يوم الصحة النفسية العالمى.. مصر تمهد طريق "الشخصية السوية"
أكثر من 20 مستشفى ومركزًا في قائمة ما تقدمه مصر للمواطنين فيما يخص الاهتمام بالصحة النفسية بمختلف أشكالها، وفي إطار الاحتفاء بيوم الصحة النفسية العالمي، الذي يُصادف العاشر من أكتوبر من كل عام، نظلق العنان للحديث عن مبادرات مصر الجديدة، والتي تهدف في مضمونها إلى تعزيز الوعي بالصحة النفسية وتطوير الشخصية السوية بين أفراد المجتمع.
ما أهمية زيادة الوعي العالمي بأهمية الصحة النفسية ودورها المحوري في تحسين جودة الحياة؟
الصحة النفسية جزء أساسي من الصحة العامة، فهي تؤثر على التفكير والشعور والسلوك، وفي السنوات الأخيرة، ازدادت الضغوط النفسية التي يواجهها الأفراد، سواء بسبب الضغوط الاقتصادية، أو التوتر الاجتماعي، أو التغيرات العالمية من انتشار للأمراض أو الحروب التي يعاني منها العالم بشكل عام والمنطقة العربية بصورة خاصة، لذلك أصبح من الضروري تعزيز الصحة النفسية كأساس لتحقيق التنمية المستدامة.
مبادرات الحكومة المصرية
استجابة لهذه التحديات، قامت وزارة الصحة والسكان بإطلاق مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تحسين الصحة النفسية، وتشمل هذه المبادرات حملات توعية تهدف إلى نشر المعلومات حول أهمية الصحة النفسية وكيفية التعرف على العلامات المبكرة للمشكلات النفسية.
كذلك توفير الدعم النفسي، عبر إنشاء مراكز متخصصة لتقديم الاستشارات النفسية والعلاج، مما يسهم في تخفيف الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالبحث عن المساعدة، وفي مقدمة هذه المستشفيات والمراكز، مستشفى العباسية للصحة النفسية، والتي تضم قرابة الـ200 سرير.
كما تقدم الدولة برامج التدريب، والتي تستهدف المتخصصين في الصحة النفسية لتزويدهم بالأدوات اللازمة لدعم الأفراد في المجتمع.
تسعى المبادرات التي تقوم بها الدولة ممثلة في وزارة الصحة والسكان إلى تعزيز مفهوم الشخصية السوية، وهو مفهوم يتضمن التوازن العاطفي والاجتماعي والمهني، ويُعتبر بناء الشخصية السوية ضروريًا لتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية.
طبيب نفسي: الأسرة هي النواة الأولى لبناء الإنسان وخلق شخصية سوية
جمال فرويز، طبيب نفسي، قال إن من أهم سمات الشخصية السوية، القدرة على التكيف والتعامل مع التحديات بطريقة إيجابية، وكذلك التواصل الفعّال، والقدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار بشكل صحيح، وفهم مشاعر الآخرين والقدرة على التواصل معهم.
أضاف الطبيب النفسي لـ"الدستور"، أنه على الرغم من هذه الجهود، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه تحسين الصحة النفسية في مصر، منها العمل على زيادة الوعي العام، وإزالة وصمة العار المرتبطة بالاضطرابات النفسية، لذلك، من الضروري مواصلة العمل على تعزيز الثقافة الصحية والنفسية في المجتمع.
وأكد فرويز، أن التربية السلمية هي من أهم العوامل التي تساعد على بناء شخصية سوية، فالأسرة هي الأساس الأول لبناء الفرد، ويمكن القيام بذلك من خلال عدم الإسراف في انتقاد الأطفال، وحصر التعامل مع الأبناء على مجرد الإنفاق وتعزيز وزيادة الوعي بأهمية دور الآباء في حياة أبنائهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وعدم المقارنة بين الابن وغيره من الأطفال من أجل أن ذلك يمكن أن يضعف شخصيته.
اقرأ أيضًا: