الصحة العالمية تحذر: أنظمة صحية منهارة وأزمات إنسانية غير مسبوقة فى إقليم شرق المتوسط
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن آخر مستجدات الوضع الصحي في إقليم شرق المتوسط، وذلك في ضوء التطورات الخطيرة التي شهدها العام الماضي.
وأوضحت المنظمة، أن الدورة الحادية والسبعين للجنة الإقليمية المقرر انعقادها في 14 إلى 17 أكتوبر تحت شعار "صحة دون حدود: العمل، الإتاحة، الإنصاف"، تأتي في وقت حساس يشهد الإقليم تصاعدًا في الأزمات الإنسانية التي تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة.
وأشارت المنظمة، إلى أن غزة تشهد أزمة صحية غير مسبوقة بعد 12 شهرًا من الصراع، حيث لقي 6% من سكانها مصرعهم أو أصيبوا، مع تعرض الكثير من النساء والأطفال لإعاقات دائمة ونزح حوالي 90% من السكان، ويعيشون في مخيمات مكتظة تفتقر إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية الأساسية، كما أن النظام الصحي في غزة يتعرض لضغوط هائلة؛ حيث قتل حوالي 1000 من العاملين الصحيين، ويعمل حاليًا أقل من نصف المستشفيات، وبشكل جزئي فقط، بسبب تضرر البنية التحتية، ونقص الوقود، والإمدادات الطبية، والموارد البشرية. وقد اضطرت المستشفيات إلى إجلاء المرضى في ظل الهجمات المستمرة على المرافق الصحية.
ولفتت المنظمة، إلى أنه من بين 15600 طلب إجلاء طبي، تمت الموافقة على 5130 طلبًا فقط، مما ترك الآلاف من سكان غزة دون رعاية صحية كافية، بالإضافة إلى ذلك، يعاني 96% من السكان من انعدام الأمن الغذائي، وارتفعت معدلات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، وانتشرت أوبئة مثل الإسهال والتهاب الكبد A، ما فاقم من الوضع الصحي. وقد شهدت المنطقة عودة ظهور شلل الأطفال، في حين تظل معدلات التمنيع منخفضة، ما يزيد من خطر انتشار المزيد من الأوبئة.
وأشارت إلى أن الأوضاع في لبنان، تتزايد بها حالات العنف منذ أكتوبر الماضي، حيث قتل أو جرح حوالي 12000 شخص، ونزح أكثر من 540000 شخص داخليًا. يواجه العاملون الصحيون تحديات كبيرة في تلبية الاحتياجات المتزايدة للرعاية الطارئة، في ظل تدهور النظام الصحي الذي تأثر بهجمات متكررة على المرافق الصحية. وقد سجلت منظمة الصحة العالمية 36 هجومًا على المرافق الصحية منذ أكتوبر الماضي، ما أدى إلى مقتل 77 من العاملين الصحيين وإصابة 74 آخرين.
أما في السودان، فيواجه النظام الصحي انهيارًا بسبب الأزمة الإنسانية الحادة. هناك أكثر من 10.8 مليون نازح داخلي، و25.6 مليون شخص بحاجة ماسة إلى الغذاء والرعاية الصحية وتوقف 75% من المرافق الصحية عن العمل في الخرطوم، وتوفي العديد من الأطفال والأمهات بسبب سوء التغذية وعدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية. كما تنتشر الكوليرا في أجزاء واسعة من البلاد.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن الأولويات الصحية يجب أن تتصدر الجهود الدولية في هذه الأزمات، وأنه لا بد من اتخاذ إجراءات سياسية عاجلة لإنهاء النزاعات وتحقيق الاستقرار، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لتجنب كارثة إنسانية أوسع نطاقًا.
ونوهت إلى أنه في هذا السياق، ستعرض المنظمة خلال الدورة الحادية والسبعين للجنة الإقليمية الخطة التنفيذية الاستراتيجية الإقليمية للفترة 2025-2028، والتي تركز على تعزيز الصحة وتحقيق العدالة الصحية للجميع في إقليم شرق المتوسط.