دعوات فى مجلس الأمن لإنهاء "الدوامة المروعة" من التصعيد فى الشرق الأوسط
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، إلى إنهاء "الدوامة المروعة" من التصعيد في الشرق الأوسط.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة - خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط اليوم - "إن الحرائق المستعرة في الشرق الأوسط تتحول بسرعة إلى جحيم"، وإنه يجب احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه.
وأضاف أن "المدنيين يدفعون ثمنًا باهظًا" في جميع أنحاء الشرق الأوسط، "وهو ما أدينه بشدة"، وأنه من الضروري تجنب الحرب الشاملة في لبنان "والتي ستكون لها عواقب عميقة ومدمرة".
كما كرر إدانته الشديدة للهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته إيران على إسرائيل يوم الثلاثاء، وفي الوقت نفسه، أكد أن المعاناة التي لا يزال شعب غزة يتحملها "تتجاوز الخيال".
وقال جوتيريش "حان الوقت لوقف الدورة المروعة من التصعيد بعد التصعيد الذي يقود شعوب الشرق الأوسط مباشرة إلى الهاوية"، مضيفًا "لا يمكننا أن نغض الطرف عن الانتهاكات المنهجية للقانون الإنساني الدولي التي تحدث في جميع أنحاء المنطقة".
وكانت فرنسا قد طلبت عقد جلسة طارئة في أعقاب قرار إيران بإطلاق ما يقرب من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل يوم أمس، في الوقت الذي شنت فيه القوات الإسرائيلية توغلات "محدودة" في جنوب لبنان، بالإضافة إلى حملة القصف الواسعة النطاق والقاتلة ضد مقاتلي حزب الله، وكل ذلك على خلفية الحرب التي استمرت قرابة عام في غزة.
من جانبه، قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بسام قسّاي الدهّاك - بحسب ما نشر على موقع الأمم المتحدة الليلة - إن "الاجتماع اليوم لم يكن ليعقد لو أن مجلس الأمن قد تحمل مسئوليته في حل النزاعات المتعلقة بالسلام والأمن"، واتهم الولايات المتحدة بتشجيع العدوان الإسرائيلي في وقت تواصل فيه تقديم دعم غير محدود للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وأضاف: "لقد استمروا في التصعيد في المنطقة؛ ما يدفعها نحو حرب شاملة من خلال استمرارهم في الهجمات على دول المنطقة، بما في ذلك بلدي سوريا"، وقال إنه قبل "بضع دقائق"، حدثت غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني في العاصمة السورية.
وأكد السفير السوري، حق بلاده المشروع في الدفاع عن شعبها وأرضها، ومكافحة هذه الجرائم بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي.
وأضاف أنه في مواجهة غزو إسرائيل للبنان، لن تدخر سوريا جهدًا في تقديم الدعم الإنساني للمدنيين الذين يفرون من القتال.
بدوره، قال عباس كاظم عبيد الفتلاوي، نائب الممثل الدائم للعراق لدى الأمم المتحدة، إن عجز مجلس الأمن عن إنهاء الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني يعكس "واقعًا مؤلمًا".
وأضاف "الواقع هو أن مجلس الأمن لا يتخذ أي قرارات فعالة أو حاسمة لوقف هذه الانتهاكات التي تسمح للاحتلال بالاستمرار في ممارساته وتصعيد العنف في المنطقة"، وأكد أنه حان الوقت لمجلس الأمن للعب دور فعّال للحفاظ على السلام والأمن الدوليين.
وأشار إلى أنه على المجلس أن يتحمل مسئوليته الأساسية كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، مضيفًا أنه يجب عليه اعتماد قرارات ملزمة لضمان وقف إطلاق النار الفوري كما فعل في صراعات أخرى حول العالم.
وقال: "فشل المجلس في أداء دوره يفتح الباب أمام إسرائيل للاستمرار في انتهاكاتها، دون أي رادع حقيقي".
واستمر قائلًا "هذا يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار ويعرض السلام الإقليمي والدولي للخطر".
من جانبه، قال السفير الإيراني أمير سعيد إيرواني لمجلس الأمن، إن الضربات الصاروخية ضد إسرائيل كانت "ردًا متوازنًا على الأعمال العدوانية الإرهابية المستمرة من إسرائيل على مدى الشهرين الماضيين" و"ضرورية لاستعادة التوازن والردع".
وأوضح أن هذا الإجراء جاء وفقًا لـ"الحق الفطري في الدفاع عن النفس" وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، واستجابة مباشرة لأفعال النظام المتكررة العدوانية ضد إيران، بما في ذلك انتهاك سيادتها وسلامتها الإقليمية خلال الأشهر الماضية.
وأضاف: "لقد أثبتت التجربة أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة"، مؤكدًا أن "الدبلوماسية قد فشلت مرارًا وتكرارًا حيث تعتبر إسرائيل ضبط النفس لا كإيماءة للاحترام، بل كضعف لاستغلاله".
وأشار إلى أنه بينما تعتبر إسرائيل "المدنيين الأبرياء والبنية التحتية المدنية أهدافًا مشروعة للاعتداء والمجزرة، فإن رد إيران استهدف فقط المنشآت العسكرية والأمنية للنظام عبر الضربات الصاروخية الدفاعية".
واتهم إسرائيل، بدفع المنطقة إلى حافة كارثة غير مسبوقة، دون أي نية لمتابعة وقف إطلاق النار، كما أدان أمريكا بسبب سعيها إلى "تشجيع الأعمال الإجرامية لإسرائيل" من خلال دعمها العسكري والسياسي، ما يعطل قدرة مجلس الأمن على اتخاذ قرارات فعّالة، ودعا المجلس إلى التحرك.