تعريب القانون المدني الفرنساوي.. قصة رفاعة الطهطاوي مع أول ترجمة إلى العربية
في صباح يوم الخميس 12 أبريل 1826، ودع أربعة وأربعين شابا أسرهم يصعدون واحدًا تلو الآخر سلم السفينة الحربية الفرنسية لا ترويت (La Truite)، التي تقصد مرسيليا من بينهم شيخ معمم إنه رفاعة الطهطاوى.
ولما عاد رفاعة الطهطاوى من فرنسا امرت الحكومة بتعيينه مترجما بمدرسة الطب، فكان أول مصري يعين مترجما بهذه المدرسة فقد كانت هيئة المترجمين – حتي ذلك الحين- جميعها من السوريين ثم تقدم باقتراحه للحكومة لتحقيق أعز أمانيه وهى افتتاح مدرسة تدرس فيها اللغات الشرقية والغربية.
وانشئت مدرسة الالسن في بادىء الأمر تحت اسم مدرسة الترجمة وكان مقرها السراى المعروفة ببيت الدفتردار بحي الأزبكية حيث فندق شيبرد القديم.
ثم الحق رفاعة الطهطاوى بالمدرسة قلم الترجمة يضم خريجي المدرسة. ولقد ساهم قلم الترجمة في حركة الترجمة في ذلك الحين الى حد كبير. وكان رفاعة يعمل مديرا للمدرسة ومدرسا بها ومشرفا على قلم الترجمة ومصححا لجميع الكتب التي يترجمها تلاميذه.
ومن أبرز الأعمال التي قام بها رفاعة الطهطاوى في عهد الخديو إسماعيل نظارته لقلم الترجمة الذي أنشئ سنة (1280هـ = 1863م) لترجمة القوانين الفرنسية، ولم يكن هناك من أساطين المترجمين سوى تلاميذ الطهطاوي من خريجي مدرسة الألسن، فاستعان بهم في قلم الترجمة، ومن هؤلاء: عبد الله السيد وصالح مجدي ومحمد قدري.
وكان مقر قلم الترجمة حجرة واحدة بديوان المدارس، ولم يحل ذلك دون إنجاز أعظم الأعمال، فترجموا القانون الفرنسي في عدة مجلدات وطبع في مطبعة بولاق، ولم تكن هذه المهمة يسيرة، إذ كانت تتطلب إلمامًا واسعًا بالقوانين الفرنسية وبأحكام الشريعة الإسلامية، لاختيار المصطلحات الفقهية المطابقة لمثيلاتها في القانون الفرنسي.
طبع رفاعة الطهطاوى الكتاب باسم تعريب القانون المدني الفرنساوي.