تقرير بريطاني: افتتاح المتحف المصري الكبير ليس خبرًا عاديًا
وصفت صحيفة التليجراف خبر افتتاح المتحف المصري الكبير بأنه "ليس مجرد خبر عادي"، حيث أنه أكبر متحف أثري في العالم وتقدر تكلفة بنائه بنحو مليار دولار أمريكي.
وتحت عنوان: "المتحف الأكثر ترقبًا على وجه الأرض يفتتح أخيرًا"، بدأت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول: "إذا كنت من المحسنين، فقد تزعم أنه إذا كانت الحضارة موجودة منذ أكثر من 5000 عام، فلها الحق في أخذ وقتها. وإذا كانت تبني معرضًا جديدًا ملحميًا مزعومًا لقصتها الخلفية المجيدة للغاية، المليئة بالكنوز من قرون بعيدة، فمن المنطقي التأكد من أن المبنى مناسب تمامًا للغرض".
وقالت: "إن هذا البناء الضخم الذي وضع حجر الأساس له في احتفالية في يناير 2002، والذي كان من المقرر أن يكتمل في عام 2013، بدأ في الترحيب بالضيوف في وقت مبكر من صباح الأربعاء 16 أكتوبر الجاري".
وأضافت: "وهذا جزءًا من عملية بطيئة، حيث سيتم الكشف عن المعارض المختلفة على مراحل على مدى الأشهر القليلة المقبلة ــ تمهيدًا للافتتاح الرسمي في أوائل عام 2025. فلندع شريط الأخبار يرفرف".
وتابعت: "وينبغي أن يرفرف. لأن هذا ليس مجرد خبر، بل هو أيضًا خبر طيب للغاية. وليس من قبيل المبالغة أن نقول إن الكثير من الناس كانوا ينتظرون هذا الإعلان لفترة طويلة للغاية. ليس فقط السياح وهواة التاريخ، بل وأيضًا منظمي الرحلات السياحية الحريصين على تلميع رحلاتهم إلى مصر بهذا الجذب السياحي الجديد اللامع، وشركات الطيران التي تأمل في نقل ركاب إضافيين إلى القاهرة ــ والعديد من المصريين أنفسهم، الذين لابد وأنهم سئموا الانتظار الطويل لافتتاحه".
وأشارت التليجراف إلى أن المتحف المصري الكبير لم يتأخر 11 عامًا فحسب، بل تأخر عن موعده نصف قرن على الأقل، حيث المتحف المصري في قلب القاهرة، في ميدان التحرير، الذي بُني في عام 1901، لم يتغير إلا قليلًا في الأعوام المائة والثلاث والعشرين التي تلت ذلك، منوهة بإنه أصبح مزدحم وفوضوي، ولا يرقى إلى المعايير المطلوبة لمتحف أثري كبير في القرن الحادي والعشرين.
وأردفت: "لقد احتاجت مصر منذ فترة طويلة إلى منشأة على أحدث طراز لتسليط الضوء على تراثها الرائع. والآن، يبدو أنها تمتلك واحدة على الأقل".
أكبر متحف أثري في العالم
وسلطت التليجراف الضوء على تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير، قائلة: "إن الأرقام الأساسية وراء إنشاء المتحف لافتة للنظر؛ إذ تقدر تكاليف بنائه بنحو مليار دولار أمريكي".
وقالت: "إنه أكبر متحف أثري في العالم، بمساحة إجمالية تبلغ 490 ألف متر مربع (5.3 مليون قدم مربع). وبمجرد تشغيله بالكامل، سيكون قادرًا على استيعاب أكثر من 100 ألف قطعة، بما في ذلك المجموعة الكاملة من القطع الأثرية التي اكتشفت في مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون. وهذا وحده يعادل 5.500 كنز - العديد منها راكدة في المخازن".
وأوضحت أن المتحف المصري الكبير يقع على بعد ميل واحد فقط من الأهرامات، وقد صُمم ليتناسب مع مجموعة المقابر الأولى في العالم القديم. كما أدى افتتاح مطار جديد في الجيزة - والذي أطلق عليه اسم أبو الهول الدولي - في بداية عام 2020 إلى صقل فكرة التطوير الشامل ذي الأهمية الكبيرة، والذي من المفترض أن يتدفق إليه الكوكب.
وأرجعت الصحيفة البريطانية التأخير في افتتاح المتحف المصري الكبير الذي وضع حجر الأساس له في الماضي البعيد، إلى ما مرت به مصر بداية من ثورة يناير 2011 مرورًا بالضائقة المالية واندلاع حريق عند مدخل المتحف المصري في أبريل 2018، والذي كان له تأثير وصفته بـ"الخطير" على تقدم المتحف الكبير، وصولًأ لوباء كوفيد.