.. وبدأت الحرب الإقليمية!!
بهجوم الصواريخ الإيرانى الضخم على إسرائيل تكون المنطقة قد دخلت بالفعل فى حرب إقليمية. فقبل الهجوم الإيرانى على إسرائيل كانت حربًا محلية بين إسرائيل والمقاومة المتمثلة فى حماس وحزب الله.
أما دخول إيران الحرب فهذا يعنى أن الحرب الإقليمية قد بدأت. لكن تبقى هناك عدة أسئلة وهى: هل ستستمر إيران فى هجومها؟ وهل سترد إسرائيل على هذا الهجوم العنيف على تل أبيب؟.
وهل ستقوم إسرائيل كما أعلنت من قبل بضرب المفاعلات النووية الإيرانية؟ وهل ستسمح لها الولايات المتحدة الأمريكية بذلك؟. وهل إيران أبلغت أمريكا بالهجوم العنيف على إسرائيل؟. الإجابة نعم أبلغت أمريكا وروسيا بهذا الهجوم. والملاحظ فى الهجوم الإيرانى أن الصواريخ الإيرانية وصلت إلى قلب إسرائيل، ولم تصب أى قاعدة من القواعد الأمريكية فى المنطقة على الإطلاق.
وهذا الكم من الصواريخ الذى أصاب إسرائيل، يعنى أن العملية منظمة ولم تأت كرد فعل عشوائى. وإنما لها ترتيبات واضحة وظاهرة خاصة أنها انطلقت من سبع مناطق إيرانية إلى قلب إسرائيل.. والسؤال هنا: هل حزب الله شارك فى هذه العملية؟ من المؤكد أنه لم يشارك.. على كل حال إذا كانت هذه هى بالفعل بداية الحرب الإقليمية فإن معنى ذلك أن الأمور ستشتعل أكثر وأكثر، خاصة لو أن إسرائيل قامت بالرد على الهجوم الإيرانى العنيف. وهذا ما ستكشف عنه الساعات المقبلة.
الهجوم الإيرانى على إسرائيل وجّه ضربات قاتلة ومؤثرة على منصات البترول الإسرائيلية، ما يعنى وقوع خسائر فادحة فى الاقتصاد. ويكفى أن الشعب الإسرائيلى كله الآن يعيش فى الملاجئ تحت الأرض، حتى أن وزير الدفاع الإسرائيلى نفسه اختفى عن الأعين فى أحد الملاجئ، وكذلك نتنياهو الذى تكشف نفسه المريضة عن حب الانتقام. وليس مستبعدًا أن يرد على إيران. وبالتالى تشتعل المنطقة أكثر من ذلك.
المعروف أيضًا أن التعاطف الشعبى الإسرائيلى مع نتنياهو قد تبخر بعد الهجوم الإيرانى، ما سيدفع رئيس الحكومة المتطرف إلى الانتقام بالرد، لأن شخصيته انتقامية وفى ظل ضياع التعاطف الشعبى له بعد هذه الضربة القوية الخطيرة. وبالتالى من المتوقع أن نجد نتنياهو يقوم بالرد. على كل حال الأمر بات جد خطير وباتت المنطقة تعانى من كارثة. وهذا هو ما نبه إليه وحذر منه مرارًا وتكرارًا الرئيس عبدالفتاح السيسى. ووجّه التحذيرات الشديدة من انفجار الأوضاع بالمنطقة، وضرورة وقف الحرب الإسرائيلية بدلًا من هذا الوضع المؤسف الذى يعود على الشعوب بالخراب.
من المؤسف الشديد أن إسرائيل لم ترتدع ولم تسمع إلى صوت الحكمة والرؤية المصرية فى هذا الشأن. وبالتالى بدأت المنطقة فى حالة اشتعال. وهنا نستطيع أن نقول: لقد انفجرت المنطقة، وهو ما تكون نتائجه الخسارة الفادحة على كل الأطراف بلا استثناء. لكن يبقى أن نسأل: هل الولايات المتحدة الأمريكية ستظل ساكتة على هذا الموقف؟ وهل ستوافق لإسرائيل على ضرب المفاعلات النووية الإيرانية؟ هل من مصلحة أمريكا فى هذا التوقيت أن تتخذ أى قرار؟ فى الواقع أن أمريكا الآن تشبه البطة العرجاء، لأنها تعيش فترة الانتخابات، ما يجعلها عاجزة عن اتخاذ أى قرار. وبات الأمر خطيرًا جدًا. وفى نهاية الأمر لا يمكن أن نتجاهل أبدًا الرؤية المصرية التى نادت طويلًا، وما زالت حتى كتابة هذه السطور، بضرورة الهدوء وعودة الاستقرار إلى المنطقة بدلًا من انفجارها الذى قد بدأ بالفعل. وتلك هى الطامة الكبرى التى لا يعرف مداها إلا الله. الأمور ستزداد اشتعالًا وخطرًا وستدخل أطراف أخرى فى هذه الحرب ما لم يجتمع الجميع حول صوت الحكمة المصرية فى هذا الشأن، الذى يتلخص فى وقف الحرب الإسرائيلية، وتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. لماذا لا يتم تفعيل القانون الدولى والمواثيق الدولية؟ ماذا تنتظر أمريكا بعد كل هذا الخراب الذى سيصيب العالم بأسره، وليس أهل المنطقة وحدهم؟ فهل من مجيب لوقف هذه الحرب؟