وإيران وإثيوبيا والإمارات والأرجنتين»، وبذلك تضم مجموعة دول بريكس مع الأعضاء الجدد 46% من سكان العالم وما يقرب من ثلث الاقتصاد العالمى.
لقد تولت روسيا رئاسة مجموعة بريكس فى يناير 2024، وتسعى إلى إعادة تشكيل آليات الحوكمة، مع وضع حلول مبتكرة لبناء البنية التحتية، وبناء اقتصاد يقوم على الانفتاح والتعاون والمنفعة المشتركة، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدنى للمشاركة الفعالة فى التنمية.
إننا نتمنى النجاح لقمة البريكس «22 – 24 أكتوبر 2024»، وندعم انضمام فنزويلا لمجموعة بريكس.