حب وحرب.. تفاصيل رسالة شهيد عمرها 51 عامًا لحبيبته قبل لحظة العبور

نشر الصحفي والروائي أحمد المرسي رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لخاله (محمد) الجندي في حرب أكتوبر 1973 وكتبها أخيه الشهيد "حسني” خلال لحظة العبور ليعترف فيها بحبه الصادق قبل استشهاده.

رسالة الحب تلك كتبت يوم 5 أكتوبر سنة 1973 قبل عبور قناة السويس بساعات وعمرها حتى الآن 51 عامًا وتقول سطورها:

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب محمد

تحية من كل الأعماق وسلاما وحبي وشوقي لكم ولبابا الحبيب وماما الغالية والأخوة الأحباء، وبعد..
في وقت ضيق جدا كتبت لك هذا الخطاب.
فأرجو ألا تحزن يا حبيبي لأن الأعمار بيد الله وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت
أخي/ لقد كتبت خطابا لعمي الإتربي مع أحد الأشخاص وكتبت له كل معلومات عني يمكن أن تحتاج إليها فيما بعد
وللعلم أرسلت لك شهادة الاستبقاء، وتوكيل باسمك، وقد وكلتك في صرف جميع استحقاقاتي وتعويضاتي فالرجاء أن تصبر.
ملحوظة:
أرجو أن أطلعك على هذا السر، وهو أنني كنت أحب (......)، فإذا جاء الأجل فأرجو أن تبلغها سلامي وتقول لها أنني كنت أحبها ولكني لم أستطع الاتصال بها نظرا للضغوط التي كانت عليها ولم أشأ أن أحرجها فبلغها كل حبي وإعزازي.
وأرجو أن يظل هذا سرا بيني وبينك، ولا تنشره إلا إذا جاء الأجل.

أرجو أن تدعو لنا بالنصر وأن يثبت الله أقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين وأن يجعل الجنة مثوانا ومثوى المؤمنين.
والسلام ختام يا حبيبي

ماما الغالية: أرجو ألا تحزني
فإن الأعمار بيد الله وهذا واجب مقدس وأرجو أن تسامحيني
بابا الغالي: أرجو لك الشفاء العاجل ودعواتكم لي
أخوتي الأحباء: تمنياتي لكم بالسعادة والهناء

أخوكم

حسني.

وأوضح “المرسي” أنه سأل خاله “زكريا” عن تلك الفتاة التي أحبها خاله “حسني” فأخبره أنها ماتت بعده بشهور.

وأضاف: “نلاحظ الخط السريع الذي كتب به الخطاب مما يشير إلى الحالة التي كان عليها أثناء الكتابة خاصة بمقارنتها مع خطاباته السابقة وخطة المنمق فيها”.

وتابع: “فيه خطابات أخرى ليه وخطابات من زملاءه اللي دفنوه بيحكوا فيها إزاي مات و‘زاي علموا علامة على قبره في الصحرا بعد ما دفنوه، وقبل ما يسيبوه”.