رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثقافة تناقش "توظيف فنون الحركة فى فرق الرقص الشعبى"

جانب من مهرجان الإسماعيلية
جانب من مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية

شهد قصر ثقافة الإسماعيلية، الخميس، أولى الندوات العلمية المتخصصة لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية بدورته الرابعة والعشرين، المنعقد برعاية د.أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء أكرم محمد جلال، محافظ الإسماعيلية، وتقيمه الوزارة، ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، والعلاقات الثقافية الخارجية، بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية.

مسعود شومان: ندوات المهرجان تتناول عدة قضايا علمية للفن الشعبي 

عقدت الندوة بعنوان "توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي" وأدارها الشاعر د.مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية وشارك فيها د.سمر سعيد، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، د. حسام محسب، أستاذ الرقص الشعبي بأكاديمية الفنون، ومستشار رئيس الأكاديمية، الفنان عمرو عجمي، مخرج ومصمم ومدرب الفنون الحركية.

وأعرب شومان عن سعادته بإقامة الندوات العلمية بالمهرجان، موضحًا أن الندوات تتناول عدة قضايا علمية للفن الشعبي من خلال مناقشة بعض مفاهيم التوظيف، الاستلهام والاقتباس، حتى يتم التعامل السليم مع أدوات الفن الشعبي من إكسسوارات وملابس وغيرها.

أشار إلى أن الندوات تشارك بها نخبة من المتخصصين في مجال الفن الشعبي، لمناقشة "توظيف العادات والتقاليد والمعتقدات في فرق الفنون الشعبية"، و"توظيف فنون القول والموسيقى في فرق الفنون الشعبية".

وأكد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية أهمية تعيين باحث لكل فرقة يلجأ إليه مصمم الفنون الشعبية قبل أن يبدأ تصميم استعراض جديد حتى يعبر الاستعراض بصدق عن البيئة والمجتمع الذى ينتمي إليه، كما أوضح أن هناك عددًا من الفرق هي نسخة تكرارية من بعضها، فنجد "الحصان  الشرقاوي" قفز إلى عدد من فرق الفنون الشعبية، كما نجد "العصا" موجودة في كل الفرق.

وطرح شومان عدة تساؤلات منها كيف نطور الفرق، وكيف يستلهم المبدع الشعبي مصادره، سواء كانت موسيقية أو حركية أو تشكيلية، وطالب الفرق الفنية أن تكون على علم بأعلام الرقص الشعبي في مصر وأنواع الرقصات، كما تحدث عن  آليات الاستلهام وآليات التوظيف في رقصات الفن الشعبي.

حسام حبيب:  قصور الثقافة أتاحت الفرصة للتعرف على فرق الفنون الشعبية 

من جهته أوضح د. حسام محسب أن قصور الثقافة أتاحت له الفرصة للتعرف على فرق الفنون الشعبية، مشيرًا أنه بدأ حياته الفنية كراقص فنون شعبية ثم مدرب، موضحا أن أول إشكالية يواجهها الفن الشعبي هي الخلط بين دور المصمم والمخرج والمدرب.

كما تحدث عن الأجور الهزيلة التى يتقاضاها أعضاء وراقصي فرق الفنون الشعبية التي تؤثر بالسلب على أداء الفرقة، منوهًا بأهمية إثراء وتشكيل عقل راقص الفنون الشعبية بتعلم تاريخ الفن الشعبي، والموسيقى، والرقص الذي له أشكال متعددة، وأكد أن مصمم الفرق عليه أن يدرك أوجه الاختلاف بين الرقصات، لأن معظم الفرق أصبحت الآن متشابهة في رقصاتها، حيث نجد "التنورة"، "الحصان" "التحطيب" داخل معظم الفرق التي ليس لها موروث ثقافي يتعلق بذلك.

وأوضح محسب أن رقصة التنورة مرتبطة بفرقة المولوية وطريقة الصوفية، وهي رقصة ليست لها علاقة بالرقص الشعبي؛ فالرقصات عليها أن تعبر عن البيئة والمجتمع بشكل كبير. كما تطرق إلى فكرة عمل بنك المعلومات كأطلس الفلكلور لتسجيل الرقصات الخاصة بكل محافظة من محافظات مصر.

وتحدث عن فرقة رومانيا التى شاركت، أمس، في افتتاح المهرجان بفقراتها التى قدمت من خلال نموذج للفن الشعبي بدولة رومانيا، وأضاف أن معظم فرق الفنون الشعبية تعتمد على شغل فرقة رضا للفنون الشعبية.

سمر سعد:  مهرحان الإسماعيلية الوحيد الذي يهتم بالفنون الشعبية 

وبدورها أوضحت د. سمر سعيد أن مهرجان الإسماعيلية يعتبر المهرجان الوحيد الذى يهتم بالفنون الشعبية، وقدمت الشكر إلى قصور الثقافة وإدارة المهرجان لعودة الندوات العلمية لمهرجان الإسماعيلية الدولي كما كانت من قبل.

