ما مفهوم السماحة فى الإسلام؟.. عالم أزهرى يوضح
قال الدكتور صفوت محمد عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف، إنّ مفهوم خلق السماحة يرجع إلى التيسير والاعتدال، وعرفها الجرجاني في كتاب التعريفات بأنها «بذل ما لا يجب تفضلًا»؛ فالسماحة خلقٌ يحوي أخلاقًا كثيرة، من الجود واللين، وطيب التعامل، وحسن العشرة، وبذل الحقوق، وترك المشاحة، وانشراح الصدر، وبشاشة الوجه، وصدق التعامل، ورحمة بجميع خلق اللَّه تعالى.
وتابع: عندما يتأمل الإنسان حق التأمل سيرى السماحة واليسر جليين في الأوامر والنواهي التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، فقد قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُم اليُسرَ وَلا يُرِيدُ بِكُم العُسرَ} [البقرة: 185].
وأضاف «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد المدينة الجامعية بكفرالشيخ، أنَّ الشريعة الإسلامية حرصت على إقامة العلاقات الطيبة بين الناس في جميع المعاملات، ولقد دعا النبي، صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، بالرحمة لمن تحلى بخلق السماحة؛ فعن جابرٍ بن عبدالله رضي الله عنهما، أن رسول اللَّه، صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، قال: «رحم اللَّهُ عبدًا سمحًا إذا باع سمحًا إذا اشترى سمحًا إذا اقتضى» وفي رواية «وإذا قضى» [رواه البخاري].
وتابع: في هذا الحديث يدعو النبي بالرحمة لهؤلاء المتسامحين، مما يؤذن برضا اللَّه عنهم ووصول جزيل الأجر والثواب إليهم بسبب التسهيل والتنازل والتغاضي وعدم الشدة والتصلب في الأمور، وبخاصة في أربع حالاتٍ هى: البيع والشراء والاقتضاء والقضاء.
وأكد الدكتور صفوت عمارة، أنَّ السماحة لا تعنى الضعف والهوان، فالإسلام يأبى الضيم ويرفض لأتباعه الذل والهوان؛ بل السماحة تعنى العزة والكرامة، وهى من مكفرات الذنوب؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن رسول اللَّه، صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز اللَّه عنه» [رواه البخاري].
وأشار «عمارة»، إلى قصة عن السماحة بين البائع والمشتري فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أنّ رسول اللَّه، صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «اشترى رجلٌ من رجلٍ عقارًا له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرةً فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني إنما اشتريت منك الأرض ولم أبتع منك الذهب، وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجلٍ، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولدٌ؟ قال أحدهما: لي غلامٌ، وقال الآخر: لي جارِيةٌ، قال: أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا منه وتصدقا» [البخاري ومسلم].