أفراح الزمالك وأحزان الأهلى بعد السوبر الإفريقى.. مبالغ فيها جدًا
ما حدث فى الأهلى والزمالك بعد مباراة السوبر الإفريقى التى انتهت بفوز الزمالك بركلات الترجيح كان مبالغًا فيه بدرجة كبيرة سواء من حيث الحزن أو الفرح.
فى عالم الرياضة هناك مقولة رائعة «تواضع عند النصر وابتسم عند الهزيمة»، لكن بعد السوبر الإفريقى لم يتواضع الزمالك ولم يبتسم الأهلى.
مجلس إدارة الأهلى برئاسة محمود الخطيب قرر معاقبة اللاعبين، وهو أمر طبيعى خاصة أن العقوبة كانت بسبب تواضع أداء اللاعبين وغياب الروح عنهم، ولو لعب الأهلى بمستواه المعهود وبذل لاعبوه أقصى جهد وقاتلوا بشراسة ثم خسروا بركلات الترجيح، لم يكن أحد سيطالب بمعاقبتهم، لأن عدم التوفيق وارد فى أى مباراة، لكن أن يكون كل اللاعبين بلا استثناء دون مستواهم ويفتقدون للروح والقتال داخل الملعب فهذا أمر يستحقون العقوبة عليه.
الكل كان يعلم بعد رحيل خالد بيبو أن الأهلى فى حاجة لوجود مدير كرة، وأن الفريق يحتاج لتدعيم فى مركزى الجناح ورأس الحربة، لكن إدارة الأهلى تغاضت عن الأمرين وتركت ملف التدعيم معلقًا حتى يناير المقبل وبعد خسارة السوبر الإفريقى قرر مجلس الإدارة تعيين محمد رمضان مديرًا رياضيًا، وفتح باب التعاقد مع لاعبين جدد قبل غلق باب القيد يوم 25 أكتوبر الجارى.
قرارات مجلس إدارة الأهلى تعنى الاعتراف بوجود خطأ والعمل على تصحيحه، وهو أمر يحسب للمجلس، لكن المؤسف أن اللاعبين الجدد الذين سيتم التعاقد معهم لن يشاركوا مع الأهلى فى دورى أبطال إفريقيا قبل يناير المقبل، لكن أن تأتى متأخرًا أفضل من ألا تأتى مطلقًا.
على العكس كانت أفراح الزمالك بالسوبر الإفريقى مبالغًا فيها بشكل كبير، خاصة أن الفريق حسم المباراة بركلات الترجيح ولم يفز فى وقتها الأصلى رغم سوء حالة الأهلى، وكان يمكن أن يخسر الزمالك لولا تألق محمد عواد حارس المرمى فى ركلات الترجيح.
أفهم حجم الضغوط التى عانى منها لاعبو الزمالك قبل مباراة السوبر الإفريقى والتى وصلت إلى حد مطالبة البعض بعدم سفر الفريق للسعودية، لأنه مهزوم لا محالة، لكن أتمنى أن يكون التعبير المبالغ فيه بالفرح بعد المباراة أمرًا وقتيًا نتيجة الشعور بالانتصار على كل من شك فى قدرات اللاعبين.
أما مجلس إدارة الزمالك فقد صدرت عته تصريحات عنترية معظمها بعيد عن الواقع والبعض تحدث عن دور الصفقات الجديدة فى الفوز بالسوبر الإفريقى، رغم أنه لم يشارك من اللاعبين الجدد بشكل أساسى سوى المغربى محمود بنتايج الذى ظهر بشكل رائع، لكن إذًا الحكم على أى لاعب من مباراة واحدة أمر غير منطقى، فما بالك بلاعب شارك لمدة 28 دقيقة وهو البولندى ميشالاك، ولاعب شارك لمدة 14 دقيقة وهو الفلسطينى عمر فرج.
حسين لبيب رئيس نادى الزمالك رجل عاقل وهادئ ومتزن، وتحمل ومجلس إدارته الكثير خلال الفترة الماضية، لكن المبالغة فى الفرحة وعدم التواضع أمر لا يليق بمجلس إدارة يدير ناديًا كبيرًا بحجم الزمالك، وعلى حسين لبيب ورفاقه أن يدركوا أن الموسم ما زال فى بدايته وأن الفريق أمامه تحديات كبيرة محليًا وإفريقيًا، وأنه يحتاج لتدعيم خاصة فى مركز قلب الدفاع ومحور الارتكاز فى وسط الملعب، لذلك على مسئولى الزمالك أن يتخلصوا من نشوة الفوز بالسوبر الإفريقى، وأن يواصلوا العمل الجاد حتى يستطيع الفريق المنافسة بقوة فى الموسم الجديد.