رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ولكن سنظل نحبك

كمغرمة بشخصية الجوكر المضطهدة لم أكن أبدًا من أشد المعجبين بإعطاء الأشرار قصصًا درامية متعاطفة، كما فعل المخرج تود فيليبس فى عام 2019، حيث استولى على أحد أهم الأشرار شهرة فى الـDC comic.

وقد قرر أن يمنحه قصة أصلية- قصة خلقت نسخة من الشخصية التى قد يشجعها الجمهور، وتظهر المشكلة فى جاذبية الجوكر دائمًا بسبب طبيعته الشيطانية والذهانية.

ومن المؤكد أنه لم يولد على هذه الحالة ولكنه مصاب بجنون العظمة، حيث يسبب الفوضى العارمة من أجل المتعة، وربما يكون أسوأ جزء فى فيلم الجوكر 2، هو أنه يمتص كل المتعة من القصة تاركًا خلفه قشرة فارغة مما تم بناؤه فى الجزء الأول.

وكم استمتعت بالجزء الأول من الفيلم الفائز بـ11 جائزة أوسكار، منها جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل، حيث استطاع خواكين فونكس- بمنتهى الروعة فى أدائه- أن يخلق من الشخص المجنون، شخصًا آخر وديعًا ومظلومًا ومضطهدًا بأعزب الطرق التى تقع فى حبه وتستميت من أجل الحصول على حقه من مواطنى مدينة جوثام الأشرار!

وبدلًا من استكمال بناء قصة الجوكر هذه، يلقيه فيليبس فى قاعة المحكمة، حيث يُجبر على الاستماع والمشاهدة بينما يتم سرد جميع أحداث الجزء الأول أثناء محاكمة آرثر فليك، الذى ارتدى ملابس ومكياج الجوكر وتولى منصب مستشارته القانونية التى تخلى عنها وتولى الدفاع عن نفسه بذاته.

لقد خدعنى الفيلم أولًا عن طريق عرض مسرحية غنائية غير متوقعة تتيح مجالًا خصبًا للمقارنة بين العملين، وثانيًا تقديم الليدى جاجا joker’s iconic lady، والتى بدت مختلفة وغريبة إلى حد بعيد أو قُل إنها غير لائقة فى دور التابع، إن هذا الفيلم يبدأ بمشاهد لرسوم متحركة مستوحاة من لونى تونز تسمى my shadow and me، وهى فى الأساس ملخص للفيلم السابق، يعود ظل الجوكر إلى الحياة ويأخد بدلته الحقيقية بعد اختفاء ظله بسهولة، ثم يتوجه إلى المسرح الذى قتل المضيف، وتم إلقاء اللوم على الجوكر الحقيقى بعد اختفاء ظله.

إذا يبدو أن هذا يشير إلى حقيقة وجود شخصين داخل آرثر، وهى ازدواجية، وهى قضية تمثل حجر الزاوية فى قضيته أمام المحكمة، حيث يطرح فيليبس والكاتب المشارك سكوت سيلفر بشكل أساسى موضوع المُساءلة بينما يشيران بأصابع الاتهام إلى فهم المجتمع للاضطرابات العقلية.

وإليك بعض الأجزاء الجيدة من هذا الفيلم إذا كنت على استعداد لغض النظر عن فترة العرض المتضخمة، والتى تصل إلى ساعتين وعشرين دقيقة، تجد أن فونكس لا يزال رائعًا فى دور آرثر فليك الذى نال عنه جائزة الأوسكار، وخاصة عندما أتيحت له فرصة المشاركة مع جاجا ومع بعض المقامات الموسيقية المتنوعة، والتى تعد تعويضًا عن الدراما المتوقعة، هل تعلم!

الفيلم رائع ولكن عشاق الجزء الأول الذى أبكاهم وأثر فى نفوسهم ينتظرون مزيدًا من البكاء وليس الموسيقى والغناء.