خلف الميرى: مبادرة "بداية جديدة" وقفة لتضافر الجهود قيادة وشعبًا
قال المؤرخ الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، إن مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى، نعتبرها وقفة مع النفس أي وقفة مجتمعية متكاملة تتضافر فيها كافة الجهود قيادة وشعبًا.
ورأى الميري، في تصريحات لـ"الدستور"، أن الانطلاقة تأتي من القيادة ولكن تتضافر فيها جهود الجميع على أساس أننا في لحظة فارقة تتعدد فيها الصراعات الدولية والإقليمية بطريقة تفوق ما كنا عليه من قبل من حيث محدودية العدو، الآن لا محدودية للأعداء في إطار صراع المصالح في علاقات القوى.
وأضاف "الميري" أننا الآن في لحظة فارقة في لا محدودية الصراعات الإقليمية والدولية بطريقة ما كنا عليه فى نكسة 1967 أو حتى بعد انتصارات 1973، حيث كان وقتها العدو واضحًا أمامنا، ولذلك أعتبر مسألة البداية أي الإفاقة على ما هو حولنا والإفاقة على أننا جميعنا شعبًا وحكومة في لحظة فارقة لا تقل أهمية عن بلورة حلم قومي كبير فحواه الحفاظ على الدولة ومكتسباتها وصمودها بكل قوة أمام كل التحديات سواء داخلية أو خارجية، إقليمية أو دولية.
وتابع "الميري"، قائلًا: "وفي هذا تكون مسألة البداية أي مسألة الوعي الكامل لدى أجيال من الشباب والدور الكبير على الكبار في الوصول إلى الشباب، أي مزيد من الثقافة المعرفية وإدراك المخاطر والحفاظ على الهوية، كل يقوم بدوره في مختلف مجالاته سواء كان مزارعًا أو صانعًا أو حرفيًا أو مهنيًا إلى آخره، أعتبر الشعب بأسره جيشًا متكاملًا وليست المسألة قاصرة على الجيش فقط، والشعب - هنا أعني به الثروة الزراعية والبشرية والحيوانية وكل ما يحقق ماهية الدولة سواء قوة اقتصادية أو ثقافية أو اقتصادية.. إلى آخره، أي بداية تتسق مع المبادرة التي طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأتمنى أن تكون البداية انطلاقة لما شاء الله".
وفى إطار الاهتمام ببناء الإنسان المصرى وفى ضوء توجيهات رئيس الجمهورية تأتى مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى»، بهدف الاستثمار فى رأس المال البشرى من خلال برنامج عمل يستهدف تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية من خلال تعزيز الجهود والتنسيق والتكامل بين جميع جهات الدولة فى مختلف أقاليم الجمهورية، وعلى رأسها الوزارات المعنية، مثل: التربية والتعليم والصحة والأوقاف والثقافة والتضامن الاجتماعى والشباب والرياضة وغيرها، لتحقيق مستهدفات المبادرة، بحيث يشعر المواطن بمردود إيجابي خلال فترة وجيزة.
وإلى جانب اهتمام المبادرة بالأسرة المصرية عبر برنامج متكامل، وترتكز أيضًا على بناء الوعى، وإعداد أجيال جديدة تترسخ لديها قيم الانتماء والولاء للدولة المصرية، والحفاظ على مقدرات الوطن والمشاركة بفاعلية فى عملية التنمية الشاملة.
تضمنت مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" عدة محاور رئيسية، مثل تعزيز الأمن القومي، وبناء الإنسان المصري، وتطوير اقتصاد تنافسي، وتحقيق الاستقرار السياسي.
كما تركز على تحسين النظام الصحي، وتوفير تعليم أفضل، وتأمين فرص العمل اللائق، وتعزيز الحماية الاجتماعية.
- التعليم: بتطوير المناهج التعليمية، وتوافر برامج تدريبية متقدمة للمعلمين وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم.
- الصحة: بإطلاق حملات توعوية وبرامج صحية وقوافل علاجية بالمحافظات لتحسين الخدمات الصحية.
- الرياضة: من خلال دعم النشاط الرياضي وضمان توافر آلياته في كل محافظات الجمهورية.
- الثقافة: بتعظيم دور بيوت الثقافة والمسرح والسينما.
- تأمين فرص العمل: بخلق فرص عمل جديدة وبرامج لتطوير المهارات، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
يتم ذلك في ظل آليات منسقة ومتكاملة ومتداخلة بين الوزارات والجهات الشريكة بالمبادرة مع وجود آلية لمتابعة مركزية من خلال تطبيق لا مركزي بكل محافظة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة، واستفادة ورضا كافة المواطنين.
يذكر أنه، بدأ العمل بمبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان المصري 7 سبتمبر 2024 الماضي، وتستمر لمدة 100 يوم فى جميع محافظات مصر.