خاص.. كيف ساهمت جهود الصحة في تحسين جودة الخدمات الصحية ووالنهوض بالنظام الصحي
تضع القادة السياسية القطاع الصحي في مقدمة أولوياتها، انطلاقًا من إيمانها العميق بأهمية الصحة كأحد المفاتيح الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء الحقيقي، وعملت الوزارة خلال الفترة الماضية على تحقيق عدد من الاهداف لتحقيق طفرة في النظام الصحي والنهوض به لتلبية احتياجات جميع فئات المجتمع.
وصرح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن الرؤية التي تبنتها وزارة الصحة والسكان للنهوض بالقطاع الطبي تأتي في إطار توجيهات القادة السياسية لتحسين مستوى الخدمات المقدم للمواطنين موضحا أن الاهتمام بالصحة في إطار إطلاق المبادرات الرئاسية الصحية يعكس الدور المحوري الذي تلعبه في الوزارة في تعزيز التنمية.
وأوضح عبد الغفار في تصريحات خاصة لـ " الدستور" أنه تم إطلاق مبادرة بداية جديدة لبناء الانسان لتكون الغطاء الكبير الذي يجمع بين كافة المبادرات الصحية وغيرها من الوزارات الاخري تحسين جودة الحياة للمواطنين، لا فتا إلى أن بناء مجتمع صحي وواعٍي وشامل يعني وجود أفراد أكثر إنتاجية وتوفير حياة كريمة للجميع.
وكشف الدكتور حسام عبد الغفار أن الوزارة أطلقت عدد من المبادرات الصحية التي تهدف إلى تحسين الصحة العامة في مصر، مثل مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية للأطفال حديثي الولادة، التي فحصت حوالي 454 ألف مولود، ومبادرة الكشف المبكر عن فيروس سي لطلاب المدارس التي شملت مليون و636 ألف طالب، بالإضافة إلى مبادرة الكشف المبكر عن أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم، التي استهدفت فحص 49 مليون و850 ألف طالب، ومبادرة العناية بصحة الأم والجنين، التي استفاد منها 2.6 مليون حالة.
ولفت عبد الغفار إلى أن الوزارة لم تغفل تحسين جودة الصحة الإنجابية للأسرة المصرية بالإضافة إلى مواجهة تحديات الزيادة السكانية، وذلك من خلال وضع خطة دقيقة تعتمد على تحليل معدلات الإنجاب المختلفة في المحافظات ومستوى تعليم الفتيات. وفي إطار هذه الجهود، أطلقت الدولة سلسلة من المبادرات الموجهة التي تهدف إلى تحسين صحة الأسرة وتوفير خدمات تنظيم الأسرة في المناطق الأكثر احتياجا، مشيرا إلى أن تم اطلاق عدد من المبادرات في هذا الاطار منها مبادرة "أيامنا أحلى" التي شهدت إطلاق عدد كبير من القوافل الطبية على مستوى محافظات الجمهورية لتقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية.
وأوضح أن هذه القوافل استهدفت القرى والمناطق المحرومة، حيث تسعى المبادرة إلى توفير وسائل تنظيم الأسرة للمنتفعات في تلك المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات الصحية، كما تم إطلاق حملة "من حقك تنظمي" ضمن مبادرة "أيامنا أحلى"، وهي حملة تركز على تقديم وسائل تنظيم الأسرة للقرى الفقيرة المستهدفة من مبادرة رئيس الجمهورية "حياة كريمة". وتهدف هذه الحملة إلى تمكين النساء في تلك المناطق من الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية بطريقة مستدامة وفعالة، وتساهم في تحسين جودة الحياة لهذه الأسر من خلال الحد من الزيادة السكانية غير المخططة وتوفير خيارات تنظيم الأسرة بشكل مجاني أو بتكلفة منخفضة، مؤكدا أن هذه المبادرات تعكس التزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة من خلال تحسين صحة المرأة والأسرة المصرية، ومواجهة التحديات السكانية بطريقة مدروسة وشاملة.
وأشار عبد الغفار إلى مشروع الجينوم المصري، الذي يهدف إلى تحليل التركيبة الجينية للمصريين بهدف التنبؤ بالأمراض ومكافحتها في وقت مبكر. ولفت إلى أن هذا المشروع سيساهم في الحفاظ على الصحة العامة ورفع مستوى جودة الحياة، مما سيؤثر بشكل مباشر على قوة المجتمع وإنتاجيته. كما تطرق إلى جهود الدولة في مكافحة فيروس سي، والتي أسفرت عن حصول مصر على الإشهاد الدولي بخلوها من الفيروس، وأشار أيضًا إلى منظومة العلاج على نفقة الدولة ودور قوائم الانتظار في تسريع العمليات الجراحية، خاصةً في حالات الطوارئ.
واكد عبد الغفار على ان القادة السياسية تعطي اهتماما كبيرا للاستثمار في القطاع الصحي، مؤكدا أنه يعتبر محركا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة، موضحا أن الإنفاق على الصحة يمثل ضرورة حتمية لضمان مستقبل مزدهر، لافتا إلى مشروع التأمين الصحي الشامل الذي تم تحقيق تقدما كبيرا فيه حيث شملت المرحلة الأولى من المشروع 6 ملايين مواطن في 6 محافظات، بينما تستهدف المرحلة الثانية 8.12 مليون مواطن في 5 محافظات أخرى لافتا إلى الاستراتيجية الوطنية للصحة (2024-2030)، التي لا تركز فقط على علاج الأمراض، بل تهدف أيضًا إلى التنبؤ بها ومكافحتها في مراحل مبكرة، مشددًا على أن الصحة الجيدة هي الأساس لأي مجتمع ناجح.