المؤتمر العالمى لمناهضة الفاشية والنازية والاستعمار الجديد
فى يوم السبت الموافق الثامن والعشرين من سبتمبر 2024، نظمت سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة، بالمشاركة مع أكثر من 300 مدينة حول العالم، مؤتمرًا لتدشين «المنظمة الدولية لمناهضة الفاشية والنازية والإمبريالية العالمية» فرع مصر، وذلك لإدانة الممارسات الفاشية والاستعمارية وللدفاع عن السلام وسيادة الشعوب.
وفى كلمته الافتتاحية، رحب السيد السفير ويلمر أومار بارينتوس، بالحضور الحاشد من مجموعات التضامن ووسائل الإعلام الصديقة لفنزويلا، وممثلين عن الأحزاب المصرية المتضامنة مع الشعب الفنزويلى ضد العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على فنزويلا منذ أكثر من عشر سنوات، من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، واقترح السيد السفير تشكيل فرع المنظمة بمصر، التى ستكون من بين أهدافها صياغة ردود سريعة على الاعتداءات الإمبريالية الفاشية فى كل مكان فى العالم، والتوقيع على بيان دولى لدعم النضال ضد الفاشية والنازية والاستعمار الجديد، هذا بجانب بث وسائل الدعاية والتضامن مع فنزويلا.
وقال السيد بارينتوس، فى كلمته، «إن فنزويلا تواجه عدوانًا دوليًا، وانتشارًا فاشيًا إجراميًا خطيرًا للغاية، حيث صممت حكومة الولايات المتحدة سياسة لاستخدام العملية الانتخابية التى جرت فى 28 يوليو 2024، (التى انتهت باختيار نيكولاس مادورو رئيسًا للبلاد) لشن عملية متعددة الأبعاد ضد فنزويلا»، وأكد السفير أن صمت المجتمع الدولى فى مواجهة عنف اليمين واليمين المتطرف العالمى «الصهيونى والأمريكى والدول الاستعمارية الأوروبية» أصبح واضحًا بشكل متزايد.
وإننى أضيف أنه بعد إعلان فوز الرئيس مادورو بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وعملاؤها، فى الداخل، تنفيذ خطة نشر الفوضى فى البلاد، والتشكيك فى نتائج الانتخابات، وتنصيب رئيس آخر للبلاد تابع للسياسات الأمريكية الاستعمارية، التى تعمل على نهب ثروات بلدان أمريكا اللاتينية.
ويهمنى أن أوضح أنه قبل الإعلان عن المنظمة الدولية لمناهضة الفاشية فى 28 سبتمبر 2024، أُقيم فى يومى العاشر والحادى عشر من سبتمبر، فى كاراكاس عاصمة فنزويلا مؤتمرًا ضد الفاشية والنازية والاستعمار الجديد، بحضور الرئيس مادورو، وباشتراك 92 دولة، واتفق فيه ممثلو الدول، على مولد المنظمة الدولية ضد الفاشية، وفى هذا المؤتمر قال مادورو «إن المؤتمر العالمى الأول لمكافحة الفاشية، علامة فارقة للدفاع عن السلام وسيادة الشعب». وأضاف رئيس فنزويلا «ستبدأ اللجنة التنسيقية لهذه المنظمة المناهضة للفاشية العمل من كراكاس».
لقد ظهرت الفاشية فى أوائل القرن العشرين كرد فعل للأزمات التى طالت العالم فى ذلك الوقت، أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية هزت أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى، وفى هذا السياق الملىء باليأس والدمار وخيبة الأمل والصدمة من الديمقراطيات الليبرالية، وجدت الحركات السلطوية مثل الفاشية الإيطالية، والنازية الألمانية، أرضًا خصبة للظهور والانتشار. وتشاركت الحركتان الفاشية والنازية فى الكراهية الشديدة للشيوعية والاشتراكية، واستخدمتا إرهاب شعوبهما من العدو الداخلى من أجل تعزيز السلطة المطلقة «القومية اليمينية المتطرفة»، من خلال استخدام الرقابة والدعاية والقمع كأدوات رئيسية.
وقبل أن أنهى المقال يهمنى أن أشير إلى أن يوم 28 سبتمبر الذى أعلنت فية أكثر من 300 مدينة حول العالم تأسيس «المنظمة الدولية المناهضة الفاشية والنازية والاستعمار الجديد»، جاء مواكبًا لذكرى وفاة الزعيم جمال عبدالناصر عام 1970، الذى قاد حركات التحرر الوطنى والاستقلال عن الاستعمار فى منتصف القرن العشرين فى العديد من دول إفريقيا، وأسس مع عدد من من الزعماء فى العالم «دول عدم الانحياز»، بجانب معاداة الكيان الصهيونى المحتل لفسطين العربية.
وجاء أيضًا الإعلان فى ذكرى انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 عقب دخول المجرم الصهيونى شارون المسجد الأقصى، فى حماية جنود الاحتلال، الذين قاموا بضرب المصلين داخل المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.
ويمتد الاستعمار العالمى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الاستعمارية فى السيطرة ونهب دول العالم اقتصاديًا ومساندة ودعم الكيان الصهيونى الفاشى العنصرى، فى عدوانه على الشعب الفلسطينى منذ 1948 حتى الآن.
وتشارك الإمبريالية الأمريكية بالمال والجنود والسلاح المتطور، بل المحرم دوليًا، الكيان الصهيونى فى عدوانه على الشعب الفلسطينى واللبنانى، المستمر منذ الثامن من أكتوبر 2023 حتى الآن وقيامه بتدميرالمنازل والمساجد والكنائس والمدارس، وأماكن الإيواء، وكل مصادر الحياة، واغتيال عشرات الآلاف من المواطنين معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 100 الف من المواطنين، والقيام بالتهجير القسرى للسكان الأصليين والتطهير العرقى من أجل إقامة دولة قومية يهودية أى «دولة نازية».
زد على ذلك وفى محاولة للهروب من فشل حكومة العدو الصهيونى بقيادة نتنياهو، فى القضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية، بدأ الكيان الفاشى اليمينى المتطرف فى اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية، للنيل من روح المقاومة والقضاء عليها، ولكن تتحطم أحلام الصهيانة الجبناء ومن يشاركونهم جرائمهم على صخرة المقاومة، وصخرة صمود الشعب الفلسطينى واللبنانى البطل.
كل التحية لدولة فنزويلا ودولة جنوب إفريقيا ودولة الصين وجميع الدول والشعوب الحرة التى وقفت وتقف مع حق الشعوب فى التحرير وتقرير المصير، وتقف ضد الإمبريالية الأمريكية والصهيونية الفاشية، وتدافع عن السلام وسيادة الدول.
المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والنصر للمقاومة والبقاء للشعوب والزوال للاحتلال والخزى والعار للصامتين والمتواطئين والمشاركين فى جرائم العدو الصهيونى.