كما أوضحت أن موضوع الندوة شائك وكبير، ومن المهم إدراك أن الشعب المصري يرقص في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية مثل السبوع والزواج، ولا يرقص لمجرد الرقص، مثل الشعب اليوناني الذى يرقص للرقص ومن أشهر الرقصات رقصة "زوربا".

وطالبت "سعيد" من المصمم أو المخرج أو المدرب بعدم الاكتفاء برقص واحدة، والاستعانة بأكثر من رقصة لكي تعبر عن البيئة الثقافية، سواء كانت صحراوية أو ساحلية أو زراعية؛ فكل ما يؤدي على خشبة المسرح هو استلهام لعناصر درجات 
المنتج الثقافي، وأشارت أن الاستلهام يأتي من استلهام مفردات من البيئة نفسها التى تميزها عن غيرها من البيئات المصرية المختلفة وليس من الفرق الفنية.

كما تحدثت عن دور مصمم الاستعراضات للفرقة الفنية، الذي يختلف حينما تكون الفرقة تابعة لقصور الثقافة عن الفرقة، التي تكون تابعة للشباب والرياضة.

وعن الأداء الحركي لكل رقصة، أكدت أن رقصة الحجالة جاءت فكرتها معبرة عن البيئة الصحراوية في خطوة البنت وهي ترقص على الرمال الصحراوية الساخنة، وأن الهدف الأساسي لإنشاء فرقة فنية هو التعبير عن المجتمع الذي تنتمي إليه وهويته، موضحة أن الفنان محمود رضا استلهم حركات الفلاحة من الحقول، واستخدمها على خشبة المسرح بحرفية عالية.

عمرو عجمي: فرق الفنون الشعبية بقصور الثقافة هي حائط الصد الأكبر للفن الشعبي بمصر

وأكد عمرو عجمي أن فرق الفنون الشعبية بقصور الثقافة هي حائط الصد الأكبر للفن الشعبي بمصر، كما تناول الإشكاليات الفنية الموجودة داخل فرق الفنون الشعبية.

وأشار "عجمي" إلى أهمية تقدير وتقديم الدعم المعنوى والمادي لراقص الفنون الشعبية حتى يستطيع إخراج أجمل ما لديه من فن ويبدع بشكل حرفي فني عالمي.

وطالب بإعادة النظر في فرق الفنون الشعبية في مصر والاهتمام بهم حتى لا يندثر الفن الشعبي، ويبقى الفن الشعبي الأصيل داخل دائرة الضوء والاهتمام داخل مصر وخارجها.

في الختام، تم فتح باب المداخلات والمناقشات للحضور، وشهدت مداخلة للدكتور شعيب خلف، مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، تحدث خلالها عن مشروع أطلس الفلكلور الذي يقوم برصد وتوثيق العادات والتقاليد والممارسات الشعبية التي يجب على الفرق الاستعانة بها في تصميم الرقصات لاستعادة موروثنا الأصلي والابتعاد عن الخلط بين الرقصات حتى تكون هناك خصوصية تميز كل محافظة.

وفي مداخلة أخرى أثنى خلالها الفنان ماهر كمال، مدير المهرجان على عودة انعقاد الندوات العلمية المتخصصة في الفن الشعبي ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية، ثم تحدث عن تجربته كعضو في فرقة الفنون الشعبية، موضحًا أن اللائحة لم تتغير منذ 1995 حتى الآن في الجانب المالي، مما يؤثر بالسلب على أداء وتطوير الفرق الفنية، ثم جاءت المدخلات الأخرى من المدربين وأعضاء الفرق تأكيدًا على ما قاله مدير المهرجان بشأن اللائحة المالية للفرق.

وأجمعت الآراء في نهاية الندوة على ضرورة تقديم دورات تدريبية علمية متخصصة تقام بشكل دوري وتسهم في تثقيف أعضاء الفرق وتعمل على تطوير أدائهم الفني.

 تكريم اسم الراحل عبد الغني الجندي 

وشهدت الندوة تكريم اسم الراحل عبد الغني الجندي الكاتب والمؤرخ والباحث، والذي يعد أحد رموز الفن الشعبي بمصر.

وتقدم الندوات العلمية للمهرجان بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وتناقش عدة موضوعات أهمها: "توظيف العادات والتقاليد والمعتقدات في فرق الفنون الشعبية"، "توظيف فنون القول والموسيقى في فرق الفنون الشعبية"، وكذلك "توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي".

يشار إلى أن فعاليات المهرجان تقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتنفذ الفعاليات الفنية من خلال الإدارة العامة للمهرجانات برئاسة إيمان حمدي، والإدارة العامة للفنون الشعبية برئاسة الفنان محمد حجاج، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة الإسماعيلية، برئاسة شيرين عبد الرحمن.

وافتتح د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، أمس الأربعاء، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الإسماعيلية الدُولي للفنون الشعبية، بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، اللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، والكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعدد من القيادات الثقافية والشعبية والتنفيذية بالمحافظة، وذلك على مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية، وتشارك به 21 فرقة فنون شعبية مصرية وأجنبية ويستمر حتى 7 أكتوبر الحالي.