جيش مصر يحمى ولا يجور
فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفل تخرج الكليات العسكرية، بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لنصر السادس من أكتوبر المجيد، حدد أمرين بالغى الأهمية لضمان استقرار المنطقة وعدم وقوعها فى فخاخ السقوط الذريع. الرئيس السيسى فى كلمته المختصرة التى أوجزت كل الأمور بشكل قاطع وواضح وظاهر، أكد أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لتجنب المنطقة كل الويلات والسقوط فى الهاوية.. فالسلام هو الدرع الواقية لكل شعوب المنطقة بلا استثناء. ورغم أن كلمة الرئيس موجزة، لكنها حددت ملامح الاستراتيجية المصرية، عندما قال إن روح أكتوبر ستظل عالقة بمعناها وإنها تظل عالقة فى الأذهان، وبمحتواها ومضمونها الفعال تواجه مصر كل التحديات. فى الذكرى الـ٥١ لنصر أكتوبر المجيد لم تمر السنوات هباءً منثورًا ولم تنقضِ دون عزة وكرامة، بل إن روح أكتوبر هى السبيل الوحيد الذى دفع الأمة المصرية إلى الأمام بصفة مستمرة، لما حققته انتصارات أكتوبر من عزة وكرامة وكبرياء، ليس فقط للأمة المصرية، وإنما للعرب أجمعين.
وبالتالى فإن روح أكتوبر هى المسيطرة والتى تواجه الآن كل التحديات الجسام، التى تتعرض لها المنطقة. وفى هذا الشأن تأتى كلمة الرئيس، لتؤكد أن الدولة المصرية لديها جيش قوى متين يحمى ويبنى ولا يجور ولا يعتدى. هذا الجيش الوطنى العظيم له دور فى حفظ الأمن والسلام. فالدولة القوية القادرة هى التى تنادى بالسلام. لذلك وجدنا الرئيس يحدد أن السلام هو الضمانة الوحيدة لأن تعيش شعوب المنطقة فى أمن وهدوء، والنزاعات والحروب تؤدى إلى الدمار والخراب. وبالتالى فى ظل هذا السلام الذى تنادى به الدولة المصرية نجد أن جيش مصر أصبح قويًا قادرًا يحمى الحدود ويصون الأمن القومى ويوفر الأمان لكل المواطنين. وكما يقول الرئيس السيسى فإن التصعيد والعنف والدمار تؤدى إلى دفع المنطقة نحو حافة الهاوية وزيادة المخاطر، إقليميًا ودوليًا، بما لا يحقق مصالح أى شعب يرغب فى الأمن والسلام والتنمية. ومن هذا المنطلق فإن مصر تؤكد موقفها الثابت المدعوم بالتوافق الدولى بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كسبيل وحيد لإرساء السلام والأمن والاستقرار للجميع. وبالسلام تنعم الشعوب بالأمن والاستقرار والتنمية.
أما الأمر الثانى الذى تمثل فى روح أكتوبر المجيدة فهو صلابة شعب مصر العظيم والتفافه حول قيادته السياسية. وقد تحقق نصر أكتوبر المجيد بتلاحم الشعب مع قواته المسلحة. ومعروف أن المصريين عندما تتعرض دولتهم لأى خطر أو أزمة ما، يصبح الكل يدًا واحدة وعلى قلب رجل واحد، ويتكاتفون فى بوتقة واحدة بشكل لا يوجد فى أى شعب على الإطلاق. وهذا ما أشار إليه الرئيس السيسى فى كلمته، عندما قال إن تحقيق النصر العظيم فى أكتوبر ١٩٧٣، جاء بتلاحم الشعب مع قواته المسلحة خلف قيادته السياسية. لذلك وجه الرئيس السيسى التحية إلى البطل الشهيد أنور السادات، وحياه بقوله: تحية احترام وتقدير متجددة إلى روح البطل الشهيد الرئيس السادات، بطل استرداد الكرامة والأرض بالحرب والسلام، بالشجاعة والرؤية الاستراتيجية. وقال: إن ما وهبت حياتك من أجله لن يضيع هدرًا أو هباءً، بل وضع الأساس الراسخ الذى نبنى عليه ليبقى الوطن شامخًا والشعب آمنًا، يحيا مرفوع الرأس على أرضه ولا ينقص منها شبر ولا ينقص بإذن الله. هذه كانت رسالة بالغة الأهمية فى حديث الرئيس، تدل على تكاتف الشعب مع الجيش فى حرب ٧٣ حتى حقق النصر المبين على العدو الغاصب.
لذلك فى ظل هذه التحديات الجسام التى تمر بها الدولة المصرية حاليًا لا بد من أن يزداد تكاتف الشعب المصرى، ويكون على قلب رجل واحد ورؤية واحدة، ويقف إلى جوار قواته المسلحة وهذه طبيعة الشعب المصرى مع جيشه، يؤمن به فهو الدرع الواقية والحامية للبلاد. تحية إلى جيش مصر العظيم وتعظيم سلام له، وكل عام وقواتنا المسلحة أكثر صلابة وأكثر شدة على الباغى والعدو.