بابا صديق و"ظبى سلمان خان".. اغتيال يشعل أزمة سياسية فى الهند
فجّر اغتيال السياسي "بابا صديق" أزمة كبيرة في دولة الهند، خصوصا بعد تبني عصابة لورانس بيشنوي مسئولية العملية، وفي أثناء محاولات الشرطة الوصول إلى أفراد تلك العصابة، أصدرت تعليمات صارمة بحماية الممثل سلمان خان.. فما هي علاقة نجم بوليوود بالقصة؟
قبل سنوات طويلة ارتبط النجم العالمي سلمان خان بعلاقة صداقة قوية مع السياسي الهندي البارز بابا صديق، ومن ثم أصيب المجتمع الهندي بحالة من الذعر خوفًا على نجمهم المفضل من أن تطاله يد الغدر بعدما استطاعوا النيل من صديقه المقرب بابا صديق.
ولكن لماذا سلمان خان بالتحديد من بين أصدقاء بابا صديق؟
من سوء حظ النجم العالمي، فإن العصابة قررت النيل منه هو الآخر ليس فقط لأنه صديق السياسي البارز صاحب الأفكار التي تختلف معهم، وإنما لأنه قام بفعل مشين في حق هذه العصابة قبل أكثر من 20 عاما، ومنذ ذلك التاريخ توعد رئيس العصابة بالثأر من سلمان خان، وتجدد الجدل حول ضرورة التخلص منه أسوة بصديقه المقرب، الراحل بابا صديق.
ماذا فعل سلمان خان قبل 20 عامًا أثار حفيظة عصابة لورانس بيشنوى؟
في 16 سبتمبر 1998، خلال تصوير فيلم "Hum Saath Saath Hain" في بواد في ماتانيا بالقرب من جودبور، اتُهم سلمان خان بمطاردة "ظبي هندي"، بعدما قال شهود عيان إن "خان" ومعه مجموعة من الأصدقاء قاموا بمطاردة واصطياد عدد من الظباء السوداء.
هذه الظباء السوداء وضعت النجم العالمي في أزمة مع عصابة لورانس بيشنوي، التي تعتبر هذا النوع من الحيوانات من المقدسات التي لا يجب المساس بها أو أكلها ولا اصطيادها، ومنذ لك الحين توعد رئيس العصابة بالنيل من سلمان خان عندما تتاح له الفرصة، بعدما تقدموا بشكوى ضد الفيلم، وضد الممثل الهندي وأصدقائه، يتهمون فيها هذه المجموعة بالنيل من مقدساتهم، ولكن هذا الإجراء لم يأتِ بالنتائج التي تريدها لورانس بيشنوي في وقتها.
استمر هذا الجدل قائمًا ولم تيأس لورانس بيشنوي، وكررت الشكوى مرارًا وتكرارًا حتى أبريل 2006، حيث أدانت المحكمة سلمان خان بموجب قانون حماية الحياة البرية، وحُكم على ممثل بوليوود بدفع غرامة قدرها 25 ألف روبية، كما حُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات.
بالطبع لم يقبل سلمان خان هذا الحكم، ولمدة عام بعدها حاول الاستئناف على الحكم، حتى تقوم المحكمة بإلغاء قرارها بمعاقبة سلمان خان بالسجن لمدة خمس سنوات، والاكتفاء بالغرامة، لكن المحكمة أصرت على قرارها الصادر بحق سلمان ورفاقه، وسلمان لم ينفذ الحكم، وظل مترددًا على المحكمة منذ ذلك التاريخ وحتى عامين سابقين في محاولة منه لتخفيف الحكم الصادر ضده.
عدم تنفيذ الحكم يزيد من شحن العصابة ضد خان
عصابة "لورانس بيشنوي" شعرت بأن حق مقدساتها لم يعُد، وأنها فشلت في الحصول عليه بالقانون، وبالتالي لم يبقَ أمامها سوى أخذ الحق بأيديها، ومع بداية العام بدأت في التهديدات الموجهة إلى سلمان خان، وأطلقت عددًا من الرصاصات الطائشة أمام منزله رغبة في تأكيد التهديد بأنها ستنال منه قريبًا.
في مفاجأة، نالت العصابة بالفعل، ولكن ليس منه، فالحصار الذي تفرضه الشرطة حول خان حال دون سهولة الوصول إليه، وبُعد الأمن عن صديقه، بابا صديق، عضو المجلس التشريعي، ووزير ولاية ماهاراشترا السابق، جعل منه صيدًا سهلًا.
على الرغم من الخطر، واصل سلمان خان الوقوف إلى جانب أسرة بابا صديق، وزار منزل صديقه الذي جمعته به صداقة قوية لمدة سنوات طويلة، كان يحضر خلالها كافة مناسبات بابا صديق، لذلك كان لازمًا عليه الحضور ومساندة نجل الفقيد حتى لو كلفه الأمر حياته.
الشرطة طلبت من خان أن يلزم المنزل وألا يقبل زيارات من الدائرة القريبة والبعيدة، خاصة بعدما أعلنت العصابة، عبر صفحتها الرسمية، أنها المتسببة في الحادث، وأنها بصدد استهداف أشخاص آخرين كانوا مقربين من السياسي الراحل.
اقرأ أيضًا: