رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال ندوة فى "بيت الحكمة"..

مدحت العدل: لو كتبت "حرب الفراولة" الآن سأكتبه بشكل آخر

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

قال الكاتب الكبير مدحت العدل، إن ديوانه الجديد الذي سيصدر قريبا اسمه “إنسان عادي”، وتجربته مختلفة فحين تتقدم في السن كلما تنشغل بموضوعات أخرى بخلاف الموضوعات التي كنت تهتم بها في فترة معينة، موضحا: لو أنني كتبت الآن فيلم حرب الفراولة فساكتبه بشكل آخر، أما عن ديواني يوجد فيه قصيدة اسمها الغياب وكتبتها حين فتحت دولاب ملابسي في بيتي ورأيت البدل الخاصة بي وفكرت أنها ستعيش وأنا سأموت، ومن هنا فإن الديوان يتطرق لتفاصيل حياتية كثيرة".


وأضاف مدحت العدل، خلال فعاليات حوار مفتوح بمقر بيت الحكمة بوسط القاهرة: ولدت في شبرا وعشت في هذا العالم الجميل، عالم شبرا، وكنت حريف كرة قدم وألعب مع فريق به يونانيين وجنسيات أخرى، وكانت العمارة التي نسكن فيها كلها مسيحية فانا تربيت مع طنط أولجا والعم توما فعلمتني شبرا تقبل الآخر والبيئة نفسها سمحت بالاختلاف وتقبل الآخر.
وتابع: كان العم صبحي زبالا مثلا وكان يأتي بيتنا ويأكل معنا وكان ابنه يجلس بجواري في المدرسة وكنا نتعامل بكل محبة وليس كما يحدث الآن، وكون العم صبحي زبالا فهذا لا ينقص منه، ولي ديوان كامل اسمه شبرا طبعت منه ١٦ طبعة.


وواصل العدل: كلمة رسالة في الفن تجعل البعض يظن أن هناك أشياء أخرى، هناك مسرحيات تقوم بإضحاكك فقط، مسلسل حارة اليهود قمت بعمله في توقيت اقتتال كل أسرة مصرية بعد الثورة، ويقاطعون بعضهم، فأحلت هؤلاء الناس إلى زمن كان فيه اختلاف ولكنهم لم يقاطعوا بعضهم.

المسلسل يبدو أنه قصة حب بين يهودية ومسلم، وهناك تاريخ مصر، وهناك من سينظر لتقبل الآخر، هل وأنا أكتب راعيت أمر ما، لا بالطبع، هذا عمل تكتبه بروحك، وليس هناك نصائح، ولا رسائل، وأفلام إسماعيل يس مثلا تضحكنا فقط، وبخلاف هذا كل شيء له رسالة وكل شيء هو في ذاته رسالة فالتنظيم الجيد لهذه الندوة رسالة، كل شيء رسالة.

ـ أنا ضد ما قاله محمد صبحي الفترة السابقة عن الرسالة وغيرها


وواصل مدحت العدل: أنا ضد ما قاله محمد صبحي الفترة السابقة عن الرسالة وغيرها، وجمهورنا المصري لو شاهد ممثلا مملا فسيتركونه، هذا اسمه فن الترفيه في المقام الأول.

وتحدث العدل عن بعض التحارب فقال: ارثر رامبو كتب أعماله في سن ١٨ عام ولكنه غير خريطة الشعر، ورعايتك لموهبتك قيمة أكبر من الموهبة نفسها.

وأضاف: أنا لست ضد أن يقول أحد من أبناء هذا الجيل عن الفنانة أم كلثوم أنها فنانة أوفر وهذا ما يشعر به أبناء هذا الجيل ولهم حقهم في رؤيتهم بغير إقصاء، هذا عادي ولا يعيب أحد وكل زمن له مفرداته، أحيانا أنا أحب أغاني المهرجانات، هذا ذوقك، وأنت حر فيه.
وواصل مدحت العدل عن الترجمة: أتمنى أن تترجم كل أعمالي وهناك تجربة من أعظم التجارب في الترجمة من الإسبانية لمترجم اسمه صالح علماني، رجل لديه أمانة نقل، وهناك رواية سورية اسمها المترجم الخائن، قام المترجم فيها بتغيير نهاية العمل، وهناك ناقد فضحه، الترجمة نقل أمين لمواقف ومشاعر الكاتب، وبعض الأحيان لو تمت ترجمة العمل حرفيا فستخرج ركيكة ولكن علماني مثلا كان يملك حس أدبي يجعلني استمتع بما يترجم.


وواصل: أنا علمت نفسي وليس هذا معناه أن التعليم المنهجي غير جيد ولكن هناك موهبة، هناك منهج كتابة، وهناك قوانين لا بد من معرفتها، حين تكتب سيناريو لابد أن تعرف قواعد السيناريو، القواعد الأساسية، والفيصل ما هو منتجك، لن أسأل نفسي ماذا درست ولكن ماذا كتبت في منتجك.
وتابع عن احتمالية اتجاهه للتمثيل: عرض علي التمثيل ورفضت، وأنا حين أحب عمل شيء أعمله بحب لذلك لم أقتنع بكوني ممثلا.

وأكمل: أنا كتبت مشروع الحلم العربي والقدس هترجع لنا، وفكرة التوحد العربي ربما تتحقق فيما بعد، الاتحاد الأوروبي جاء بعد أعوام من الاقتتال، وجهة نظري بشكل أو بآخر سيكون هناك نوع من أنواع الحلم العربي أو القومية العربية.
وعن مسلسل العندليب قال مدحت العدل: العندليب لم ينجح لأن اختيار البطل لم يكن على المستوى المطلوب، وتعلمنا أن روح الممثل أهم من شكله، ورغم أن المسلسل تعبت فيه لكن الله لم يكتب له النجاح كما توقعنا.


وعن قفلة الكاتب قال: تعلمت من أول مسلسل كتبته هو محمود المصري، وأنا أكتبه كانت هناك قفلة وتعلمت في بناء العوالم ألا أكتب بالترتيب، في الكتابة يمكن أن نكتب شئ آخر، كان نجيب محفوظ يكتب كل يوم ٣ ساعات، يكتب ويرمي، يكتب ويركن، ومع قفلة الكاتب أحب أن أقرأ، القراءة تقوم بعمل ريستارت.

وعن أفلامه قال: فيلم أمريكا شبكا بيكا كتبته من خبر من روزاليوسف، وفيلم قشر البندق جاء عندما شاهدت فيلم عن الأزمة الاقتصادية، وفيلم حرب الفراولة عن السعادة وكل فكرة ليست لها علاقة بالأخرى.