السيد نجم في ندوة أوراق بـ"الدستور": أدب التجربة الحربية ينسب لمَن عاشها
قال الباحث د.السيد نجم إن الأدب الأوتوجرافي ابتدعته روسيا وهو يقوم على الاستحواذ على كتابات الجنود والضباط من رسائل متعلقة بوقت القتال، لتوثيق تجاربهم عن الحرب.
وأشار نجم خلال مشاركته في ندوة "أوراق" بمؤسسة "الدستور" تحت عنوان "إبداع أكتوبر.. وسردية الانتصار" ويشارك فيها الناقد الدكتور يسري عبدالله وتدير الندوة د.دينا محسن، الى أن أدب التجربة الحربية هو لمن عاشها ولكل ما هو متعلق بالطرد والتهجير والحصار ومنها مثلا رواية "ثعالب الدفرسوار" للروائي أحمد عبده وأعمال أخرى روائية كـ"السمان يهاجر شرقا" ورواية "حصار الحمام الأبيض".
أكد نجم أن هناك لبس ما بين أدب المقاومة وأدب الحرب، فالأول يعني أدب الجماعة الواعية لهويتها، الساعية لحريتها من إجلال الخلاص الجماعي أما الثاني فهو أدب معتمد على 4 أركان رئيسة بدءًا من الوعي بالهوية الباحثة عن حريتها وصولاً للخلاص الجماعي وهذا يتمثل في أعمال كـ"رجال حول الشمس" للفلسلطيني غسان كنفاني.
يسري عبد الله: الأدب ميدانا وسيعًا للحروب
بدوره، قال د.يسري عبد الله إن الحرب وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، قد تلجأ إليها الأمم والشعوب دفاعا عن نفسها ومقدراتها ولا شك أن حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣ تمثل أشرف الحروب وأنبلها في عصرنا الحديث، حيث خاض الجيش المصري العظيم معركته المصيرية ضد العدو الإسرائيلي، دفاعا عن الكرامة الوطنية، واستعادة للأرض، وتعزيزا لإمكانية المجاوزة للعثرات والتحديات، والقدرة الفريدة للجيش المصري وعقيدته القتالية الراسخة، وتلاحمه مع شعبه، في تشكيل ملحمة النصر بدأب، وصبر، وتخطيط علمي مدروس، وتوظيف دقيق للإمكانات المتاحة من أجل معانقة الانتصار، والظفر به وهذا ما تحقق ببسالة الشجعان ودماء الشهداء التي روت كل حبة رمل في سيناء الغالية.
وأكد عبد الله أن "ثمة علاقة جدلية بين سردية الحرب والفن فالحرب لحظة يقرر فيها المصير الإنساني بامتياز، بدءا من المستوى الفردي للجندي في ساحة المعركة، ووصولا إلى المصير الجمعي للشعوب، والمآلات التي تستقر عليها.
وأوضح: "لطالما شكَّل الأدب ميدانًا وسيعًا للحروب وخلق سرديته الخاصة التي يمكن أن نسميها بـ«سردية الحرب» حيث تشظي الإنسان المعاصر في مواجهة آلة المحو والفناء وإذا كان سؤال الأدب الأساسي الذي سيظل يبحث عنه دائمًا متمثلًا في جملة «جورج لوكاتش» الأثيرة «ما الإنسان؟»، فإن سردية الحرب قد شكلت ثيمة مركزية في الأدب العالمي، ليس بوصفها استجابة جمالية للحظات قاسية ومخيفة، أو بطولية وشجاعة في حياة الإنسان الفرد فحسب، لكن بوصفها تعبيرًا متماهيًا، أحيانًا، مع استكشاف الجوهر المخبوء للإنسان الفرد.