عبد الرحمن شكرى.. أبرز رواد الأدب الحديث ومؤسس مدرسة الديوان مع العقاد والمازني

هو ثالث ثلاثة من أعمدة مدرسة الديوان التي وضعت مفهومًا جديدًا للشعر في أوائل القرن الميلادي الماضي، أما صاحباه فهما العقاد والمازني.. إنه الشاعر عبد الرحمن شكرى أحد أبرز رواد الأدب الحديث (12 أكتوبر 1886م - 1958م).
وتعد مدرسة الديوان حركة تجديدية في الشعر العربي ظهرت في الربع الأول من القرن العشرين على يد عباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني وعبد الرحمن شكرى. سميت بهذا الاسم نسبة إلى كتاب ألّفه العقاد والمازني وضعا فيه مبادئ مدرستهم واسمه «الديوان في الأدب والنقد».

لمحات من مسيرة عبد الرحمن شكري
 

عن نشأته وعلاقته بالشعر يقول عبد الرحمن شكرى فى مقال لمجلة "المقتطف" عام 1939: "بدأت أتعلم اللغة العربية في مدرسة بور سعيد الابتدائية سنة ١٨٩٥ على الطريقة القديمة أي طريقة حفظ الإعراب قبل دراسة قواعد النحو واللغة وكان ذلك بالسنة الأولى الابتدائية فكان الشيخ مصطفى رحمة الله عليه له دوراً في تعليمنا الشعر فيكتبه التلميذ الصغير على السبورة ثم يعربه الشيخ . ونحن لا نفهم معنى ذلك إلا ما كنا درسنا قواعد النحو وأرجو أن لا تكون قد خانت الإعراب فاني خانتني الذاكرة في هذا الأمر. وكان الشيخ يغرى بالأبيات التي تكثر فيها المحسنات البديعية من جناس وغيره. 
وقد كانت هذه الطريقة تبغض إلى اللغة العربية وهي على أي حال قد بغضت الي كتب النحو وطريقة الجناس الا ان تحفيظنا الشعر في الصغر جعلنا نحب الاطلاع عليه. وقد وجدت في مكتبة ابي كتاب الوسيلة الأدبية للشيخ المرصفي الكبير وكان في الجزء الثاني من كتاب الوسيلة مجموعة صالحة من شعر الشعراء وكان به قصائد كثيرة للبارودي والشعراء الذين احتذى البارودي طريقتهم في قصائد مختلفة مثل الحسن بن هاني والشريف الرضي وغيرها. 
وتابع“عبد الرحمن شكري”: قد أفادني الشيخ المرصفي الكبير فاذا كنت مدينًا لأحد فأنا  مدين للشيخ المرصفي الكبير بما أفادني في كتاب الوسيلة الأدبية ومدين للشعراء.
وكنت أقرأ من الشعراء المعاصرين البارودي، ولم اكن قد قرأت في ذلك العهد شعر شوقي أو حافظ أو خليل مطران ولم أكن قد سمعت ببعضهم فاني ماكنت اقرأ الجرائد أو المجلات، وكان اطلاعي على شعراء الوسيلة الأدبية بين سنة ۱۸۹٥ و۱۹۰۰ ثم انتقلت إلى مدرسة رأس التين الثانوية وكان استاذنا في اللغة العربية الشيخ عبد الحكيم حسن ".