“الاعتماد والرقابة الصحية” تشارك بجلسة حوارية حول الاعتماد كمحفز لتحول الرعاية الصحية
أكد الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن اعتماد المنشآت الصحية وفقًا لمعايير الجودة المعتمدة عالميًا، وربط ذلك بالتمويل يعد إحدى المزايا الأساسية لمشروع التأمين الصحي الشامل، فضلًا عن أنه يمثل نقطة الانطلاق لبدء رحلة دائمة من التعلم والتطوير بالقطاع الصحي، مشيرًا إلى وضع القيادة السياسية محور التنمية البشرية على رأس أولويات الدولة المصرية، وهو ما يؤسس لمستقبل جديد للمنظومة الصحية بالجمهورية الجديدة ويرسم واقعًا جديدًا يكون فيه المريض هو نقطة الارتكاز الرئيسية لجميع مكونات الخدمة الصحية.
إطلاق مبادرة "بداية"
وأضاف أن الصحة ركن أساسي في بناء الإنسان وتنميته، مشيدًا بدور المبادرات الرئاسية التي تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مجالي الصحة والتنمية البشرية كنقطة فارقة ومضيئة داخل المجتمع وأحدثها مبادرة "بداية" التي تستهدف إحداث تغييرات نوعية وبناء الإنسان المصري صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا من أجل تحسين جودة الحياة، وهي الفلسفة الراسخة لعمل الهيئة بالتنسيق التام مع مختلف الأطراف، وعلى رأسها وزارة الصحة والسكان.
جاء ذلك خلال إدارته للجلسة العلمية التي نظمتها الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية "جهار" خلال فعاليات اليوم الثالث والأخير من مؤتمر ومعرض مصر الدولي للصحة Egy Health والذي أقيم تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، خلال الفترة من 10-12 أكتوبر الحالي بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات، وذلك بحضور د. حازم خميس، مدير مستشفى وادي النيل ورئيس المؤتمر، ود. نعمة عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، ولواء طبيب، أسامة صبحي، ممثل قطاع الخدمات الطبية بالقوات المسلحة.
هيكلة منظومة الصحة
وأضاف رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية أن دور الهيئة الأساسي هو وضع النظام الذي يحمي الطبيب والمريض والمنشأة الصحية على حد سواء، والقياس المستمر لمكونات هذا النظام بهدف حوكمته وتطويره المستمر، لافتًا إلى أن معايير "جهار" تتسم بالديناميكية من خلال خضوعها للتطوير المستمر والمراجعة الدولية دوريًا، والآليات التي تتبعها الهيئة في قياس مستوى الخدمة لا تسمح بأن يكون الاعتماد مجرد "شهادة" معلقة على الحائط للتباهي بها.
وحول رأيه في مستقبل الرعاية الصحية في مصر بالنظر إلى إعادة هيكلة منظومة الصحة واستحداث الهيئات الجديدة، أوضح لواء طبيب أسامة صبحي، نائب رئيس إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، أن المستشفيات العسكرية تعتبر جزءًا لا يتجزأ من المنظومة الصحية، حيث تقدم خدماتها للمدنيين أيضًا مشيدًا بالدور الهام الذي تلعبه هيئة الاعتماد والرقابة الصحية في الانضباط وضمان الالتزام بقواعد الأمان والسلامة.
واستعرض د. هشام أبوستيت، نائب رئيس هيئة الشراء الموحد، آليات ضمان الجودة والسلامة من خلال إدارة سلاسل الامداد والتموين، مشيرًا إلى أن هيئة الشراء الموحد هي المسئولة عن توفير احتياجات القطاع الصحي الحكومي، وأنها بتحديث نظام الممارسات الخاص بالأدوية لتوفير أكثر من درجة سعرية لنفس المنتج.
معايير اعتماد المنشآت الصحية
فيما قام د.أحمد عزالدين، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة مستشفيات كليوباترا، بتسليط الضوء علي تحسين سلامة المرضى والنتائج الايجابية التي تحققت من خلال معايير الاعتماد في القطاع الخاص، حيث أوضح أن "جهار" تقدم نموذج أعمال business model متميزًا في القطاع الطبي وأن "اعتماد جهار" ساهم بشكل ملحوظ في تقليل نسبة الأخطاء الطبية من خلال النظام المحكم وعمليات التسليم والتسلم بين الأقسام الطبية المختلفة، داعيًا إلى تدريس معايير جهار في جميع الكليات ذات العلاقة بالمجال الطبي لتلبية الاحتياج الكبير لسوق العمل للمتخصصين والمؤهلين لتطبيقها وهو ما نلمسه حاليًا من خلال التدريب المستمر للكوادر الطبية الجديدة عليها.
وحول قصة نجاحه في بناء الثقة في خدمات طب الأسنان من خلال الاعتماد، أكد د.محمد العالم، الرئيس التنفيذي ومؤسس مراكز العالم لطب الأسنان، أن "اعتماد جهار" سمح له بتطوير نموذج العمل وفقًا لأحدث التوجهات العالمية، من خلال معايير "جهار"، التي تختلف عن غيرها في ضمان التطبيق الفعلي فيما بعد الاعتماد، مؤكدًا أنها تعد مرجعية أساسية لمن يريد اتخاذ مكانه في سوق السياحة العلاجية، حيث تتميز مصر بفرص واعدة ومزايا تنافسية في مجالي طب الأسنان والجراحات التجميلية.
وتناولت د.نانسي عبدالعزيز، المدير التنفيذي للهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR)، سبل مواءمة الابتكار مع الجودة لتحسين سلامة المرضى ومخرجات الرعاية الصحية من خلال معايير الاعتماد، التي تخضع للتطوير المستمر والممنهج لمواكبة الاستخدامات الرشيدة والمحوكمة للتكنولوجيا والتقنيات الحديثة سواء في مجال التشخيص أو العلاج أو مراقبة العمليات الإكلينيكية.
وفي سياق متصل، ناقشت د.نيرمين صبري، أستاذ الصيدلة الإكلينيكية بجامعة القاهرة واستشاري إدارة الأدوية، دور الاعتماد في تحسين إدارة الأدوية من أجل سلامة المرضى، وأثر ذلك على كفاءة الصيدلة الإكلينيكية وبالتالي ترشيد استخدام الموارد وتقليل الأخطاء الطبية، لافتة إلى المعايير التي تنفرد "جهار" بتطبيقها في الاعتماد بخلاف جهات الاعتماد الأخرى.
وفيما يتعلق بدور "جهار" في تغيير مستقبل الرعاية الصحية قالت د. ولاء عبداللطيف، عضو مجلس إدارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR)، إن الدور الرقابي المستمر للهيئة بعد منحها الاعتماد للمنشأة الصحية يوفر بالأساس آلية لضمان استدامة تطبيق الجودة ما يحقق قيمة مضافة حقيقية لها وهو جزء أصيل من الثقة التي اكتسبها "اعتماد جهار" في سوق الرعاية الصحية.
وخلال كلمته بالجلسة، أكد د. جمال عميرة، وكيل نقابة الأطباء، تعاون نقابة الأطباء مع الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية خلال الفترة المقبلة، مشيدًا بأهمية تطبيق معايير الجودة في توفير بيئة داعمة لسلامة الفرق الطبية داخل المنشآت الصحية.