عالم أزهرى: كثير من الصحابة كانوا صوفية
قال الشيخ قنديل عبدالهادى من علماء الأزهر الشريف وأحد دعاة الطرق الصوفية، إن أعداء التصوف الإسلامى يقولون إن الطرق الصوفية لم تكن موجودة في زمن البعثة ولا الصحابة ولا التابعين، فهي مبتدعة، وهذا غير صحيح.
وأوضح أن تعدد الطرق الصوفية في منهج التصوف ليس دليلًا كما يزعمون على ابتداعها، فتعدد الطرق كتعدد المذاهب الفقهية، وكما أن لكل مسلم فقيهًا يقتدي به، فكذلك لكل صوفي شيخ يرشده إلى الطريق الإيماني والسلوك المثالي، وكما تعددت طرق الاستنباط عند الفقهاء وأنواع الأدلة وفنون القياس، تعددت مناهج التصوف في السلوك والمعرفة، والأخلاق والآداب، والأذكار والأوراد، والفتح والكشف وأسرار النفس.
هل كان صحابة رسول الله صوفية؟
وتابع "قنديل"، في تصريحات لـ"الدستور"، قائلًا: إن الإنسان الصوفي هو من جاهد نفسه في ذات الله بتوفيق الله حتى صفا قلبه ووقته وحاله، فصفاه الله تعالى، فسمي صوفيًا، وهو فعل ماض مبني للمجهول، وهي كلمة ينشرح صدر الموصوف بها لما دلت عليه، والتصوف مذهب قديم، ومنهج سابق، وفق الله له المقربين، وقد تجمل بهذا المذهب كثيرون من الصحابة في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم أهل الصُّفَّة من أئمة الصحابة كأبي ذر، وصهيب، وسلمان، والعبادلة، وبلال، وأبورافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنهم أجمعين.
وأضاف "قنديل" أن الصوفية ليست ترفًا يجد فيه البعض متعة رُوحية، أو انعزالًا عن المجتمعات وتقوقعًا في الخلوات، وصرف الوقت في الحضرات والزيارات، أو مجرد تعبد وتقرب للمعبود سبحانه وتعالى، ولكنها في الحقيقة ونفس الأمر أعظم من ذلك وأكبر، لأنها هي الدرع الواقية للأمة من الانحدار والتخلف والضياع، وحماية للشباب من التفكك والتطرف والانحلال، والطرق الصوفية في حقيقتها جامعات كبري للتربية والتهذيب، وإعداد أتباعها إعدادًا إيجابيًا للنضال والجهاد في سبيل المثل العليا في الحياة؛ فوق رسالتها الأصلية وهي هداية المريدين إلى الصراط المستقيم، والطرق الصوفية مع تعددها فهي تمثل أبوابًا على طريق واحد؛ وهو الصراط المستقيم المبني على كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.