الانتصار الفعلى!
يخطئ من يعتقد أن ما تحققه دولة الكيان الصهيونى طوال العام الماضى انتصار، بل هو الوهم الذى يصدره نتنياهو لشعبه وللعالم، ويحاول من خلال التوسع فى عمليات القتل والإبادة والتدمير أن يوهم الناس بتحقيق إنجازات وانتصارات على الأرض.
فإذا كانت أهداف الحرب على غزة التى أعلنها نتنياهو هى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وتحرير الرهائن، فلا هو قضى على حماس ولا استطاع تحرير الرهائن.
وفى الشمال مع لبنان قال إن الهدف من الحرب هو القضاء على حزب الله وعودة سكان شمال الأراضى المحتلة إلى ديارهم، وها هو يندب حظه بسقوط قتلى يوميًا، بل أجبرته أرقام القتلى على الاعتراف بعدد منهم، وإن كان يخفى الأعداد الحقيقية.
والحقيقة المؤكدة أنه أصبح هناك متوسط للقتلى الصهاينة لا يقل عددهم عن 8 يوميًا. وفشلت تجربة الغزو البرى بسقوط قتلى بينهم قادة، وقال إنه سوف ينهى ويدمر ترسانة الصواريخ التى يمتلكها حزب الله، وها هى صواريخهم تدك قلب تل أبيب ومعظم المدن المحتلة فى الشمال والشرق وحتى القدس.
قال إنه قادر على ردع طهران وإنها لن تستطيع الرد على اغتيال إسماعيل هنية أو الانتقام لحسن نصرالله وتوعدها بالتدمير.
فتفاجأ بالصواريخ الإيرانية تكشف عورات قبته الحديدية وتخترقها وتسقط فى قلب أهدافها مباشرة، وكما حدد لها من على بعد 2500 كيلومتر.
إذًا ما حققه نتنياهو هو الوهم.. ولا شىء إلا القتل العمد للأطفال والنساء والشيوخ والعزل، فى المقابل توحدت جبهات المقاومة فى لبنان وسوريا واليمن والعراق، واشتبكت إيران مباشرة، ولأول مرة يتوحد الشعب اللبنانى ويقف خلف حزب الله ويصبح لبنان جبهة واحدة بهدف واحد وهو صد العدوان الصهيونى.
وفى علم السياسة لا تعتبر الحرب انتصارًا إلا بتحقيق الهدف منها، ولو كانت دولة الكيان ونتنياهو يفهمون لكانوا اتعظوا من تجاربنا معهم، ولعرفوا الفرق بين الانتصار الحقيقى والوهم الذى يصدرونه لشعوبهم.
فقد حققنا انتصارًا عظيمًا فى حرب أكتوبر 1973، ونتيجته النهائية هى عودة كامل أرضنا وسيادتنا على كل شبر منها، وقبلها فرح وهلل العدو بانتصاره فى معركة 67 باحتلال سيناء وأجزاء من الأراضى العربية، لكن هل تحقق شىء من أهداف الحرب ذاتها والمعلنة، وهى وقف قطار التنمية الذى يتحقق فى مصر بمعدلات عالمية عالية، وإخراج مصر من معادلة الصراع العربى الصهيونى، وأيضًا لم يتحقق من ذلك شىء فقد استمرت التنمية واكتمل بناء السد العالى، وأقيم مجمع صناعات الألومنيوم بنجع حمادى، وغيره من المشاريع الكبرى التى أُنجزت أثناء الحرب، وظلت مصر العضو الفاعل فى المعادلة العربية والتى لم ولن تتغير مكانتها أبدًا.
وطالما لم يتحقق الهدف المعلن من الحرب الحالية، فالحديث عن الانتصار لا يعتبر إلا وهمًا وكذبًا، فلن تربح دولة الكيان إلا الخراب والكراهية والخسائر المادية والبشرية والتى من كثرتها تحتاج لمقالات خاصة بها. نصر الله أمتنا العربية، والخزى والعار للمستعمر ولكل من يناصره.