حديث الحكمة.. وغياب الضمير العالمى
لليوم الثانى على التوالى يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الأوضاع الخطيرة فى المنطقة التى باتت على وشك الانفجار. فبعد لقاء فى تخريج دفعة فى أكاديمية الشرطة وحديثه عن أوضاع المنطقة، تحدث أيضًا فى لقائه بعض الخريجين فى إطار استعدادات الأكاديمية العسكرية لتخريج دفعات جديدة من طلابها لعام ٢٠٢٤. وتناول الرئيس قضية خطورة الأوضاع فى المنطقة، والدور المصرى العظيم خلال العشر سنوات الماضية، يعنى منذ ثورة ٣٠ يونيو وحتى الآن، لمنع انزلاق مصر إلى مهالك انفجار المنطقة، ودور المصريين العظيم الذى يقف حائط صد ضد كل من تسول له نفسه النيل من البلاد وتهديد استقرارها. إضافة إلى الحفاظ على الأمن القومى المصرى فى ظل هذه المخاطر والتحديات الشديدة التى تتعرض لها البلاد من كل حدب وصوب، وتحديدًا من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية، فى ظل أوضاع بالغة الخطورة وشديدة القسوة وتنذر بانفجارات لا تحمد عقباها.
حديث الرئيس للمرة الثانية على التوالى يعنى أهمية الحذر الشديد من كل المخاطر التى تتعرض لها المنطقة فى ظل غياب تام للعقل لدى كل من بيده الأمر، سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو من المجتمع الدولى. وبالتالى جاء حديث الحكمة والرشد على لسان السيد الرئيس ليعلن للعالم أجمع أن مصر الدولة القوية القادرة لن تنزلق أبدًا إلى كل المهالك المنصوبة فى المنطقة، وتتعامل مع الأمر بحكمة ورشادة بالغتين. ومن هذا المنطلق دار حديث الرئيس السيسى مع الخريجين بشكل واضح ورؤية ثاقبة تنم وتدل دلالة قاطعة على أن مصر الدولة القوية لن تجرفها أى من التحديات التى تصر على زعزعة أمن البلاد واستقرارها.
ومن هذا المنطلق فإننا نرى أن الرؤية المصرية التى تحدثت عنها من قبل التى تتمسك بالحكمة هى الصحيحة. وتحذيرات الرئيس بصفة مستمرة من أجل منع انفجار المنطقة تؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن الأوضاع السائدة حاليًا بالغة السوء والخطورة. وغاب الضمير الإنسانى والعقل الرشيد عن كل من يشعل المنطقة بهذا الشكل، رغم أن الضرر سيعود على الجميع، ولن يتم استثناء أحد من ذلك، سواء أمريكا أو دول المجتمع الدولى أو دول المنطقة بأسرها. وبالتالى لا بد من وقف فورى للحرب الإسرائيلية البشعة التى دخلت فى عام كامل. ولا أحد يستمع إلى صوت العقل المصرى.
ولذلك شدد الرئيس السيسى على أن حماية الأمن القومى المصرى عملية مستمرة بلا كلل أو ملل، ما يعنى أن الدولة المصرية تعمل بكل طاقتها وقدرتها على حماية الأمن القومى المصرى، حتى لا يُمس بأدنى سوء من بعيد أو قريب. هذه قضية لا يمكن بأى حال من الأحوال التفريط فيها أو التخاذل بشأنها، لأن الحفاظ على الأمن القومى المصرى يحفظ استقرار الدولة المصرية وأمانها وتوفير الأمان للمواطنين حتى لا تسقط البلاد فى بحور الفوضى والاضطراب كما سقطت دول مجاورة، وكما حدث من كوارث فى المنطقة حاليًا. وقد نبّه الرئيس السيسى إلى أن تماسك المصريين ووحدتهم بإرادتهم الصلبة، هى الحماية الحقيقية للدولة للحفاظ على كل الاستقرار والأمن والأمان الذى يعيشه المواطن المصرى حاليًا.
كما أن الرئيس السيسى شرح أهمية اتباع سياسة التوازن والاعتدال فى كل القرارات التى تقوم بها الدولة من أجل الحفاظ على الأمن القومى المصرى، بعيدًا عن تغييب العقل، وبعيدًا عن أى هوى. فمصر هى الأساس، والوطن الغالى هو الذى يدفع الرؤية المصرية إلى اتخاذ كل ما تراه من أجل الصالح العام.
ولذلك لا بد من ضرورة إجراء حوار استراتيجى بين جميع الدول من أجل الوصول إلى التهدئة وتحقيق المصالح والمنافع المشتركة بين الجميع كما يرى الرئيس. وعلى هذا الأساس فإن الأمر يعنى بالدرجة الأولى الوقف الفورى للحرب الإسرائيلية والدخول فى مفاوضات مباشرة مع كل الأطراف بلا استثناء، سواء فى غزة أو فى لبنان، حتى يعود للمنطقة استقرارها وأمانها، بدلًا من الانفجار الذى بات على الأبواب.